شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الصحافة والصحفيون في بيروت!
أتذكر أنني كنت أتردد أيضاً على بعض الصحف اللبنانية والمجلات الأدبية بها، فأتعرف على أصحابها وتغمرني غبطة كبيرة بما يظهر لي من ترحيب ومودة ومؤانسة.
أتذكر أنني زرت دار جريدة النهار لأتعرف على صاحبها ورئيس تحريرها الصحفي الشهير جبران التويني، وكيف سُر بزيارتي له، وطلب مني أن أكتب تعريفاً بالمملكة العربية السعودية، وكان الملك سعود في ذلك العام في لندن لحضور حفلة تتويج الملك جورج السادس فيها، فقال لي: لماذا لا تكتب مقالاً تعرف فيه ولي العهد السعودي لقراء جريدة النهار؟ فكتبت مقالاً مطولاً نشر في جزءين متواليين في جريدته.
وعندما صدرت جريدة بيروت لأول مرة في أواسط الثلاثينات الميلادية، سمعت بخبر صدورها، وفرحت عندما علمت أسماء القائمين على إصدارها وتحريرها وبينهم الأستاذ الكبير محيي الدين منصور، وفؤاد قاسم، وعبد الله المشنوق، فذهبت إلى إدارة الجريدة، في عمارة تقع أمام المسرح المعروف "بالتياترو" الكبير، والتقيت هناك بالمشرفين على هذه الجريدة، وعرفتهم بما كنت أعرف به من ألقاه عن المملكة العربية السعودية. وأتذكر أني اجتمعت لأول مرة في إدارة هذه الجريدة بالأستاذ الكاتب الوطني أنيس النصولي، وكان قد فتح في جريدة "بيروت" سلسلة متوالية من المقالات الوطنية صادرة تحت عنوان "الأرقام تتكلم"، وكان يوقعها بتوقيع "ألف. نون"، وكنت قد فرحت بالمقال الأول فيها لما كانت تزخر به من وطنية صادقة واستقصاءات وبحث علمي عن حقوق المسلمين في لبنان، فكانت زيارتي تتكرر للأستاذ أنيس من أجل ذلك، حتى استمرت أكثر من عامين، وهي المدة التي كانت هذه السلسلة من المقالات تتوالى في حقول تلك الجريدة "بيروت" التي تنشرها.
وأتذكر أيضاً أنني كنت أطالع المجلة الأدبية الثانية التي صدرت في بيروت باسم "المكشوف"، وكانت قد سبقتها مجلة أدبية أولى باسم "المعرض"، كان بين من يشرف على تحرير هذه الأخيرة الشاعر الشهير بشارة الخوري، وطليعة الشباب الناهض في لبنان، كما توالت زياراتي لمجلة "المكشوف" على إثْر اطلاعي على سلسلة من المقالات النقدية المثيرة الحادة، التي اتفق على كتابتها وعلى نشرها في تلك المجلة عدد من الكتاب اللبنانيين الشباب الذين كانوا يتحمسون في منازلة عباقرة كتاب مصر، وكان بين هؤلاء الشاعر سعيد عقل، والأساتذة يوسف غصوب، ورئيف الخوري، وصلاح اللبكي، وفؤاد زهر، يشجعهم ويثيرهم صاحب المجلة نفسها الأستاذ فؤاد حبيش، وهو ضابط متقاعد أنشأ صحيفة المكشوف ليتحلق حوله على صفحاتها هذا النفر من الشباب. وكانوا من طلائع الكتاب اللبنانيين ذوي الثقافة الإفرنسية – العربية. وعندما رأيت المقالات التي أخذت مجلة المكشوف تنشرها وتهاجم بها كبار كتاب مصر ومؤلفيها الشهيرين بإبداعهم وفكرهم وريادتهم في الصحافة المصرية، وتخفي بينهم ذوي الثقافة المصرية – الإفرنسية من خريجي جامعات فرنسا، كانت تلك المقالات النقدية الموجهة إليهم والمهاجمة لهم من هذه النخبة اللبنانية ذوي الثقافة الإفرنسية مقالات حادة في نقدها وغمزها ولمزها، كان يقصد منها الإحراج، إذ أنها كانت تحمل طابع المراقبة، وترمي بعض من رمت من كتاب مصر بالسرقة الأدبية، من تلك السرقات الأدبية المعروفة في تاريخ الآداب العالمية بأنها السطو أو الاقتباس أو الاختلاس من الآداب الأخرى وادعاؤها لغير من كتبوا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :587  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج