شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طلب العلم في المساجد
في أوائل القرن الهجري الرابع عشر، ذكرنا كيف انبثقت فيه ملامح التعليم والثقافة في الحجاز في نظامها المدرسي المشار إليه بمدارس الفلاح، والمدرسة الصولتية، والمدرسة الفخرية، ثم ما تلا هذه المدارس بعد ذلك من مدارس أخرى في الثلث الأول من القرن الرابع عشر.
لقد كان كل شيء في الحجاز قبل هذا ومع هذا يعتمد على طلب العلم في المسجدين الشريفين: المسجد الحرام في مكة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، ونظام التعليم في هذين المسجدين هو النظام التعليمي الإسلامي المتوارث عبر العصور والقرون في شرق العالم الإسلامي ومغربه، وفي الجوامع المشهورة التي ظهرت عبر مئات السنين في بعض البلدان العربية كجامع الزيتونة في تونس، وجامع القرويين في مدينة فاس في المغرب الأقصى والجامع الأزهر في القاهرة.
وكان النظام في هذه الجوامع مثل النظام في الحرمين الشريفين يعتمد على المشايخ من أجلاء العلماء، يتحلق حولهم طلبتهم في أركان هذه الجوامع، ويتلقون عنهم علوم الدين المختلفة من حديث وتفسير وفقه ونحو وغير ذلك.
أما في نجد فقد كان في جامع مدينة "الدرعية"، وفي جامع مدينة الرياض بعدها، الترتيب الإسلامي نفسه لطلب العلم وتعليمه، أي الحلقات المختلفة، تتكون كل حلقة منها من مجموعة من الطلاب، يقل عددهم أو يكثر حول شيخ من مشايخهم، يأخذون بين يديه العلوم الإسلامية المشار إليها من فقه وحديث وقرآن وتفسير، وما يتعلق بعلوم العربية التي ترتكز عليها هذه العلوم.
ونظام المدارس الحديث الذي عرف في أواخر القرن الثالث عشر الهجري، وأوائل القرن الرابع عشر في بعض الأقطار الإسلامية المجاورة، ثم في مدارس الحجاز المشار إليها، لم يكن معروفاً يومئذ في نجد فقد كانت الحاجة إلى كل تلك تتم كما قلنا، وفي جوامع البلدان النجدية الأخرى، كالقصيم وحائل وجيزان في تهامة، والطائف في الحجاز.
وقد تخرج مشاهير علماء نجد وأدبائها الأوائل في مثل تلك الحلقات المشار إليها، وفي عهد الملك عبد العزيز وبعد استقرار الأمور في نجد بعد اضطرابها اضطراباً معروفاً بين البادية بعضها مع بعض، بدأ التفكير في إنشاء بعض المدارس، فأنشأ الملك عبد العزيز مدرسة في الرياض، تكاد أن تكون الأولى حداثة ومناهج، ثم أنشأ ما يسمى بمدرسة الأمراء، ومن معهم من طلاب آخرين، جعل مقرها في القصر الملكي القديم في قلب مدينة الرياض. وكان المدير الأول المنتدب لإدارتها الأستاذ المربي السيد أحمد العربي أمد الله في حياته، تلاه بعد ذلك في إدارة المدرسة الشيخ عبد الله عبد الغني الخياط الإمام في المسجد الحرام والمستشار السابق في وزارة المعارف، يعاونه في إدارة هذه المدرسة والتعليم فيها عدد آخر من رفاقه، منهم الأستاذ الكاتب أحمد علي أسد الله.
وعندما عاد الملك عبد العزيز من زيارته لمصر، احتفى بعودته أهل الرياض، وأرادوا أن يقيموا حفلة تكريم وترحيب به، فجمعوا لها مبالغ من المال وطلبوا من الملك عبد العزيز حضور هذا الحفل، فأشار عليهم بأن يصرف هذا المبلغ في وجه من وجوه الخير لصالح الشعب، وحبذا لو كان إقامة مدرسة أهلية في مدينة الرياض، ومنحهم قطعة أرض معروفة في البطحاء التي تشق قلب الرياض، أقاموا عليها بنيان تلك المدرسة، وافتتحت بعد انتهائها وأقبل عليها الطلاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :645  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.