شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصة المناظرة
وقصة المناظرة بينه وبين القسيس "بفندر" تستحق بالفعل أن تروى، ففي منتصف القرن التاسع عشر، تغلغل المبشرون من النصارى البروتستانت في الهند، واستخفوا بالمسلمين، وألفوا الكتب في نقد القرآن والأحاديث، وهاجموا الإسلام وتهكموا عليه أمام المساجد، في ظل حماية شركة الهند الشرقية للبلاد. وكان رئيس البعثة التبشيرية "بفندر" أقدرهم على التأليف وإثارة الفتن بين المذاهب الإسلامية – التي كانت الهند في قوة وبطش الاحتلال البريطاني للهند، تموج بها وتضطرب فيها.
وقد تصدى لهؤلاء عدد من علماء المسلمين الهنود، ومنهم الشيخ رحمه الله الذي اشتهر في هذا الشأن، حتى طلبه القسيس "بفندر" للمناظرة العلنية، أمام مراسلي الصحف وسفراء الدول في الهند، وهو واثق أنه سيغلبه. ولقد استجاب الشيخ للدعوة والتقى بالقسيس في الموعد المحدد أمام أعداد كبيرة من الحضور، وبدأت المناظرة حول الإنجيل ومدى مصداقيته، وكان القسيس يحاول التأكيد بأنه غير "محرف"، والشيخ يحاول العكس، وبعد محاورة طويلة قال القسيس: أيها الشيخ، نحن نعترف بأن التحريف في الإنجيل في سبعة أو ثمانية مواضيع، ولكن هذه لا يعني ضرراً كبيراً في كتاب كبير، وهنا صاح موظف إنجليزي حكومي كبير يحضر المناظرة: كفى! يكفي هذا القدر من النقاش، والتفت إلى القسيس ساخراً وقال: إن الوثيقة الرسمية إذا اتضح أن فيها كلمة مزيفة أو مزورة فإنها تفقد مصداقيتها، ولا تعتبر بعد ذلك وثيقة معتمدة، وانتهت بذلك المناقشة لذلك اليوم.. وانتشرت أخبارها في الهند وتداولها الناس في كل مدينة وقرية.
وفي اليوم التالي استكملت المناقشة حول التوراة وحول النسخ ونبوة رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، وفي اليوم الثالث تقرر استكمال المناظرة ولكن القسيس الإنجليزي "بفندر" كان قد هرب، وانتهت بذلك المناظرة. وتعقبت جيوش الإنجليز العلماء، وعاقبت من ظفرت به منهم، وفرضت التبشير للمسيحية على المسلمين بالقوة.. وهيأت لهم سبل التجوال في المدن والحواضر، ينازلون علماء المسلمين وجماهيرهم ويهاجمونهم.
وهاجر الشيخ رحمة الله، ضمن من هاجر من علماء المسلمين، هرباً بدينه ونفسه من طغيان الإنجليز، واتجه إلى مكة المكرمة، وكانت في ذلك الوقت ملجأ المضطهدين من أبناء الأمة الإسلامية، واشتغل بالدرس والتدريس في المسجد الحرام، وكان بعد ذلك من أمره ما كان وسبق الحديث عنه، وأسس المدرسة الصولتية ورعاها وأبناءها، ولا يزال أحفاده قائمين عليها حتى يومنا هذا، أما الشيخ رحمة الله بن خليل، فقد انتقل إلى جوار الله في البلد الذي أحب، في أم القرى "مكة المكرمة" في الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 1308هـ - 1891م ودفن بها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1273  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 191
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج