شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
معركة النعال
جرت بين الشاعرين والأديبين اللبنانيين جعفر الأمين ونور الدين بدر الدين مساجلات أدبية طريفة. كثيراً ما يكون شهر رمضان المبارك وحلول العيد مناسبة لقول الشعر وتبادل الأشعار، وهو ما حدث بين هذين الأديبين عندما انتهى شهر رمضان، فبعث جعفر الأمين بقصيدة إخوانية طريفة لصديقه يحذره فيها من حسد الحسّاد وكيد الحاقدين، ويضمنها الكثير من المداعبات والسخريات؛ إذ يقول فيها:
حكّم نعالك في رقاب الحسّد
حيث التقيت بهم ولا تترددِ
نازلهمُ لا تخشى فعل نعالهم
إن قاوموك وفي المنازل اصمدِ
وابعث عليهم من لسانك عاصفاً
يلقي بهم في بحر غيظ مزبد
(لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى)
إما سكتَ وكنتَ مكتوف اليد
فاستعجل الزحف المقدس ولتكن
في مستوى الأحداث ولتستأسد
فعلى خصائصك الفريدة سيدي
تبني مداميك العلى والسؤدد
وكفاك منها إن عددت ثلاثة
القبح والإفلاس والأصل الردي
أمنارتي في الحالكات وفرقدي
ومقلدي في المشكلات ومرشدي
إني لتابعك "الأمين" وإنه
لعلى خطى الهادي يسير المهتدي
فأعر لساني من لدنك بلاغة
ويدي بنعل من نعالك زود
فأخوض معركة النعال مجاهداً
بعزيمة الشهم الأجلّ الأمجد
خاب الذي يهجوك دوماً قائلاً
يوقاحة الجلف الجهول المعتدي
و"معلم الأولاد أصقع لحية
من حائك ومسكف ومنجد"
أوَ ما درى أن ابن أكبر "قحبة"
يخشاك أن تبرق وأن لم ترعد
ومخنّث غثّ السليقة تافه
لا للندى أصل ولا لمهنّد
وكأنه الوطواط لوّن جسمه
متلمّساً عبثاً جمال الهدهد
أجاب الأستاذ نور الدين بدر الدين على هذه القصيدة بقصيدة أشار فيها إشارة عنصرية تذكرنا بما قاله المتنبي عن كافور الأخشيدي، إلى الرجل الذي تعرّض له بالأمس، وهو السيد جعفر أسمر الحالك السمرة، فقال فيه:
لا نعل نصفع فيه وجه المعتدي
أما عدا ونرد كيد الحسّد
ما حيلتي مع من يروم لي الأذى
ومن الذي استخلصته فرغت يدي
الأوفياء من الصحاب تفرّقوا
وغدوتُ من جمع اللّئام بمرصد
يتربّصون بي الدوائر مثلما
يتربّص الظمآن عذب المورد
سلّوا سيوف الحقد من أغمادها
كرهاً وأي منافق لم يحقد
زردوا عليّ فما خشيت هريرهم
وصمدت في وجه الجميع بمفردي
الحرّ يبعث قوّة من ضعفه
أما تعرض للئيم المعتدي
فزأرت بين جموعهم فتفرّقوا
مثل الأرانب وسط غاب مؤسد
وكأنني لم يكفني كيد العدى
حتى شقيت بخبث "عبد أسود"
تعلو به الأيام وهو يذمّها
فكأنه علم ببرقة ثهمد
 
طباعة

تعليق

 القراءات :896  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.