شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثلاثة حول فنجان
إنني أفهم بالطبع تساجل الشعراء حول موائد الأكل وما عليها أو ما ليس عليها من أطباق الطّعام، ولكنني حرت في أمر المساجلات الكثيرة التي جرت حول فناجين القهوة، كما سبق وأشرت إليه. على غرار ذلك جرت مساجلة إخوانية بين شعراء ثلاثة، الشيخ إبراهيم سليمان، وهو عالم جليل له فضله ومساهماته، والسيد محمد حيدر الحسيني، من الشعراء المعروفين في لبنان، والستاذ سعيد غنام، مدير مدرسة علمات الرسمية، وكانت له مكانته بين صفوف العلم والأدب.
زار الشيخ إبراهيم والشاعر السيد الحسيني صديقهما الأستاذ سعيد غنام، الذي بادر إلى تقديم القهوة للضيفين، ولكن السيد محمد حيدر اعتذر عن شربها لأسباب صحية خاصة. وكما نعهد في مجالسنا العربية، لا نقبل الاعتذار من ضيف ونواصل الإلحاح عليه، حتى ولو أدّى به الأمر إلى مفارقة الحياة، وهو ما فعله الأستاذ مدير المدرسة ومربّي الجيل. وتخلّصاً من المأزق وحسماً للنزاع، تناول السيد الحسيني فنجان القهوة، ولكنه بادر إلى ارتجال هذه الأبيات على سبيل الشكر والتقدير:
كم جاد "السعيد" بها علينا
كما جاد النديم على النديم
كريم من بني معروف أمسى
بغيضاً للبخيل وللذميم
بنو معروف في الهيجا أسودٌ
مضاربهم علت هام النجوم
انتهى من أبياته الوجيزة فإذا بها توحي للشيخ إبراهيم سليمان وتفتح له قريحته الشعرية ليواصل القريض بثلاثة أبيات أخرى ارتجلها هو الآخر لساعته:
يا قهوة مثلت في لطف نشوتها
لطف "المدير" وأخلاق المزاويد
رقت عن الوهم حتى خلتها خلصت
من الهيولى كظل الغادة الرود
ومثلت في تساميها ورقَّّتها
أخلاقه الغرّ في الإقدام والجود
لم يبق غير ثالثهم، الأستاذ سعيد غنام، فأجابهما قائلاً:
الضاد تشهد والقوافي تشكر
للسادة الأشراف فضلاً يذكر
إن الفصاحة كالسيادة صانها
منكم حماة فضلهم لا ينكر
فضل "الإمام" على الأنام "بنهجه"
باقٍ مدى الأزمان لا يتغيّر
أنتم سراة لم يجاروا في الندى
والسيف في الهيجاء فيهم يفخر
فبذي الفقار أمامكم قهر العدى
وعليكُمُ يوم الوغى لا يقهرُ
بنُّ اليماني فاخر لكنما
في الشاعرين شذا أرقّ وأفخر
بعثت عكاظ بعد طول غفائها
و "زيادها" المشهور فينا يأمر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :475  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.