شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من تراث الألغاز
بانحطاط عهد الخلافة، انحطّت القيم الشعرية وفقدت حيويّتها وأصالتها وانهمك الشعراء في الزخارف البديعة واللعب بالكلمات والحروف ونحو ذلك مما يملأ الفراغ ويمرّر الوقت، وكان من ذلك الانشغال بالألغاز وحلّها. هناك تراث كبير من الألغاز الشعرية الإخوانية، منها ما نظمه أبو الطيب الطبري وبعث به إلى أبي العلاء المعري، حيث قال:
وما ذات در لا يحل لحالب
تناوله واللحم منها محلل
لمن شاء في الحالين حياً وميتاً
ومن شاء شرب الدر فهو مضلل
إذا طعنت في السن فاللحم طيّب
وأكله عند الجميع مفضل
وخرفانها للأكل فيه كزازة
فما لحصيف الراي فيهن مأكل
وما يجتني معناه إلاّ مبرز
عليه بأسرار القلوب محصل
قرأ المعرّي ذلك، والعجيب أنه لم يرم القصاصة في القمامة أو يعيدها إلى صاحبه، بل وجد لنفسه فراغاً بين كل تأمّلاته الفلسفية ليجيب عليها كمبرز محصل بأسرار القلوب، فيقول بذات الوزن والقافية:
جوابان عن هذا السؤال كلاهما
صواب وبعض القائلين مضلل
فمن ظنّه كرماً فليس بكاذب
ومن ظنّه نخلاً فليس يجهل
لحومها الأعناب والرطب الذي
هو الحل والدر الرحيق المسلسل
ولكن ثمار النخل وهي غضيضة
تمر وغصن الكرم يجنى ويؤكل
إذن فالحل حلاّن، العنب واحد والتمر الثاني. فيهما دّر وهو النواة ويؤكل لحمها ولا يحل شرابهما، النبيذ والعرق.
ورغم مرور الزمن وتجدّد الأدب والفكر في العصر الحديث، فما زال بعض الشعراء ينجرفون وراء هذا اللعب الأكروباتي بالألفاظ. كان منهم أستاذنا صادق الأعرجي، مدرّس الأدب العربي في الإعدادية المركزية ببغداد. انشغل هو أيضاً بالألغاز الشعرية، فسبك يوماً هذين البيتين التاليين:
يا أيها السامي بآدابه
ما اسم رباعي عديم المثال
فنصفه الأول في مـحفل
ونصفه الثاني بعيد المنال
يريد الشاعر في ذلك أن يقول أن النصف الأول من محفل هو "مح"، والنصف الثاني البعيد المنال هو "آل" أي السراب، فتحصل على الكلمة الرباعية "محال"، وهو الشيء العديم المثال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :469  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج