أموسى الزين أنت أعزّ صحبي |
وأنت فتى على الأعدا نصيري |
وعهدي أن شخصك لي محب |
يسر برؤيتي كل السرور |
وإنك مخلص تهوي لقائى |
وقربي في العشـيّ وفي البكـور |
فكيف كرهتـني وزعمـت أنّي |
ظلمتك بالشخير وبالنخير |
وإنك عفتني وأنفت مني |
وكنت عليـك أثقـل من ثبير |
ألم تعلم بأن النوم فيه |
يصير المـرء معـدوم الشعور |
وأن الناس كلهم إذا ما |
غفوا امسـوا كسكان القبور |
فكيف هجوتني ونسيت أنّي |
إذا أوذيت اهجى من جرير |
وان قريضي المشهور قمح |
وشعرك كله مثل الشعير |
وأن جميع أقوالي لباب |
تسرّ به الإنـاث مـع الذكور |
وأنت إذا نظمت الشعـر تأتي |
بأقوال أقلّ من القشور |
وها أنا قـد تركتـك عن إخاء |
قديم عهده لا عن قصور |
ولم أك خائفاً من بعد هذا |
فقد يعفو الكبـير عـن الصغير |