شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما قيل في التهنئة
المناسبات السعيدة، كالزواج أو ولادة ابن، أو الحصول على منصب أو الإنتقال الى بيت معمر جديد أو الشفاء من مرض كلّها مناسبات استغلّها الشعراء ليعبّروا فيها عن مشاعرهم نـحو صديقهـم أو التزلّف بها لصاحب السلطان والنفوذ، حتى أصبح ما قيل في التهنئة باباً مهماً من أبواب الشعر العربي .
ومن الملاحظ أن الوظيفة كانت وما زالت من أهم ما يصبو إليه القوم، وبالتالي أصبحت أساساً لكثير من الشعر الذي جاد به الشعراء في تهنئة إخوانهم، ومن ذلك الأبيات التي بعث بها ابن الرومي إلى اسماعيل بن بلبل حين تقلّد ديوان الضياع. ومن الطريف فيها إشارة الشاعر الى شيوع الفساد والرشوة في الدولة وأمله في أن يقدم صاحبه على قطع دابر هذا الفساد -ما أصدق ما نطق به الحكماء حين قالوا لا جديد تحت الشمس- ينطق ابن الرومي في تهنئة ابن بلبل فيقول :
ليهن الضياع وكتابها
وعمالها ثم أربابها
طلوع السعود بديـوانها
غداة تقلدت أسبابها
رددت على رشـد دارها
وفتحت باليمـن أبـوابها
فأحييت بالعزّ عمالها
ودرعت فيه جلبابها
فأضحت بـذكرك معمورة
وقد رام غيـرك أخرابها
تدراكها بـك نصح الوزير
فشدّ بحزمك أطنابها
وصـان بعدلك أموالهـا
وكفّ بـه منـك أنهابها
فلا زلـت في نعم شاكـراً
عليهن ذا العـرش وهابها
واستغلّ عبد الله بن المعتز مناسبة تعيين عبيد الله بن طاهر ابنه محمد بن عبيد الله رئيساً لشرطة بغداد، فبعث بشيء من شعره يهنىء صد يقه بما قام ويبشّره بأنّ ذلك سيكون بداية لعودة أمجاده الطاهرية اذ يقول:
فرحت بما أضعافه دون قدركم
وقلت عسى قد هبّ من نومه الدهر
فترجع فينا دولة طاهرية
كما بدأت والأمر من بعده الأمر
أجابه عبيد الله بن طاهر ببيتين يلتزمان ببحر وقافية صاحبه، ويؤكّد على التمسّك بالصبر على البلاء والحمد على الرخاء:
ونحن إذا ما نالنـا مـسّ جفوة
فمنا على لأوائلها الصبر والعذر
وان رجعت من نعمـة الله دولة
الينا فمنا عندها الحمد والشكر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج