شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حافظ في وخزه
ارتبط شاعر النيل، حافظ إبراهيم، بالأديب السوري أمين تقي الدين برابطة صداقة وإعجاب متبادل، إلى حدّ أنه لما رزق الله تعالى أمين تقي الدين بمولود ذكر أسماه حافظاً تيمّناً بصاحبه، وقال في ذلك هذا الشعر:
لي ولد سمّيته حافظاً
تيمّناً بحافظ الشاعر
سمع الآخر بذلك، فأجاب صاحبه بهذه الأبيات الظريفة واستغلّها على عادته في إلقاء النقد:
كحافظ إبراهيم لكنه
أجمل خلقاً منه في الظاهر
فلعنة الله على حافظ
ان لم يكن بالشاعر الماهر
لعل أرض الشام تزهى به
على بلاد الأدب الزاهر
على بلاد النيل تلك التي
تاهت بأصحاب الذكا النادر
شوقي ومطران وصبري ومن
سمّيته في مطلعي الباهر
اطّلع أمين تقي الدين على ما دبجه له حافظ ابراهيم من شعر وتمنّيات باليمن، فأجابه قائلاً:
وا خجلتي إن لم يجيء شاعراً
ينسى أباه حكمة الناثر
شعره نظمناه ولولا الذي
رزقته ما مرّ بالخاطر
وأعاد حافظ الكرة فواصل المساجلة بهذين البيتين:
يا ولدي كن فى غد شاعراً
وابدأ بهجو البلد الآمر
فالذنب ذنبي وأنا المعتدي
هل يسلم الشاعر من شاعر
تفاجئني هذه المساجلة بغرابتها من حيث التمني للمولود بأن يصبح شاعراً. ألم يجدو له مستقبلاً زاهراً بغير الشعر، بالعلم أو الثراء مثلاً؟ فممّا سمعته عن الجواهري أنه عندما سمع بأن ابنه فراتاً أخذ يتعاطى بالشعر، ثار وأرعد وأزبد على ذلك "الكلب... الحيوان... يريد يصير شاعر"!
التهنئة بالولادة موضوع مألوف من الشعر الإخواني قال فيه الأقدمون كثيراً مثلما قال المحدثون، ومنهم عبد الفتاح اللاذقي، الذي بعث بهذه الأبيات لصديق رزق بولد، وفيها من الجناسات اللفظية ما يطرب السامع والقارىء:
الروض زاه زاهر
والغصن باه باهر
والسعد وافى مقبلاً
والفخر وافٍ وافر
والطير يشدو قائلاًً
هلّ الهلال السافر
أهلاً به من قادم
في كل جاهٍ جاهر
بشراك فيه أيها الـ
خل الفخيم الفاخر
فاهنأ به إذ أنه
نعم الغلام الناضر
 
طباعة

تعليق

 القراءات :615  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.