شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرُّمَيْلَة:
للبلادِ التي نمنتْ نسقَ الصولجانِ
وحفتْ بَنيها بماءِ الرَّدى
للبلادِ اللظى.. والسُّدى
والبلادِ التي اختلستْ
مِنْ غصونِ شقائِقها المشرئبَّاتِ
زَهْرَ النَّدى.
لبلادٍ تطوِّقُها نارُ أوطارِها الواهياتِ
ويطفئها الوطرُ المنتكِسْ
يقفُ المهطِعونَ
مطأطأةً حُمرُ هَامَاتِهمْ
في سوادِ الهوانْ!
حلَّت الساعةُ اليعربيةُ
واكتستِ الأرضُ بالأرجوانْ!
أفُقٌ صدَّ عن غَلس الظلّ!
واستفتح الزمنُ العربيُّ رياحَ الغلسْ!
لم يكنْ في الجواءِ الموارِبِ
حرزٌ على البابِ..
هوَّم في ليلِ غفوتِه الديدبانُ
وندَّ المنافحُ والمحترسْ!
لتهوي العروشُ الموشاةُ بالزبرقانِ
وتنهمرَ الأندلسْ!
* * *
ضاعَ عهدُ القِرى
والعُرى
وابتدَا زمنُ المتواطئِ.. والمُفْترِسْ!
فتوارَ
توارَ عن القومِ..
هذا الذي أورثتْه "الرُّميلةُ"
مِن "داحسٍ"؛
يتأوَّبُ مَنْ مسَّ كفَّ أخيه الموادعِ
أو مَن دحسْ!
وعجيبٌ؛
تضيقُ "بذِبيانَ" أحلامهمْ
وتنوءُ "بعبسٍ" فرسْ!
أو ما ابتدرتْ "غطفانُ" تلوِّحُ بالشمسِ،
وهْي التي اعتمرتْ بالقبسْ؟
كيف هذا الذي حشدتْه "الرميلةُ"
في قُلَّةٍ خالستْها المفازةُ؛
فانتبذتْ وجهها من حبائِلِ
مَن شذَّ عن غصنها.. وانتكَسْ؟
كلنا غارسٌ في الذهولِ
كنائنَه..
ما وعَيْنا الذي غامَسَ النارَ
أو مَن غمسْ!
نشرئبُّ على الوَقْدِ..
أنفاسُنا في الحناجرِ راعفةٌ
والصَّدى
في القلوبِ احتبسْ!
بينَ أيامِنا الدامياتِ
على مجمعِ الماءِ واليومِ؛
وجهٌ من البأس
والنحسِ
لم ينطمِسْ!
شفَّ.. فاضطربَ الرافدانِ
وأحنى الفتى العربيُّ مطالِعَه
وابتأسْ!
"إنَّ غرساً بأرض
لِمَنْ لَمْ يُؤالفْ ثراهُ!..
فلا كانَ مَن شقَّ ماءً
ولا مَن غرسْ!"
ليقتسمَ الغارمون مواقيتَهمْ
مِن رياشِ البدارِ
وما طاله الفَرحُ المختلَسْ!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.