للبلادِ التي نمنتْ نسقَ الصولجانِ |
وحفتْ بَنيها بماءِ الرَّدى |
للبلادِ اللظى.. والسُّدى |
والبلادِ التي اختلستْ |
مِنْ غصونِ شقائِقها المشرئبَّاتِ |
زَهْرَ النَّدى. |
لبلادٍ تطوِّقُها نارُ أوطارِها الواهياتِ |
ويطفئها الوطرُ المنتكِسْ |
يقفُ المهطِعونَ |
مطأطأةً حُمرُ هَامَاتِهمْ |
في سوادِ الهوانْ! |
حلَّت الساعةُ اليعربيةُ |
واكتستِ الأرضُ بالأرجوانْ! |
أفُقٌ صدَّ عن غَلس الظلّ! |
واستفتح الزمنُ العربيُّ رياحَ الغلسْ! |
لم يكنْ في الجواءِ الموارِبِ |
حرزٌ على البابِ.. |
هوَّم في ليلِ غفوتِه الديدبانُ |
وندَّ المنافحُ والمحترسْ! |
لتهوي العروشُ الموشاةُ بالزبرقانِ |
وتنهمرَ الأندلسْ! |
* * * |
ضاعَ عهدُ القِرى |
والعُرى |
وابتدَا زمنُ المتواطئِ.. والمُفْترِسْ! |
فتوارَ |
توارَ عن القومِ.. |
هذا الذي أورثتْه "الرُّميلةُ" |
مِن "داحسٍ"؛ |
يتأوَّبُ مَنْ مسَّ كفَّ أخيه الموادعِ |
أو مَن دحسْ! |
وعجيبٌ؛ |
تضيقُ "بذِبيانَ" أحلامهمْ |
وتنوءُ "بعبسٍ" فرسْ! |
أو ما ابتدرتْ "غطفانُ" تلوِّحُ بالشمسِ، |
وهْي التي اعتمرتْ بالقبسْ؟ |
كيف هذا الذي حشدتْه "الرميلةُ" |
في قُلَّةٍ خالستْها المفازةُ؛ |
فانتبذتْ وجهها من حبائِلِ |
مَن شذَّ عن غصنها.. وانتكَسْ؟ |
كلنا غارسٌ في الذهولِ |
كنائنَه.. |
ما وعَيْنا الذي غامَسَ النارَ |
أو مَن غمسْ! |
نشرئبُّ على الوَقْدِ.. |
أنفاسُنا في الحناجرِ راعفةٌ |
والصَّدى |
في القلوبِ احتبسْ! |
بينَ أيامِنا الدامياتِ |
على مجمعِ الماءِ واليومِ؛ |
وجهٌ من البأس |
والنحسِ |
لم ينطمِسْ! |
شفَّ.. فاضطربَ الرافدانِ |
وأحنى الفتى العربيُّ مطالِعَه |
وابتأسْ! |
"إنَّ غرساً بأرض |
لِمَنْ لَمْ يُؤالفْ ثراهُ!.. |
فلا كانَ مَن شقَّ ماءً |
ولا مَن غرسْ!" |
ليقتسمَ الغارمون مواقيتَهمْ |
مِن رياشِ البدارِ |
وما طاله الفَرحُ المختلَسْ! |
* * * |