• ما الذي جئتِ تَرودين به هذا المساءْ؟ |
وأنا وحدي، |
وللَّيل الخريفي من الرِّيح التي أشعلتِها أصداءُ نجمةْ |
نجمة سميتِها يوماً بريقَا |
عندما سال بيَ الوقتُ، وآثرتُ الطريقَا |
ذلك الدرب إلى عينيكِ؛ ذاك الأرجوانْ |
كان مضفوراً بنار الورد.. كانْ |
ومُطِلاًّ.. يتناهى في رفيف الأقحوانْ |
* * * |
لم ألِنْ عن شغف العطر، ولم أحفِلْ بنأمةْ |
وتقارأنا المدى نهراً |
وكنتِ الضفةَ الأخرى |
وكان الأفق مرسوماً على أفواف غيمةْ |
تمطر الغيمة.. أو لا تمطر؛ |
قد كنا معاً على ماء الغصونْ |
* * * |
أتُرانا، في بصيص الخطوة الأولى تدانينا |
وكان البحر ميعاداً على باب الزمانْ؟ |
وهدير الموج يستقطر أوطار السنينْ! |
كنتِ في إيماءة الموج: سؤالي الساهرَ، |
كنتِ العنفوانْ |
وأنا.. كانت تدلِّيني إلى الماءِ صباحاتٌ حسانْ: |
لحظةُ الآسِ، هديلُ القلبِ، مرآةٌ يشفُّ الوقتُ |
فيها والمكانْ |
* * * |
كلما لملمتُها؛ عانقتُ أيامي على الشاطئ، |
والتفَّ بأبراج المواقيت أمانْ |
كلما لامحتُها في بؤبؤ القلب، تدانيتُ |
ورفَّ الشعر في غصن حنانْ |
فلماذا يتصبَّاني طريقي الغائمُ النائي |
على باب اللقاءْ؟ |
ولماذا كنت تأتين بأعباء الرياحين، |
وخيط شدَّهُ بَوح الشجنْ؟ |
ولمنْ ذا القمرُ الراعشُ في ذاك البهاءْ؟ |
والصِّبا في عَسَلِ العينين هتَّافاً.. لمنْ؟ |
آهِ! ما زلتُ.. ما زلتُ، وقلبي.. ما وهنْ!! |
* * * |