تجيءُ.. تجيءُ في قمرِ المساءِ فينتشي رَشَأٌ |
وتبرقُ تحتَ عُنقودِ العريشِ يَمامةٌ: |
- مَنْ زارَ أيَكتَنا المساءَ؟ |
- غمامةٌ!.. |
رَفَّتْ.. فَهفهَفت الخَميلةُ والمساءْ! |
وَجهٌ أضاءَ.. |
أضاءَ إيقاعٌ على عُشْبٍ، |
وهفهفتِ الخميلةُ والمساءْ! |
* * * |
كانَ الطريقُ زُهاءَ وَقْعِ خُطىً لغِرِّيديْنِ.. |
أومأْنا |
فرقرقتِ الشقائقُ، |
هزَّ غُصْنَ السَّرْوَةِ الهَدباءِ قُبَّرةٌ.. |
هتفتْ.. هتفتُ: |
- يا ورقاءُ، هَلْ نمضي إلى ريحانةِ الشوط البريءْ؟ |
ورقاءُ، |
كانَ صباحُنا أطيافَ سوسنةٍ، |
وكنَّا في انتظارِكِ.. هَلْ تجيءْ؟ |
يا حُلوةَ الحلواتِ، |
كانَ زمانُنا حُلماً، |
وكنتِ كغُصْنِ زيتونٍ يَنُوسُ وينثني |
في زهْرِ بستانٍ خبئْ! |
- أتجيءُ؟.. (أَحْدِسُ..) |
غصنُ موسيقى تثَنَّى، فالبَنَانُ الرَّخْصُ نمنمَ نبعةً، |
وتفتَّق القمرُ الوضيءْ! |
* * * |
زمانُ القلبِ كانَ مساءَ أمنيةٍ ترِفُّ على |
مواجِدِنا.. |
وكانَ لقاؤنا زمناً لهذا القلبِ.. |
رُحْنا في رذاذِ أغنيةٍ.. |
وفتحَّنا البراعمَ: كلُّ برعمةٍ عُصفورةٌ |
رفَّتْ على غصنٍ |
وغنَّيْنا مَعَا!! |
- هَلْ تسمحينَ لنا بهذي الكأسِ؟.. |
شفَّ على ثمالةِ طَلِّها قمرٌ.. |
وأترعتِ المساءَ حديقةً |
فنمتْ على فَمِها قناديل الغناءْ!.. |
* * * |
غَنَّتْ.. وغَنَّتْ! |
فالتفَفْنا في البَهاءِ.. ولملمتْ ما كانَ منتثِراً |
من العنقودِ: |
فيروزَ الليالي النائياتِ، |
حمامةً بيضاءَ، |
بَوْحَ قصيدةٍ لم تكتملْ.. |
فتباسقَ العنقودْ! |
* * * |
.. نَقَّرَ عصفورٌ زُجاجَ الشُّرْفةِ الخضراءِ.. |
أكملنا قصيدتَنا معَا! |
هَلْ.. أينعَ.. العنقـ..ـودْ؟! |