شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
طاقة من تحيات الندى
إلى الأستاذ: عبد المقصود خوجه،
رداً على تحيته.. ورجعاً لاستضافته الكريمة لي؛ في اثنينيته الرفيعة مساء الاثنين: 26/شوال/1415هـ، 27-مارس- 1995م
* * *
طاقة من تحيات الندى!
أمكرِّمَ العلماءِ والأدباءِ
ومُكلِّلَ الإبداع بالأشذاءِ
ومُبجلَ الفكرِ الرفيع؛ تضيئه
قمراً بهذ الدَّوحةِ القَمراءِ!
باركتَ أصحابَ اليراعـةِ والـرؤى
وجَلوتهمْ في بهجةِ الأضواء!
فحففتَ بالقِنديلِ كُلَّ مهذبٍ
صافَى نَدَيَّك زَهرةً الأبهاء
وشرعتَ نافدةَ الوفاءِ لنُخبة
ٍحملتْ لواءَ الخير للعلياء
ونقشتَ مـن لفتـات حسَّكَ لمسـةً
أضفيتَ لُؤلؤَها على الأَكفاء
* * *
مـن أنت؟ تَحفِـلُ بالثقافـةِ آنسـاً
بالوقـتِ، في زمـن، مـن الأعباء؟
زمنٍ بعـبءِ الآسِ مشتعـلٍ، علـى
سفرٍ، يَضيقُ بساعةِ استيحاء!
القارئون به بقايا صَفوةٍ
منحتْ فضاءَ العقلِ نهرَ بهاء
والكاتبون مَشاربٌ حشـدتْ علـى
ورق الصِّحافةِ غمغماتِ خَواء
أنصاف قرَّاءٍ، على أرْباعِهمْ
من مترَفي السمَّار والخُلطاء
وتصدرتْ زَهوَ المنابر جَوقةٌ
مَمهورةُ الأقلامِ بالخُيلاء!
هَمٌّ (الظُّهـورِ) مُدغـدغ أصواتهـم
في (زَفَّةٍ) مَطلولةٍ بِرياء!
أغراهـمُ الوَلَـعُ الملمَّـعُ بالفَريـ
ـدِ، فأمعنوا في لُعبةِ الإغراء!
وتشغَّفتهمْ رؤيةٌ منحولةٌ
ذبَلتْ، وعفَّرها فُصول ضِياء!
أهو الجديـدُ؟ وما الجديـدُ؟ المستعـا
رُ الصوتِ والإيقاعِ والإيماء؟
وَهْمٌ تلبَّسه الفضولُ مُهوِّماً
فيهـم.. أتلكَ حداثـةُ الصحـراء؟
(ما غـادرَ الشعـراءُ مـن مترنَّـمٍ)
بَل غادروا "سِقطَ اللـوى".. بِعـراء!
إن الجديدَ لمَن يُطارحُ فكرَه
لا مَـن يُديمُ صـدىً من الأصـداء!
وتجاسـرتْ لغـةُ السديم؛ فكلُّ مَـن
سَلَّ اليراعَ أراقَ حِبرَ هُراء!
فمضى الأديـبُ مطأطئـاً مِصباحَـه
في بَونِه المصفودِ بالدَّهماء!
لم يُلفِ مَن يَرتادُ وَرْدَ كلامه
أو مَن يُشاطِرُه المدى بجلاء!
الفكرُ صـارَ مُدمِّـراً.. بـين المحنْـ
ـنَـطِ والمُبهـرَجِ في شَفيفِ طِـلاء!
ليتَ الفتى قمـرٌ تَشِـفُّ بنـوره الـ
أَنْواءُ للساري على إدجاء!
* * *
يا سيدي، ماذا تَرومُ من الفتى
مَرماهُ هذا الشعرُ؛ بعض عَطاء؟
لم يُصفِه إلا الشجونَ، وربمَّا
عاناهُ هَمّاً مُشعَلاً بِرُواء!
لكنه عاشَ الشعورَ مُوطِّناً
للحبِّ رُؤيا شاعرٍ غَنَّاء!
الشعـرُ نبراسُ الكـلامِ، شُعاعُ نَبْـ
ـرَتهِ رؤىً لمَّاحَةُ الإيحاء!
لملمتُ أطرافي بريشِ جناحِه
وزففتُ في آفاقِه الزَّهراء!
ورضبتُ وَرْدَ فُراتهِ، فأنالني
شفقـاً تَسلسلَ فـي رَفيـفِ نجِائي!
سميتُـه قَمـَري؛ فأشعـلَ ليلـيَ الـ
مبثوثَ في تَرنيمةِ الغُرباء!
فضممتُ أسحاري إلى القلبِ الـذي
عَشِـقَ السَّنـا في المَوطـنِ المِعطاء!
غنيتُ للوطنِ المقدَّسِ للطفو
لةِ، للقلوبِ حَفِيَّةً بالماء!
وقرأتُ نَبـضَ الأرضِ والإنسـانِ في
مِرآةِ هذي الغُربةِ الرَّعناء!
فإذا الحقيقةُ فكرةٌ مخبوءةٌ
لم تَرتسمْ في جَوهرِ الأشياء!
وإذا السلامُ مُسَوَّمٌ بدمٍ يَمو
جُ بناره الإنسانُ في بَيداء!
وإذا الكلامُ مُطـوَّقٌ بالسَّيـفِ.. أو
بالزَّيفِ، أو بالصَّمـتِ.. والإغضـاء!
وإذا الدَّهاءُ ذريعةٌ في عالمٍ
مُتَسَرْبِلٍ بثَعالبِ الأحياء!
لا يَسلمُ الصوتُ الشريف مـن الأذى
حتى يُواطئَ سائدَ الأهواء!
* * *
عفواً صديق الشعر والشعراء
إن جشتُ بالأشجـان من بُرَحائـي
فحرارة الماء المعلَّق في فمي
كبراءة الطفل الغريب النائي
لم نعطه أمْنَ الضِّفاف ولم نضئ
عينيـهِ.. كيف يَـرى ظِلال صَفَـاء
عَبثاً نُوشوِشُ ظِلَّنا، ويُريبُنا
صَمتٌ يُحـدِّثُ عَن جِـراح إِبـاء!
فهُنا مَدارٌ للحوارِ، ومنتدىً
للساطِعينَ أحقُّ بالإفضاء!
آلفتَ فيه: مُعلماً ومفكراً
في عِقدِ كوكبةٍ مِنَ النُّبهاء!
وعَطفْتني؛ فأقمتني في مَوقعٍ
أُدني به صَوتي على استحياء!
في مَحفِلٍ أضفى وَقارُ سَراتِه
سَبباً لناشِدِ حِكمةٍ.. وسَناء!
أُصفي وَقارَ القوم وُدّاً صغْتُهُ
مِـن لُطفِ وَقـتٍ عاطِرِ الإصغـاء!
وأُجِلُّ نفسـي والكرامـةَ أن نُـرى
في شاعرٍ مُتزلِّفٍ.. ومُرائي!
وأرَى بَهاءَ الشعرِ أنقى طلعةً
مِن أنْ يُشـابَ بِوَصْمَـةِ استخـزاء!
أتُراكَ -في هـذا النّـدِيِّ- مُكرِّمـاً
وقتَاً لنَبضِ الحاذِقِ البنَّاء؟!
أنتَ المكرَّمُ في الرجالِ؛ فإنهم
لهِجوا بلُطفِـكَ في حَميـمِ جِـواء!!
* * *
جدة – الجمعة: 19/8/1415هـ
20/10/1995م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :466  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.