شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مانديلا
"إنَّ مَنْ وطَّنَ نفسَه على مُنَاهَزةِ الحريَّة، لم تهزِمْه مقامعُ السجون!"
(مضمون عبارة لنيلسون مانديلا)..
"إنَّ حريةَ الإنسان مناط بقائه!"
(ف.ب)..
 
مَانْدِيلا..
كزهوِ اليمامِ تدانى بياضُ هواهُ على كلِّ غصنْ!
- أأنَتَ الذي طوقتكَ سنينُ السوادِ
ونالتْكَ نارُ المقامِع..
لمْ تحْنِ صوتك للريحِ،
أو تُمتهنْ؟
- أنتَ.. مَنْ؟
لمْ تزلْ شامخاً في الرياحِ
ومحتدماً بالرماحِ
ومنتصِباً كالزمَنْ!
* * *
يا حفيَّا، تفتَّقُ زهر المدائن رؤيا
وتبعثها مِنْ وهَنْ!
لمُ تئنْ!
أيُّها الأسمرُ المتلبِّسُ بالهمِّ مثلَ اليمامْ
لمْ تئنّ!
أيُّها الأسمرُ المتزيِّي بياضَ الكلامِ
على الجمرِ.. تستلُّ سيفَ السلاَمْ
لم تئنّ،
وأنتَ تخوضُ بُروقَ المواقيتِ مكتسياً بالشجنْ!
- قلتَ: "لا أنثني، أو أموتَ..
ولا أتملَّى الشموسَ، وقوميَ في الظلموتِ
على كفِّ جِنّ!"
صرتَ تطوي الدياجيَ في المُرتهنْ!
لمْ تهُنْ!
لمنفاكَ أوسمةٌ مِنْ دماءِ القَنَاديلِ..
أنتَ اختصرتَ بها ورقاتِ الأهلَّةِ
فوقَ نجيعِ المحنْ!
* * *
زهرتانِ تفتحتا في يديكَ:
رؤاكَ،
وليلُ المنافي المطلُّ بصُبْحٍ أغَنْ!
كنتَ تبلو سوادَ السنين المليئةِ بالرقِّ،
كنتَ.. وطوَّفتَ بين القيود
فلم تستكنْ!
وها أنت تفتضُّ ليلَ السنين المشفَّةِ بالرقِّ..
تطلع في النور.. لا واهياً
أو مُدِلاًّ بطالعِكَ المحتضنْ!
* * *
أيُّها الأسمرُ المتوشحُ بالأرجوانِ،
تبيَّنْ وجوه بنيكَ المحاذينَ ظلكَ في المهرجانْ!
أيها الأسمرُ المتزنْ!
كيف أنت وهذي الوجوه تحاذيكَ..
تقبس من روح رؤياكَ،
من صوتكَ الحرِّ أبهى فننْ؟
أنت لم تستكنْ!
واستكانَ سواكَ.. ولم تستكنْ!
استكانَ المفكر، والشاعر المتفرنس، والسائس المؤتمنْ!
وها أنت تحمل راياتِ أفقكَ -بين المدائنِ-
يا ناصعاً بين كلِّ الوجوهِ،
تلوِّحُ للمولعين بآفاقِ صوتكَ:
أنَّ "الجنوبيَّ" أحرى بماء السلامِ الغريبِ
وأخلقُ أن يطمئنْ!
فهذا زمانكَ يا ناصعاً كالصباحِ
اطمئنْ!
* * *
كزهو اليمام تدانى بياضُ صداكَ على كل غصْنْ!
آه.. لو يتدانى على فنن "الشرقِ"؛
يخرج من جايلوكَ وراءَ المتاريسِ
بين الأذى.. والردى!
أيها الأسمرُ المتوهج في بهو هذا المدى،
أنت.. مَنْ؟
* * *
مكة المكرمة – السبت: 6/8/1410هـ
3-3-1990م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :486  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.