شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقاطع من قصيدة النبراس
يا أرض، يا قدس، هزِّي جذع نخلتنا
على بنيك.. ألا يسَّاقط الرطب؟
 
مقاطع من قصيدة النبراس
"إلى: المربين والتربويين؛ وهم قادة الأمَّة.. وبُناة الأجيال!.:
مَن أنتَ؟ تُومـئُ بالذكـرى، وتقترِبُ!
والحـبُّ في مُجتلـى عينيك منتسَبُ!
يَنسابُ مِـن فَنن الإصبـاح مُرتعشـاً
على الشفاةِ؛ يُندِّي زَهرَها أرَبُ!
أَلْماحُه بَهْجَةُ الأوقات؛ أرهفَها
عُمْرٌ مِن المـاءِ مُخضَّـلٌ.. ومُختَصِبُ!
العُمر تَبذُلُه – إيماءَ مُرتحِل –
مِن نُورِ عينيـكَ! مـاذا كنتَ تَحتَقِبُ؟
وفي يَديكَ قناديلٌ مُسَوْسَنَةٌ
يَأتمُّ آنسِها اللمَّاحَ مُغترِبُ!
لمَنْ تَضيءُ؟ لمَـنْ تهـفـو.. علـى أملٍ
حُلـوِ المنـارِ؛ تراءتْ دُونـه الشُّهُبُ؟
أللبلادِ التي أنَمتْكَ تُطلقُها
رُؤيا؛ بما تَعِدُ الأيام أو تَهَبُ
أللطفولةِ؟ للنَّشءِ المُغِذِّ على
سَيفِ الـدروبِ؛ حداهـا الطالِـعُ الحَدِبُ؟
أللشبيبةِ؛ صاغَتْ نورَ خطوتِها
مِـن نهرِ مَوكبهـا؛ تصفـو.. وتَصطخِبُ؟
* * *
أطللْتَ مِـن شُرُفـاتِ الصُّبحِ مُبتهـلاً
بالفَتـحِ؛ يَنسِـجُ منه: الحُلْـمُ والدَّأَبُ!
ناديتَ في المَلأ الغادينَ؛ فافتتحتْ
لكَ الرِّحـابَ أمـانٍ غَضَّـةٌ.. قُشُبُ!
وأنتَ تَرسمُ أبعادَ المَدى مُهَجاً
لَـهْفى إليـكَ؛ بما تَصبـو.. وتَنتخِبُ
أنتَ الحفِيُّ بنورِ الله؛ تَقبِسُه
مِـن دُرَّةِ في مَـدى المِشَكـاةِ تَنسرِبُ!
مُهذَّبٌ، ناصعٌ، بالعَطفِ مُؤتنِسٌ،
بالحِلْمِ مُؤتنِقٌ، بالعِلمِ مُنتدَبْ!
أضَأْتَ هاجسَ هذي الأرضِ؛ فابتـدرتْ
آفاقَهـا -مِن شَـذا المصباح- تَعتقِبُ!
أضئْ مَـدارَكَ، وانظـرْ بَهْـوَ ساحَتِـه
فكلُّ صَـوتٍ صَدى مـا كنت تَقتضِبُ
* * *
يا باعِثَ الجيلِ مِـن أنضـاءِ كوكبـهِ
حَدِّقْ؛ فقد نَطقتُ -في شمسِها- الحِقَبُ!
هذي بلادُكَ أحلى مَرفأٍ رسمَتْ
مِرآتَه دِيمةُ الصحراءِ تَنْسكِبُ!
وظَللتها فصولُ العِبءِ هاتفةٌ:
هذا أوَانُ بَنيـكِ النُّضْـرِ، إن دَأَبـوا!
في كُلِّ مُلتفَتٍ للصَّرحِ مدرسةٌ
أبْهَى مَدارِجَها أبناؤها النُّجُبُ!
الطَّالِعونَ على ميعادِ سَوْسَنِهمْ
كالـوردِ يَهـدِلُ في يَنبوعِـه الرَّحَبُ!
الباعِثونَ مَواقيتَ السَّنا، وهُمو
صَوتُ الزمانِ، على أعقابِ مَـن وهَبوا!
الناهِضونَ –بصمتٍ- في مَشارِفِهِمْ
مِن الجَمَـالِ، وهُـمْ في الأمِـةِ النُّخَبُ!
المُشرِقونَ، إذَا ما شَدَّهم نَسبٌ
للأرضِ؛ فهْيَ لأنْقـى مَجدِهـمْ نَسَبُ!
تَلفَّتتْ لِغَدٍ حَانٍ يُهفْهِفُه
أجيالهُ الغُرُّ، أو أقطابُه النُّدُبُ!
وهذه الأرضُ أزكى مَوطِئاً ويَداً
علـى المدائـنِ؛ فيها الليـلُ والوَصَبْ!
وهذه الأرضُ للهادِينَ مُحتضنٌ،
داني الظلالِ لمَنْ أقصاهُ مُنقلَبُ!
* * *
أبصرتَ "مكـةَ" في نِسْريـنِ طَلْعتِهـا
فَجـراً مِن النـورِ؛ يُستَهدى.. ويُرتقَبُ؟
هَلَّتْ مِن الأفُـقِ السامـي مُوشَّحـةً
بالقُدسِ، يأرجُ فيهـا: المـاءُ والعُشُبُ!
وأشرقتْ في ذُرا البيداءِ شامِخةً
يَحفُّها اللهُ بالنُّعمى.. ويَصطحِبُ!
وأطلعـتْ في مَطـافِ البَدِء صَفوتَهـا
من البُنـاةِ يُحـاذي زَهْوَهِـا الرَّغَبُ!
كُرْمَى لعينيكَ هذا "الصَّحْـوُ" تَشهـدُه
في الضوءِ؛ تَصْفِرُه أمُّ وعَتْ وأَبُ!
فاقرأْ صباحَكَ فينا، إنَّ فِتيتَنا
ما زال فيهـمْ مِن الآبـاءِ مـا انتخبوا!
زانتْ مَطالِعَهمْ شمسُ الجزيرةِ في
أبراجِهـا الزُّهْـرِ، والإيمـانُ مُنتصِبُ!
طلائعُ الفجـرِ؛ أضفى عِطـرَ بَهجتـِه
علـى ملامحِهـم؛ فالصَّـوتُ مُختضَبُ!
والقلبُ مُختلِجُ العُنقودِ، مُتشحٌ
بالغارِ؛ تَرفُلُ في أفوافِه الهُدُبْ!
لكننا، في صَـدى الأفكـار، بـين فتىً
يَحذو سـواه، ومَـن في السِّترِ مُستلَبُ!
إلا فتىً يَغتدي في البَونِ طالِعَه
لعَلَّه مِن فصولِ الآسِ مُقترِبُ!
فهلْ يَجودُ بُنـاةُ الفكـرِ –إن نُدِبـوا–
بالحِلـم؛ يَستقرِب الشادي.. ويَجتذِبُ؟
ومَن يُجدِّدُ آفاقَ الحياةِ بما
يَستقطبُ العِلـمُ، أو يَستلهِـمُ الطلَبُ؟
هو المُعلِّمُ نِبراسُ الحياة، أبٌ
ما جاشَ بالقلبِ إلاَ زانَه أدَبُ!
هو المُعلِّمُ بانٍ، ليس يُوهِنُه
شَأوٌ مِن العِبءِ، في مـا شـاء يكتسِبُ
إذا البلادُ أجالتْ ظِلها، وهمتْ
فالماءُ نَبْعَتُهُ، والظلُّ مُرتحَبُ!
يا شمسُ، يا ظـلُّ، يا أنـداءُ، يا بلـداً
من الحمائـم، أبصِرْ جَمْـرَ مَـنْ نُكِبوا!
على التخومِ بلادٌ أهلها زُمَرٌ
أطواقهـمْ يَنتضيهـا الساسـةٌ القُضُبُ!
العابثونَ بأعناقِ الجيادِ على
أرسـانِ غَفلتِهـا؛ تكبـو.. وتَضطرِبْ!
تَطفو "الشعاراتُ" في أبواقهـمْ خـدراً
يَجترُّ -في الوهـمِ- ما قالوا وما كتبوا!
هُتافهمْ كلماتٌ، لا يُهَدْهِدُها
إلا زخـارِفُ ما تُفضـي بـه الخُطَبُ!
المُترفونَ، وطيرُ الدَّوحِ في رُكنٍ
ناءٍ؛ يَضيقُ بهِ في ناره السَّغَبُ!
يَصيحُ هاتفُه، في سَرحِ نأمتِه:
أيا محمدُ، ماذا ضيَّع العَرَبُ؟
أشجانُهمْ -في مِطـالِ الوقت- صائِتـةٌ:
يـا ربُّ، تلكَ الرُّبا بالجَمْـرِ تَختَضِبُ!
* * *
تَرى وتَسمعُ، والأشجانُ عابرةٌ
ما غابَ منهـا، وراءَ الصَّمتِ مُحتجَبُ!
(لا خَيرَ في أرَبٍ ألقاكَ في لهَبٍ)
وحفنَـةٍ مِـن رِعـاعِ القَـوْمِ تُنتَدَبُ!
أينَ المدائنُ تنفي زيفَ غائلها
لتستديرَ على أبوابها السُّحُبُ؟
يا حُـزنُ، يا مُـزنُ، يا أنـواءُ، يا بلداً
مِن الغمائمِ، أينَ الماءُ والحَلَبُ؟
ألا بلادٌ تُغادي الطيرَ في أفُقٍ
يَستلهِـمُ القبسَ الزَّاكـي.. ويَحتَدِبُ؟
ألا بلادٌ تَفي الإنسانَ قيمتَه
مِـن الكرامـةِ؛ تُستجـدَى، وتُنتَهَبُ؟
ألا بلادٌ ترى في شَمسنا وهجاً
مـن سِـدرَة الله، يُستَجلـى، ويُرتغَبُ؟
ونَحنُ في بلدِ الرحمنِ يألفُنا
هَـديُ السماءِ، بما أهـدتْ لنا الكُتُبُ!
هذي البلادُ فضاءٌ باذخٌ، ويَدٌ
أحـنى على الحُـرِّ، إمَّـا سامَه التعَبُ!
الناسُ فيما -علـى آمـادِ مَوئلِهـمْ-
أهْدَى وأسمـحُ، إن لانـوا وإن غَضِبوا!
وهُمْ أشَفُّ قلوباً في مُؤالفَةٍ
وأرهـفُ الناسِ، إن غضُّوا وإن رَغبِوا!
يَستلهِمـونَ جِـواءَ "البيتِ" لا شجَـنٌ
يُـزري بهم في غَضـونِ الهَـمِّ أو رهَبُ!
هُنا المآذنُ باسمِ اللهِ ناطِقةٌ
زَهراءُ، يُومضُ منهـا: الصَّوبُ والحَدَبُ!
هُنا الحقيقةُ! يا اللهُ، أيُّ رؤىً
أضفتْ عليها السَّنا؛ فانْداحَتِ الحُجُبُ؟!
كانتْ لنـا نَخلـةُ الصحراءِ مُلتفَتـاً
أبقـى مِن الدَّهـرِ، لا تَعرَى وتَختلِبُ!
وكُلُّنا في حِباءِ اللهِ مُلتمِسٌ
غُصنـاً يَنوسُ؛ فهلْ يَسمـو بنـا سَبَبُ؟
يا أرضُ، يا قُدسُ، هُزِّي جِـذعَ نخلتِنـا
علـى بَنيـكِ.. ألا يَسَّاقـطُ الرُّطَبُ؟!
* * *
مكة المكرمة: الخميس: 28/6/1415هـ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 67
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثالث - النثر - مع الحياة ومنها: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج