شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المفَــــاجَــأة
مَزَّقْتُ عُمْريَ بينَ الْحَرْفِ والْوَتَـرِ .
حتى تجمَّدتِ الأَحْداقُ في الصُّـورِ
وأزرعُ الْحرفَ إثْرَ الحرفِ في أُفُقٍ
بينَ الأَعاصيرِ والأَنـواءِ والنُّـذُرِ
وذاتَ يومٍ شكا عُمري مواجعَهُ
ودفْتَري كانَ مثلي زائِـغَ الْبَصَـرِ .
فَشِلْتُ سَلَّةَ أَحْزاني علـى كَتِفـي
إلى الْمَوانئِ تحتَ الرِّيـحِ والمَطـرِ
ما لاحَ لي زَوْرقٌ إلا وأسأَلُهُ:.
أَيُّ الْمَجاذيفِ تُنْجي تائِهَ العُمْـرِ؟.
وكُلَّما مَرَّ رُبّـانٌ شَكـوْتُ لَـهُ
ضَياعَ وَجْهيَ بينَ الْحِلِّ والسَّفَـرِ
وأنْهَكَتْني يَـدٌ للدَّهـرِ راكِضَـةٌ
على الْمدَى تُلْصِقُ الأَحْلامَ في السِّيَرِ .
واسَّاقَطَتْ ثَمَراتُ الحلـمِ يابِسَـةٌ
وأُفْرِغَتْ غابَتي ِ ِ-إلاَّ مِنَ الأُطُـرِ-
يا سامِعَ الصَّوْتِ -ناديتُ الْفَراغَ- فما
حَتَّى الصَّدى لانَ لي في ساعَةِ الْخَطَرِ .
حَدَّقْتُ في صورَتي يومـاً أُسائِلُهـا
كَحامِلِ الْوعْيِ بينَ الصَّحْوِ والسَّكَرِ
فكانَ شَيْبي جواباً والسِّنونَ على
غُضونِ وجْهِيَ أَشْتاتاً مِنَ الْحُفَـرِ
* * *
وجئتِ في لَحْظَةٍ قَبْلَ الْغُروبِ. بِما
حَلُمْتُ عَبْرَ رَحيلي عَبْرَ مُنْتَظَري ِ
أَوْقفتُ رحْلَـةَ أَحْـزاني مُفاجـأَةً .
كأنكِ الْقَدرُ الآتي علـى قَـدَري .
فأَيُّ دنيا تَراخَتْ بعـد قَسْوَتِهـا
لِزَجِّ قلبيَ في تَكْوينِـكِ الْعَطِـرِ؟
ولستُ أقْوى على رَدِّ الْهَوى، وأنا
ما زِلْتُ أَحْدو جِراحَ الْعِشْق بالْخَدَرِ .
حَلَلْتِ بي هاجِساً يَهْوى مُداعَبَتي
مِلءَ الْغِوى والْهَوى والنَّوْمِ والسَّهَرِِ
ما بُحْتُ باسْمكِ إلاَّ في الصَّلاةِ. إذا
ناجَيْتُ ربِّـيَ بالآيـاتِ والسُّـوَرِ
خَبَّأْتُه للرُّؤى ضَيْفاً علـى كَبـدي
كمثلِ هذا الْهَوى. ضَيْفاً على عُمري
* * *
1978
 
طباعة

تعليق

 القراءات :301  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.