| مَزَّقْتُ عُمْريَ بينَ الْحَرْفِ والْوَتَـرِ . |
| حتى تجمَّدتِ الأَحْداقُ في الصُّـورِ |
| وأزرعُ الْحرفَ إثْرَ الحرفِ في أُفُقٍ |
| بينَ الأَعاصيرِ والأَنـواءِ والنُّـذُرِ |
| وذاتَ يومٍ شكا عُمري مواجعَهُ |
| ودفْتَري كانَ مثلي زائِـغَ الْبَصَـرِ . |
| فَشِلْتُ سَلَّةَ أَحْزاني علـى كَتِفـي |
| إلى الْمَوانئِ تحتَ الرِّيـحِ والمَطـرِ |
| ما لاحَ لي زَوْرقٌ إلا وأسأَلُهُ:. |
| أَيُّ الْمَجاذيفِ تُنْجي تائِهَ العُمْـرِ؟. |
| وكُلَّما مَرَّ رُبّـانٌ شَكـوْتُ لَـهُ |
| ضَياعَ وَجْهيَ بينَ الْحِلِّ والسَّفَـرِ |
| وأنْهَكَتْني يَـدٌ للدَّهـرِ راكِضَـةٌ |
| على الْمدَى تُلْصِقُ الأَحْلامَ في السِّيَرِ . |
| واسَّاقَطَتْ ثَمَراتُ الحلـمِ يابِسَـةٌ |
| وأُفْرِغَتْ غابَتي ِ ِ-إلاَّ مِنَ الأُطُـرِ- |
| يا سامِعَ الصَّوْتِ -ناديتُ الْفَراغَ- فما |
| حَتَّى الصَّدى لانَ لي في ساعَةِ الْخَطَرِ . |
| حَدَّقْتُ في صورَتي يومـاً أُسائِلُهـا |
| كَحامِلِ الْوعْيِ بينَ الصَّحْوِ والسَّكَرِ |
| فكانَ شَيْبي جواباً والسِّنونَ على |
| غُضونِ وجْهِيَ أَشْتاتاً مِنَ الْحُفَـرِ |
| * * * |
| وجئتِ في لَحْظَةٍ قَبْلَ الْغُروبِ. بِما |
| حَلُمْتُ عَبْرَ رَحيلي عَبْرَ مُنْتَظَري ِ |
| أَوْقفتُ رحْلَـةَ أَحْـزاني مُفاجـأَةً . |
| كأنكِ الْقَدرُ الآتي علـى قَـدَري . |
| فأَيُّ دنيا تَراخَتْ بعـد قَسْوَتِهـا |
| لِزَجِّ قلبيَ في تَكْوينِـكِ الْعَطِـرِ؟ |
| ولستُ أقْوى على رَدِّ الْهَوى، وأنا |
| ما زِلْتُ أَحْدو جِراحَ الْعِشْق بالْخَدَرِ . |
| حَلَلْتِ بي هاجِساً يَهْوى مُداعَبَتي |
| مِلءَ الْغِوى والْهَوى والنَّوْمِ والسَّهَرِِ |
| ما بُحْتُ باسْمكِ إلاَّ في الصَّلاةِ. إذا |
| ناجَيْتُ ربِّـيَ بالآيـاتِ والسُّـوَرِ |
| خَبَّأْتُه للرُّؤى ضَيْفاً علـى كَبـدي |
| كمثلِ هذا الْهَوى. ضَيْفاً على عُمري |
| * * * |