شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصَائد لا تَـــهُم أحَداً
فهي من الذات إلى الذات
في عصر الهروب إلى الداخل
وإن كان الهاجس الذاتي في هذه القصائد
يوحي بأن يكون لها اسم آخر هو: بعد فوات الأوان
قَــارئ الكَـــف
جَمُدَتْ عَيْناهُ في كَفِّي طويلاً.. وتَنهَّدْ
وأطالَ الصمتَ..
ناديتُ: إذاً تقرأُ كفي صامِتاً
أمْ أنتَ مُجْهَدْ؟
قالَ: حقاً.. بينَنا مَنْ هو مُجْهَدْ؟
صابِرٌ أنتَ على ما كَتَبَ اللهُ بكفَّيْكَ
وما.. قَدْ؟
قلتُ: هل غَيَّرَ خَطَّ اللهِ رِعديدٌ بَكى قبلِيَ
أو ثَبْتٌ تَجَلَّدْ؟
قالَ: خَطَّ الرزقِ في كفيْكَ مُخضرٌّ مُمَهَّدْ
وطريقُ النُّبْلِ مَزْروعُ الْحواشي
زَنبقاً بِكْراً ولَوْزاً وعلى اللَّيْلكِ يَمْتَدْ
وطريقُ الْعمرِ لا أبصرُهُ
إلاّ خُيوطاً تتعقَّدْ
فَغِشاواتٌ مِن الْحُزنِ على قلبكَ تُعْقَدْ
وعلى أَضْلاعِكَ سيفٌ ليسَ يُغْمَدْ
أنتَ في بحرٍ يُعَطِّيهِ جُنونُ الْمَوْجِ
والزَّوْرَقْ أَسْودْ
قلتُ: زِدْني
قالَ: في عينيْكَ حُلْمٌ، عُمْرهُ بِضْعُ سِنينْ
كلما لامَسَهْ الليلُ تَمدَّدْ
وإذا أَوْغَلْتَ في الْعُمرِ تَجَدَّدْ
وإذا حاوَلْتَ أَنْ تُبْعدَهُ عنكَ تَمَرَّدْ
لم يُلامِسْ شَفَةَ الصُّبْـحِ إلى الآنَ
وصـارَ الصبـحُ أَبْعَـدْ
قلتُ: زِدْني
قال لي: يا ولدي
أَنْتَ في الْحُبِّ قَتيلْ
دائماً تمشي بدربٍ مُسْتَحيلْ
تطرقُ البابَ وتَدْري
أَنَّ هذا البابَ موصَدْ
قلت: زِدْني
قال: في عُمرِكَ عَذْراءُ كَوَجْهِ الصُّبْحِ
عَيْناها حُقولٌ مِنْ زَبَرْجَدْ
نَثَرَ اللهُ على قامَتِها
فُلاًّ، ونِسْريناً، ونِدّاً، وخُزامى
وَإِهابُ الْحُسْنِ عَسْجَدْ
أَنْتَ تَسْقيها الْهوى طُهْراً
وتَكْسوها بماءِ الْياسَمينْ
وهي تُرْديكَ على الدربِ قَتيلاً
بَعْدَ أَنْ تَزْرَعَ زَهْرَ الْحُزْنِ
في أَجْفانِكَ التَّعْبى سِنينْ
لا يَكُنْ يا وَلَدي رأسُكَ مَقْطوعاً ومَرْفوعاً
بهذا الليلِ مِثْلَ الشَّمعَدانْ
تَتَلَقّاهُ رِياحُ الْحَيْفِ مِنْ كُلِّ مَكانْ
إنَّ في كُلِّ ليالي العصرِ "سالومي"
فهلْ أنتَ كَحَنَّا الْمَعْمَدانْ؟
قلتُ: زِدْني
قالَ: آهٍ
قلتُ: لا.. لا تَتَنَهَّدْ
أَنا مُجْهَدْ
اُصْمُتِ الآنَ، ودَعْني أَتَنَهَّدْ
1980
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.