شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الغَـــائِبَـــــة
أَسْتغفِرُ الطُّهْرَ إنْ ناديتُكِ ائْتَـزِري .
بسابِغٍ مِنْ صَبوحِ الْمَجدِ مُنْهَمِـرِ
ولا أَقولُ: صباحاً عِمْتِ، بل أَبَداً
على الدهورِ عِمي في الصَّحْوِ والسَّكَرِ
وصَبِّحي الْكَوْنَ بالمِرْنانِ مِنْ طَرَبٍ
فَسَمْعُهُ فـارغٌ إلاّ مِـنَ الضَّجَـرِ .
وصَبِّحي كَوْكَباً يَحْـدو مواجِعَـهُ
ويَتَّقي كَفَّهُ مِـنْ لَمْسَـةِ الشَّـرَرِ
لا يبرأُ الْجَرْحُ فيهِ مِـنْ مَواجِعِـهِ .
إلاّ لِيَشْخُبَ جُرْحٌ ناغِـرُ الْمَـوَرِ
فَدَوْحَةُ الْعِشْقِ ِ مِنْ قُدْسِيِّكِ الْعَطِرِِ
وأَفْقُ عَيْنيكِ نَهّادٌ إلى الْكِبَرِ
فغالِبي كِبْرِيـاءَ الْحُسْـنِ آوِنَـةً
وخاطِبينا بإِيماءٍ مِنَ الْحَوَرِ
ونُوِّلينا الرِّضى ِ حَسْبُ الرِّضى رَغَداً
يَجيئُنا طاهِراً مِنْ ظاهِرِ الْخُمُرِ
أَتَصْمُتينَ؟ فلا رَدٌّ على غَزَلٍ
ولا ابْتِسامَةُ حُبٍّ صَوْبَ مُنْتَظِرِ
يَجيءُ نَحْوَكِ قَلْبـاً فاتِحـاً يَـدَهُ،
مِنْ بعْدِ ما جَمُدَ الإِبصارُ في السَّهَرِ
أَتَسْمَعينَ غِنائي؟ إِنَّني شَبَحٌ
يزورُ عَرْشَكِ في أَمْدائِكِ الْخُضُرِ
حَمَلْتُ حُبَّـكِ أَحْلامـاً مجَنِّحَـةً
على قَوافِيَّ حَـتى شَهْقَـةِ الْعُمُـرِ
أَطْفو وأَغْرَقُ في الرُّؤيا، ومِنْ وَلَـهٍ
أَهُشُّ قافِلَةَ الأَطْيافِ عَنْ بَصَـري .
وذُبْتُ في الْعِشْقِ حتى بِتُّ منْجَرِداً .
كَشَفْرَةِ السَّيْفِ ِ أَوْ عُسْلوجَةِ الْقَمَرِ
* * *
ردِّي على مُنشِدِ السارين والنـذرِ
وشَرِّدي غَضْبَةَ الآتينَ مِـنْ مُضَـرِ .
زُفِّي إِلَيْنا أَصيلاتِ السَّنـا خَبَـراً
بأَنَّ يَوْمَ غَدٍ مُخْضَوْضِـرُ الصُّـوَرِ
أَمَسَّكِ الضَّيْمُ إنْ أَهْلُ الْهَوى اخْتَصَموا
حتى ارْتَدَيْتِ جَناحَيْ أَطْلَسٍ عَكِرِ؟.
يَحْلو لِراجِمَةِ الأَفْـراحِ وَقْفَتُهـا
بينَ الْعَشيقَيْنِ في رَيْبٍ مِنَ الْفِكَـرِ
منْ قالَ إنَّ جِيادَ العاشقينَ كَبَـتْ
وإنَّ فُرْسانها مَلُّوا مِـنَ السَّفَـرِ؟.
وإنَّ شاهِـدَ زورٍ أَوْ رَبيبَ خَـنىً
أَضْوى لِيورِدَها مُسْتَنْقَـعَ الْخَـوَرِ
لا يا فِطامُ وقاكِ اللهُ مِنْ عَرَضٍ
يُلْقي بصاحِبِهِ في مُظْلِمِ الْحُفَرِ
الْحَجُّ أَنْتِ، ونَحْنُ الرّاحِلـونَ إلى
أَعْتابِ قُدْسِكِ يا مَلْثومَةَ الْحَجَـرِ
تُنْسى الْحِسانُ ويُمْحى وَقْعُ سالِفَةٍ
مرَّتْ مُجَلْجِلَةً في مَوْكِبِ السِّيَرِ
وأَنْتِ. وقْعُكِ في التاريخِ حادِثَـةٌ
أَعْيَتْ مُؤَرِّخَهـا إِعْيـاءَ مُنْكَسِـرِ
تَدْنو إليكِ أَظافيرُ الْمُسيءِ ضُحىً
فَيولَد الْعاشِقُ الفادي مَعَ السَّحَـرِ .
فَدارِ حُرْمَتَهـا حَـدَّاءَ هَوْدَجهـا
مِنْ بَغْتَةِ الأَهْلِ ِ لا مِنْ سَطْوَةِ الْقَدَرِ
فإنَّ كُلَّ سيوفِ الْغَزْوِ مِـنْ قِبَـلٍ
نِصالُها. وسيوفُ الأَهْلِ مِنْ دُبُرِ
* * *
1976
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :333  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج