أَسْتغفِرُ الطُّهْرَ إنْ ناديتُكِ ائْتَـزِري . |
بسابِغٍ مِنْ صَبوحِ الْمَجدِ مُنْهَمِـرِ |
ولا أَقولُ: صباحاً عِمْتِ، بل أَبَداً |
على الدهورِ عِمي في الصَّحْوِ والسَّكَرِ |
وصَبِّحي الْكَوْنَ بالمِرْنانِ مِنْ طَرَبٍ |
فَسَمْعُهُ فـارغٌ إلاّ مِـنَ الضَّجَـرِ . |
وصَبِّحي كَوْكَباً يَحْـدو مواجِعَـهُ |
ويَتَّقي كَفَّهُ مِـنْ لَمْسَـةِ الشَّـرَرِ |
لا يبرأُ الْجَرْحُ فيهِ مِـنْ مَواجِعِـهِ . |
إلاّ لِيَشْخُبَ جُرْحٌ ناغِـرُ الْمَـوَرِ |
فَدَوْحَةُ الْعِشْقِ ِ مِنْ قُدْسِيِّكِ الْعَطِرِِ |
وأَفْقُ عَيْنيكِ نَهّادٌ إلى الْكِبَرِ |
فغالِبي كِبْرِيـاءَ الْحُسْـنِ آوِنَـةً |
وخاطِبينا بإِيماءٍ مِنَ الْحَوَرِ |
ونُوِّلينا الرِّضى ِ حَسْبُ الرِّضى رَغَداً |
يَجيئُنا طاهِراً مِنْ ظاهِرِ الْخُمُرِ |
أَتَصْمُتينَ؟ فلا رَدٌّ على غَزَلٍ |
ولا ابْتِسامَةُ حُبٍّ صَوْبَ مُنْتَظِرِ |
يَجيءُ نَحْوَكِ قَلْبـاً فاتِحـاً يَـدَهُ، |
مِنْ بعْدِ ما جَمُدَ الإِبصارُ في السَّهَرِ |
أَتَسْمَعينَ غِنائي؟ إِنَّني شَبَحٌ |
يزورُ عَرْشَكِ في أَمْدائِكِ الْخُضُرِ |
حَمَلْتُ حُبَّـكِ أَحْلامـاً مجَنِّحَـةً |
على قَوافِيَّ حَـتى شَهْقَـةِ الْعُمُـرِ |
أَطْفو وأَغْرَقُ في الرُّؤيا، ومِنْ وَلَـهٍ |
أَهُشُّ قافِلَةَ الأَطْيافِ عَنْ بَصَـري . |
وذُبْتُ في الْعِشْقِ حتى بِتُّ منْجَرِداً . |
كَشَفْرَةِ السَّيْفِ ِ أَوْ عُسْلوجَةِ الْقَمَرِ |
* * * |
ردِّي على مُنشِدِ السارين والنـذرِ |
وشَرِّدي غَضْبَةَ الآتينَ مِـنْ مُضَـرِ . |
زُفِّي إِلَيْنا أَصيلاتِ السَّنـا خَبَـراً |
بأَنَّ يَوْمَ غَدٍ مُخْضَوْضِـرُ الصُّـوَرِ |
أَمَسَّكِ الضَّيْمُ إنْ أَهْلُ الْهَوى اخْتَصَموا |
حتى ارْتَدَيْتِ جَناحَيْ أَطْلَسٍ عَكِرِ؟. |
يَحْلو لِراجِمَةِ الأَفْـراحِ وَقْفَتُهـا |
بينَ الْعَشيقَيْنِ في رَيْبٍ مِنَ الْفِكَـرِ |
منْ قالَ إنَّ جِيادَ العاشقينَ كَبَـتْ |
وإنَّ فُرْسانها مَلُّوا مِـنَ السَّفَـرِ؟. |
وإنَّ شاهِـدَ زورٍ أَوْ رَبيبَ خَـنىً |
أَضْوى لِيورِدَها مُسْتَنْقَـعَ الْخَـوَرِ |
لا يا فِطامُ وقاكِ اللهُ مِنْ عَرَضٍ |
يُلْقي بصاحِبِهِ في مُظْلِمِ الْحُفَرِ |
الْحَجُّ أَنْتِ، ونَحْنُ الرّاحِلـونَ إلى |
أَعْتابِ قُدْسِكِ يا مَلْثومَةَ الْحَجَـرِ |
تُنْسى الْحِسانُ ويُمْحى وَقْعُ سالِفَةٍ |
مرَّتْ مُجَلْجِلَةً في مَوْكِبِ السِّيَرِ |
وأَنْتِ. وقْعُكِ في التاريخِ حادِثَـةٌ |
أَعْيَتْ مُؤَرِّخَهـا إِعْيـاءَ مُنْكَسِـرِ |
تَدْنو إليكِ أَظافيرُ الْمُسيءِ ضُحىً |
فَيولَد الْعاشِقُ الفادي مَعَ السَّحَـرِ . |
فَدارِ حُرْمَتَهـا حَـدَّاءَ هَوْدَجهـا |
مِنْ بَغْتَةِ الأَهْلِ ِ لا مِنْ سَطْوَةِ الْقَدَرِ |
فإنَّ كُلَّ سيوفِ الْغَزْوِ مِـنْ قِبَـلٍ |
نِصالُها. وسيوفُ الأَهْلِ مِنْ دُبُرِ |
* * * |