لامستُ بِضْعـةَ أَرْقـامٍ مُعابثَـةً |
ولستُ أَقصُـدُ لا داراً ولا عَلَمـا |
لِلَحْظةٍ من ذُهـولٍ كانَ آخِرُهـا |
صَوْتاً كَلَمْسِ الْحَيا زارَ الثَّرى فَنَما |
نادَتْ "هَلو" كَصُداحِ الطَّيْرِ مِنْ فَرَح . |
ماذا أَقول؟ ونُطْقي كادَ أَوْ عَجُما؟ . |
وقلتُ بعدَ جهادٍ طـالَ مُنتظِـراً |
سَماعَ أَيِّ حَديثٍ حَلَّ أَو حَرُمـا |
-: أَخوكِ زَيْدٌ هُنا؟ قالَتْ مُسائِلَةً ما كانَ زيداً أَخي مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَمَا |
إنْ لم يَكُنْ حاضِراً زيدٌ أَيَهْتُفُ لي |
أَخوكِ عَمْروٌ؟ِ فقالَتْ: ما عَرَفْتُهُما |
فقلتُ: لا تَغْضَبي يا نَفْـحَ لَيْلَكَـةٍ |
ألستِ أَنْـتِ بحَـقِّ اللهِ أُخْتَهُمـا؟. |
هُما حَبيبايَ.. يا فَوْحاً يُقَطِّـرُ في |
فَمِ الْمِسَرَّةِ ما لَـوْ حُزْتُـهُ لُثِمـا |
قالَت: لمن أَشْتَكي مَنْ ليس يَفْهَمُني؟ . |
إذا تكلمتُ؟ أُفٍّ.. قد ثَقُلْتَ دَمـا . |
فقلتُ: هذا كَثيرٌ يا انْدِياحَ ضُحىً |
ويا هُطولَ نَدىً. باللهِ أَيْـنَ هُمـا؟ |
تأَوَّهَتْ رِقَّـةً وانْسـابَ مَنْطِقُهـا . |
كَرقْصَةِ النَّاي، مَبْتـوراً وَمُلْتَئِمـا . |
تَقولُ: لا والنَّبي ِ فاذْهَبْ لا عَبَثٍِ |
إنْ كنتَ ذاكَ. فَما داري بدارِهِما |
هل استرَحْتَ؟ فقلتُ: الْحُسْنُ مَعْركَتي |
هل يستريحُ نَجِيُّ الْحُسْنِ لَوْ شُتِما؟ . |
تَضاحَكَتْ جَذَلاً فازْدَدْتُ مُرْتَقَبـاً |
وزادَها الْمُشْتَهى لُطْفاً ومُنْسَجَمـا |
قالت - وسِرْبُ عَصافيرٍ يُوَشْوِشُني . |
بصوْتِها -: كَمْ بِناءً بَيْننا انْثَلَما؟ |
أَمْ لِلْمِسَـرَّةِ عَيْـنٌ أنـتَ تُبْصِرُني |
منْها. لتَعْلَمَ مَنْ بالْحُسْنِ قَدْ وُسِما؟ |
فقلتُ: قَدُّكِ مَرْسـومٌ علـى أُذُني . |
ولَنْ يُغالِطَ سَمْعي مَشْهداً كَرُمـا |
أنا أراكِ هُنـا.. قُرْبي.. مُلاصَقَـةً |
قلبي بأُذْنِيَ رُغْـمَ الْبُعْـدِ بَيْنَهُمـا |
أَمَا تَفَرَّسَ بَشّارٌ بسامِعَةٍ |
وهْجَ الأُنوثةِ واسْتَجْلى الذي كُتِما |
لَمَّا تَغَشّاهُ سِحْراً صَـوْتُ جارَتِـهِِ |
فقالَ يرسُمُ ما في سَمْعِـهِ نُظِمـا |
"يا قومُ أُذْني لِبَعْضِ الْحَيِّ عاشِقَـةٌ" . |
فمَنْ يُكَذِّبُ ذاكَ الْمِقْوَلَ الْهَرِمـا؟. |
في كل جارِحَةٍ لي مُقْلَةٌ خَبِرَتْ |
مَواطِنَ الْحُسْنِ فاسْتَقْصَيْتُهُ نَهَما |
وطالَ شَدْوي وراءَ الْغيدِ تَتْبَعُني |
كَتائِبُ الشَّيْبِ حتى احْتَلَّتِ الْقِمما |
تَنَهَّدَتْ. ثم قالَتْ وهي ضاحِكَةٌ |
ِ-: مَنْ أَنْتَ؟ قلتُ: غَريبٌ أَخْطَأَ الرَّقَما |