| بعَيْنَيْكِ تَسْتَجْلي الْعُصورُ وَتَهْتَدي . |
| لِتَسْتَأْنِفَ التِّرْحالَ بَعْـدَ التَّشَـرُّدِ |
| تَحوكانِ سِرّاً أَلْفَ أَلْفِ حِكايَـةٍ |
| تَنَقَّلُ بَـيْنَ الْمُشْتَهـى والتَّعَبُّـدِ |
| يَقولونَ: في عَيْنَـيْ فِطـامٍ شَهِيَّـةٌ . |
| إلى الْحُبِّ تَجْلوهـا بلَمْسَةِ إِثْمَـدِ |
| فكيف أَرى عَيْنَيْ فِطـامٍ حَديقَـةً |
| تُوَزِّعُ باقاتٍ منَ النَّرْجِسِ النَّـدي؟ |
| وَدَوْحَـةَ إلْهـامٍ تَدانَتْ قِطافُهـا . |
| لِمُلْتَمِسي شِعْـرِ الْهَوى والتَّـوَدُّدِ . |
| تَناهَبَني الإيمانُ باللهِ فيهِما |
| وأَنْشَأْتُ في عَيْنَيْ فَطيمَةَ مَعْبَـدي |
| * * * |
| رأيتُكِ قبلَ الآنَ.. سِحْراً بدفْتَرٍ |
| نَدِيِّ الْحَواشي أَخْضَرِ الْقَلْبِ وَالْيَدِ |
| وهذا الْجَنى ِ لامَسْتُ بَوْحَ أَريجِه |
| يُحاوِرُهُ الأَعْشى، وَأَمُّ خُوَيْلِدِ |
| وخَلْخالُكِ الْوَسْنانُ أَمْسِ سَمِعْتُـهُ . |
| يَنُثُّ سِرارَ الْعِشْقِ في دارِ مَهْـدَدِ |
| وجُرْعَةُ أُسْمِيَتْ خَطَأً فَماً |
| يُوَشْوِشُها لَعْسٌ غَريـبُ التَّفَـرُّدِ |
| وغُدْرانُ لَيْلٍ هذِهِ؟ وأُمْ ضَفائِرٌ؟ |
| تَحُفُّ على شُطْآنِ صُبْحٍ مُعَسْجَدِ؟. |
| وهذا الشَّذى الْمَجْنونُ نَشْرُ عَرارَةِ |
| نَمَتْ في هُذَيْلٍ، بَيْنَ جِفْنٍ وَمِـرْوَدِ |
| أَعِنْدَكِ خِدْرٌ في الدِّيـارِ وهَـوْدَجٌ |
| ونَخْلَةُ حُبٍّ تُثْمِـرُ الْعِشْقَ لِلْغَـدِ؟. |
| * * * |
| تَعِبْتُ مِنَ الإنْشادِ وَحْدي ولم تُجِبْ |
| وسالَتْ جِراحُ الْصَّبْرِ بَعْدَ التَّجَلُّدِ |
| ومَرَّتْ فِطامٌ كالسَّحابِ. وصَمْتُها . |
| يَحوكُ بِصَدْري غائِمـاتِ التَّنَهُّـدِ . |
| صَرَخْتُ: تَعالَـيْ مثْلَما أَنْتِ زَهْرَةٌ |
| غَريبَةُ قَلْبٍ أَوْ غَريبَةُ مَرْقَدِ |
| غَريبٌ أنا.. باللهِ يا فاطِـمُ ارْجِعي . |
| لِنَجْمَعَ شَمْلَ الْغُرْبَتَيْـنِ بِمَشْهَـدِ |
| * * * |
| ومِنْ فَجْوَةِ اللَّيل الذي أنا قائِمٌ |
| بأَرْكانِهِ الْعَمْياءِ، شَدَّ على يَدي |
| شَهيدٌ ونادى: كانَ صَحْبِيَ مَرَّةً |
| "يقولونَ لا تَهْلِكْ أَسىً وتَجَلَّدِ" |
| * * * |