شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حِـوَار مَع يُوسف بن تاشفين
كل الانتهاكات التي تمارس على الوطن العربي من خارجه ومن داخله، تذكرنا بفترة حكام الطوائف في الأندلس بعد زوال الخلافة الأموية، وكيف استهتر الملوك الإسبان وغزاة أوروبا بالهيبة العربية الإسلامية هناك. وعندما استغاث علماء الأندلس وأئمتها بالمجاهد الموحد يوسف بن تاشفين المغربي. أغاثهم وخاض معركة الزلاقة الشهيرة التي هزم بها ألفونسو السادس، واستمرت الحياة العربية مائتي عام بعد تلك المعركة.
1986
مَوْلايَ أبا يَعْقوبْ
أَعْلَمُ أَنَّكَ مُتْعَبْ
وَبِطولِ سِنينَ الْغُرْبَةِ والتَّهْجينْ
تَتَعَذَّبْ
عُذْري إنْ أَيْقَظْتُكَ أني كنتُ وَراءَكَ
يَوْمَ لَجَمْتَ الْبَحْرَ وكَفْكَفْتَ جُنونَ الْمَوجِ لتَرْكَبْ
ورأيتُكَ كيفَ حَزَمْتَ أَريجَ الصَّحراءْ
وتَنَفَّسْتَ بإشْراقِ خَلائِفِها
وجَمَعْتَ الشَّطَّ إلى الشَّطِّ لِتَهْمُسَ في أُذُن الْبحرِ
كَما الْوَحْيُ وأَعْذَبْ:
-: الأَنْدَلُسُ تَنام على شَوْكِ الغُرْبَةِ حينا
وبأَحْضانِ مُلوكِ طَوائِفها حينا
وزَحَفْتَ.. زَحَفْتَ لِتُنْقِذَها
والنَّصْرُ أَتاكَ بما تَرْغَبْ
* * *
شاهدتُكَ يَوْمَ حَبَسْتَ السَّيْلَ
وكَفْكَفْتَ غطاءَ اللَّيْلِ عَنِ اللَّيْلِ
ليَنْكشِفَ الأُفُقُ الأَرْحَبْ
وانْبَعَثَتْ مِنْ بينِ يديْكَ الأُمَّةُ خَلْقاً يَتَوَثَّبْ
وَربيعاً يَسْحَبُ صَيْفاً أَخْصَبْ
وحَمَلْتَ الْمِصباحَ أمامَ التاريخِ
لِيَمْشي مائتَيْ عامٍ
تُنْجِبُ مائتَيْ كَوْكَبْ
* * *
مَوْلايَ أَبا يَعْقوبْ
لا تَرْجِعْ للدُّنْيا أرجوكَ فَتُغْلَبْ
أَوْ تَتَعَذَّبْ
بَلْ قُصَّ علينا كيفَ اخْضَرَّ الكونُ على كَفَّيْكْ
وانتثر الصبحُ على كتِفَيْكْ
وحَشَرْتَ مُلوكَ الأَنْدَلُسِ
السَّارقَ والزَّاني والكاذِبَ والْحَشَّاشْ
والدَّافِعَ أَجْرَ الْعَرْشِ لأَلْفونسو
والُهارِبَ مِنْ وَجْهِ رَعِيَّتهِ كَالأَجْرَبْ
قُصَّ علينا يا يوسُفُ
كَيْفَ أقمتَ لهم حَشْراً
وفَتَحْتَ دفاترَهُمْ
في ذاك الْيومِ الأَصعَبْ
* * *
أَذْكُرُ.. هل تَذْكُرُ يَوْمَ سَحَبْتَ الْبَحْرَ كَسُجَّادَهْ
لانَتْ تَحْتَ مراكِبكَ فلم تَتَذَمَّرْ أَوْ تَغْضَبْ
ناداكَ مناديهم:
يوسُفُ..اِرْجِعْ
إنَّكَ تَخْتارُ عَصِيَّ الْمَرْكَبْ
فَتَبَسَّمْتَ، وصَلَّيْتَ على وَجْهِ الْماءْ
وصَرَخْتَ فَهَدَأَ الموجُ أَمامَكَ
واخْضَرَّ يبيسُ الصَّحْراءْ
وَوراءَكَ صِدِّيقونَ يُنادونَ:
الجنَّةُ أَقْرَبْ
والْكَوْثَرُ أَعْذَبْ
كانَ لكُلٍّ منهم قُرْآنْ
وجَرابٌ مِنْ تَمْرٍ وسِنانْ
رَوَّعَهُمْ مَشْهَدُ أَرْضٍ ظمِئَتْ
فضربْتَ بسيفِكَ فانْبَجَسَ الْبَحْرُ مِنَ الْبَرِّ
وغارَ البحرُ بأكْثَرَ مِنْ عِشرينَ كَذوباً
فيهم أَبْرَهَةُ الْحَبَشِيُّ
وفيهم فِرْعَوْنُ
وفيهم زَوْجَةُ لوطَ
وفيهم مَنْ عَقَرَ الناقَةَ
ومُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ وداعِيَةٌ أَكْذَبْ
وأمامَكَ أَلفونسو
تَحْمِلُهُ قَدَمٌ واحِدَةٌ
يبحثُ عَنْ جُحْرٍ كَالأَرْنَبْ
وتَنَفَّسَ شَعْبٌ
كان على نارِ الْغُرْبَةِ يَتَقَلَّبْ
* * *
مَوْلايَ أبا يَعقوبْ
هل أخبرَكَ غُرابُ الْبَيْنْ
أَنَّ مُلوكَ الأَنْدَلُسِ انْسَلُّوا مِنْ تحتِ أَصابعِ قَدَميْكْ؟
عادوا.. رَحَلوا شَرْقاً
والشَّرْقُ لهم أَرْحَبْ
والْتَفُّوا حَوْلَ طَوائِفِهِمْ
والْقُدْسُ وراءَ كَراسيهم مَشْجَبْ
إنْ قَطَعوا أَلْسِنَةَ الشُّعَراءْ
قالوا : الْقُدْسَ
وإنْ نَهَبوا خُبْزَ الْفُقَراءْ
قالوا :الْقُدْسَ
وإنْ زَجُّوا في السِّجْنِ الْبُسَطاءْ
قالوا : الْقُدْسَ
وإنْ ذَبَحوا لُغَةَ الضَّاد وحَبَسوا الْماءْ
قالوا : الْقُدْسَ
فهل في الْقُدْسِ لَهُمْ مَطْلَبْ؟
* * *
مولايَ أبا يَعْقوبْ
قُرْآنُكَ مثْلُ مَصاحِفهمْ
وسِنانُكَ مثْلَ أَسِنَّتِهِمْ
فلماذا هُزموا في كُلِّ مَعاركهِمْ؟
وبِكُلِّ حُروبِكَ لم تُغْلَبْ ؟
يا يوسُفُ .. إنَّ هَزائِمَهُمْ
أَكَلَتْ أَكْبادَ رعاياهُمْ
ولكُلِّ منهُمْ "أَلْفونسو "يَحْميهِ مُقابِلَ أَجْرٍ يدفَعَهْ
إنْ يَرْضَ وإِنْ يَغْضَبْ
فإذا مَرَّ عليكَ غريبٌ
يُدْعى : أَلْفونسو الْقَرْنِ الْعِشْرينَ
فخسَفَ الأرضَ وحَرَقَ الْغَيْمَ
وحَفَرَ الْقَبْرَ عليكَ بنارِ قنابلِهِ
لا تَتَعَجَّبْ
1986
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :382  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 29 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج