دخَلَ الصَّباحُ مُحَمِّلاً صَبَواتِهِ |
مِنْ دونِ إِذنٍ أَوْ أَذانْ |
وجَثا يُداعِبُ ما تَوَهَّجَ مِنْ قِبابِ الْوَرْدِ |
مَخْلــوعَ الْجَـنـانْ |
شَهَقَتْ وأَجْفَلَها الصَّباحُ فَخاصَمَتْـهُ |
ولم يكُنْ لِلصُّبْحِ في حـرْبِ سِنـانْ |
َنزَعَتْ مَفاِتنَ حُسْنِها مِـنْ ضَوئـهِ |
فاخْتَلَّ عَرْشُ الصُّبْح |
واحْتَملَ الْهَزيمَةَ صَوْلَجانْ |
فَبَكى الصَّباحُ مُبَعْثِراً دَمْعَ النَّدى |
حَبَباً على كَتِفَيْ جِنانْ |
وتَبلَّجَ الْقَدُّ الْوَضيءُ تَكَبُّراً |
وسُكوتُ طَلَّتهِ أَغانْ |
قالَ الصَّباحُ لها: اسْمَعي |
إني وشاعِرُكِ الْغَريبُ لَخاسِرانْ |
إنَّ الْحَبيبَ |
انْسَلَّ في غَلَسٍ وَبانْ |
ذابَتْ أَصابعُهُ |
بِحِبْرِ الأَرْبعينَ قَصيدَةً |
وكَبا برِحْلَتِهِ الْحِصانْ |
أَكلَتْ ذِئابُ الْغابِ مُهْجَتهُ |
ونامَتْ في الْعَراءِ قَصيدَتانْ |
فَهُما بصَحْراءِ الْغَرابَةِ غُرْبتانْ |
كُفِّي جُموحَكِ عَنْ مُجاهَرَةِ الْعَيانْ |
قالتْ: خَسِئْتَ مُبَشِّراً |
اللَّيْلُ أَكْرَمُ منكَ مُرْتَقَباً |
وإني والدُّجى مُتَآخِيانْ |
وتَلفَّتتْ نحوَ الْوصيفَةِ: |
اِسْمَعي |
الشَّاعِرُ الْمَقْتولُ |
هَلْ خَسِرَ الرِّهانْ؟ |
وأَنا أَأَحْيا لَوْ حَييتُ على الْهَوانْ؟ |
حاشا الطَّهارَةُ أَنْ يُلامِسَها جَبانْ |
فأنا بقلبِ الشّاعرِ الْمَقْتولِ ساكِنَةٌ |
وفي قَلبي اسْتَكانْ |
قولي لمنْ يَأْتي بأني قد زُفِفْتُ إليهِ |
مَهْري في يَدَيَّ |
مُخَضَّبٌ بدمائِهِ |
وأنا أُوَفِّي الْعَهْدَ حتى لا أُدانْ |