شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
زوّار الفَجــر
يَعْتَقلُونَ ابْن المقَفَّعٍ في بغدَاد
من العسف والتضييق أن نفهم الرمز التراثي في الشعر، كما فهمناه في موقعه الغابر. لأن الشاعر المعاصر يسقط مواجعه وهمومه على التراث بفعل فني ونفسي معاصرين. يغني تجربته الشعرية، بقدر ما يمنح الرمز التراثي زخماً جديداً وإضاءة لم تكن له سابقا 1984.
-: بِكُلِّ أَسْفارِ الْهُنودِ
ما وَجَدْنا "بَيْدَبا"
لا شاعِراً، لا ساحِراً، لا راهِبا
لا فَيْلسوفاً ينثرُ الدُّرَّ على أَسْماعهِمْ
مَجالِساً وَكُتُبا
ولا حَكيماً يحرقُ الْعرشَ على حاكِمهِ
سِياسَةً وَأَدَبا
* * *
-: بكُلِّ أَحْقابِ الْهُنودِ
ما وَجَدْنا "دَبْشَليمْ"
قائِداً أَوْ مَلِكا
يَسْمَعُ قَوْلَ ناسِكٍ أَوْ شاعرٍ تَصَعْلَكا
وليس في تاريخهم
قائِدٌ يُرَتِّلُ الذِّكْرَ ويَقْضي النُّسُكا
ويَضْحَكُ مِثْلَ الطِّفْلِ مِنْ أُلْعوبَةٍ
وإنْ صاحَ عَدُوٌّ مِنْ وَرائِهِ بَكى
* * *
- وليسَ في بلادِ الْهِنْدِ قائِدٌ مَجْنونْ
يَحْشُرُ أَقْدارَ الْعِبادِ في نَزْوَتِه غَنيمَةً
ويأْخُذُ الْحُجَّابُ والْوُلاةُ والزُّناةُ
حَوْلَ عرشِهِ ما تَرَكا
تُحَمْحِمُ الْخُيولُ حَوْلَ عَرْشِهِ عَشِيَّةً
ويُنْشِدُ الْمُهَرِّجونَ شِعْرَ الْحَـرْبِ
حولَ عرشِهِ عَشِيَّةً
ويرسمُ القادَةُ كيف تَرْجِعُ السُّيولُ
عن حُقُولِهِ عَشِيَّةً
وعندَما يَنْبَلِجُ الصَّباحْ
يَهْدَأُ حَوْلَ عَرْشِه النُّباحْ
ويَخْفُتُ الصِّياحْ
ويَقْطُفُ السَّيَّافُ رَأْسَ مَنْ تَحَرَّكا
* * *
-: ما عَرَفَ الْهُنودُ في تاريخهم
قائِداً مِثْلَ أَميرِ الظافرينَ في بلادِنا
قاتَلَهُمْ وانْتَصَرا
وخَسَفَ الشمسَ على رؤوسِهمْ
سَيِّداً مُظَفَّرا
وعندما تُقْلِقُهُ الْوِحْدَةُ
أَوْ يَنْتابُهُ الْمَلَلْ
يقتلُ مَنْ يشاءُ كيفما يَشاءْ
بالسَّيفِ أَوْ بالنارِ أو بالماءْ
ويُسْمِعُ التاريخَ في نَشوتِهِ
مِنْ صَرْخَةِ الرجالِ أَوْ زَغْردَةِ النِّساءْ
:طوبى لِمَنْ قُتِلْ
* * *
-: لم يَعْرفِ الْهُنودُ حاكِماً مِنْ خيرةِ الرِّجالْ
كَسَيِّدِ الْقادَةِ في بلادِنا
وبَطَلِ الأَبْطالْ
يُغْرقُ الْغِلالْ
ويَحْرِقُ الظِّلالْ
ويَذْبَحُ الأَطْفالْ
ويسرقُ الأَحْلامَ مِن جُفونِ الشَّعْبِ
حَتَّى يَمْنَعَ الْفِكْرَةَ والْخَيالْ
مُكَلَّلاً بصمتهم مُؤَزَّرا
وإنْ تَراءى قاهِرٌ لِشَعْبهِ
أو غاصِبٌ لأَرْضهِ
أوْ هاتِكٌ لِعِرْضهِ
تَسَلَّلَ السَّيْفُ إلى الظَّلامْ
وأَعْلَنَ الْمُظَفَّرُ السَّلامْ
وأَذَّنَ الحاجِبُ للصِّيامْ
حَتى عَنِ الْحُلْمِ وعَنْ تَذكُّرِ الْكَلامْ
* * *
-: بكُلِّ غاباتِ الْهُنودِ
لم نَجِدْ فيلاً بَكى
أوْ ثَعْلَبا شَكا
أَوْ أَسَداً تَهَتَّكا
أَوْ هُدْهُداً حاكَ لذئبٍ شَرَكا
ولم يَرَ الْهُنودُ خِنْزيراً يُؤاخي السَّمَكا
أَوْ طائِفاً مِنْ جِنَّةٍ
يَتْبَعُ قائِدَ الأَبْطالِ أَنَّى سَلَكا
* * *
-: بكُلِّ بَيْعاتِ الْهُنودِ لم نَجِدْ
قِسّاً يَزورُ حاكِماً مُغْتَصِبا
أَوْ راهِبا
يَقْتَحِمُ الْعَرْشَ على سَيِّدِهِ مُؤَدِّبا
أَوْ مَنْ أصابَهُ الْمَسُّ يَرودُ لِلْهُنودِ مَسْلَكا
* * *
-: فإنْ تكُنْ – حَسْبَ تَقاريرِ الْقُضاةِ – بَيْدَبا
يَكُنْ أَميرُ الظَّافرينَ دَبْشَليمْ
وكُلُّ ما نَمَّقْتَهُ عَنِ الطُّيورِ والوحوشْ
يَكونُ آنذاكَ كَذِبا
* * *
-: صَوَّرْتَ قادَةَ الأُمَّةِ مِنْ حَوْلِ أَميرِ الظّافرينْ
عُصْبَةَ مُخْبِرينْ
وشُلَّةً مِنْ دَرَكِ الْمُغامرينْ
وقُلْتَ عَنْ قادتِهِ: سَماسِرَهْ
وطُغْمَةً تَبيعُ رايَةَ الْجِهادْ
وتَفْتَحُ الْبِلادْ
لِلأَرْجُلِ الْمُهاجِرَهْ
صَوَّرْتَ سُلْطانَ الزمانْ
حاطِباً آراءَهُ
مُنْتَشياً بِخَمْرةِ الْجُنونِ حَوْلَ الذَّاكِرَهْ
وكُلُّ ما يَدورُ حَوْلَ عَرْشِهِ مُؤامَرَهْ
أَرَدْتَ أَنْ تَقولَ عَنْ كُتَّابهِ.. حُجَّابهِ
شِرْذِمَةً مُغامِرَهْ
تَقودُها تِجارَةُ الْفَيْءِ إلى الْحَضيضْ
مِنْ صَفْقَةٍ مَعْتوهَةٍ لِصَفَقاتٍ خاسِرَهْ
* * *
-: عَقْلُ أَمير الظَّافِرينَ هل تحمله
جُمْجُمَةِ الْخِنْزيرْ؟
وحِكمَةُ الْوزيرْ
كيفَ حُبِسَتْ في قامَةِ الْعُصفورْ
وكيفَ أَسْلَسَتْ قِيادَها لِلقِردِ ثَرْوَةُ الْبَلَدْ؟
وكيف يَطْمَئِنُّ قائِدُ الْجُنْدِ لِنُصْحِ سُلْحُفاةْ
تَهيمُ بَيْنَ الْمَوْجِ والزَّبَدْ؟
* * *
-: رسَمْتَ صورَةَ النَّديمْ
وفِطْنَةَ الْحَكيمْ
بين يَدَيْ سَيِّدِنا السُّلْطانْ
وقاهِرِ الزَّمانِ والْمَكانْ
بهَيْئَةِ ابْنِ آوى
وكيفَ يستطيعُ ابْنُ آوى
أَنْ يَحْشُدَ الْعِتادَ والْجُيوشَ والْعَدَدْ
ويرسُمَ الْمَصيرَ في مَعْرَكَةٍ
تَصْغُرُ حتى تَنْتَهي هَزيلَةً
تَدورُ بَيْنَ الْجَحْشِ والْخِنْزيرِ
في مُسْتَنْقَعٍ رَكَدْ؟
* * *
-: كيفَ تَسيلُ حِكْمَةُ الْعالِمِ مِنْ فَمِ الْغُرابْ؟
وتَحْمِلُ الْقِطَّهْ
أَفْكارَ قائِدِ الشُّرْطَهْ
مُنْذُ مَتى السِّنْجابْ
يُعَلِّمُ الرُّبَّانْ
والنِّمْرُ كيف صارَ قاضِيا
والْكَلْبُ كيفَ صارَ والِيا
والْحَيَّةُ فَوْقَ مِنْبَرٍ أُعِدَّ لِلْعَدْلِ وَلِلْخِطابَهْ
* * *
1- مُعْتَقَلٌ أنتَ بِتُهْمَةِ التَّزْويرِ والْمُخاتَلَهْ
2- معْتَقَلٌ أنتَ بِتُهْمَةِ تَلْفيقِ الْحَكايا الباطِلَهْ
3- مُعْتَقَلٌ أَنتَ بِتُهْمَةِ التَّنْديدِ
بالسُّلْطانِ وَالأَعْيانِ والْفُرسانِ والْمُقاتِلَهْ
4- مَعي الْقُيودُ والأَصْفادْ
وصاحِبُ الأَمْرِ يُصَلِّي الصُّبْحَ
في بَغْدادْ
تَأَهُّباً لِلَّحَظاتِ الْفاصِلَهْ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج