| وعلى واحَةِ أَعْنابٍ وُرُمّانٍ وَتينْ |
| زَيَّنَتْ وادي الْحَريرْ
(1)
|
| لامَسَتْ راحَةُ فَلاَّحٍ دَماً |
| نَزَّ مِنَ الأَرضِ فَخَافْ |
| ظَنَّهُ طائِرَ شُؤْمِ |
| ظَنَّهُ إحْدى عَلاماتِ الْجَفافْ |
| شَمَّهُ مُرْتَعِداً |
| كانَ مَزيجاً مِن فَتيتِ الْمِسْكِ وَالكافورِ |
| غَلَّ الراحَةَ الأُخرى.. فَشافْ |
| جَدْولاً مِن عَنْدَمٍ ما زال فيهِ دفئُهُ |
| يَجْري جَنوباً |
| ناشِراً في مُهْجَةِ الأَرْضِ الطُّيوبا |
| راعَهُ الْمَشْهَدُ، وَلَّى |
| لَحظاتٍ ثم أَقْبَلْ |
| وعلى التُّرْبةِ صَلَّى |
| قَرَأَ "الإِخلاصَ" و "الْفَجْرَ" وآياتِ "الْبَلَدْ" |
| وهوَ ما بينَ حُضورٍ وغيابٍ وانْخِطافْ |
| -: ما الَّذي أُبصِرهُ؟ |
| حُلْمٌ أَمْ يَقظَةٌ؟ |
| وأنا في العالَمِ الْعُلْويِّ أَمْ في الْعالَمِ السُّفْلِيِّ |
| أم في واحَتي وقْتَ الْقِطافْ؟ |
| ثم طافْ |
| حَوْلَ ما سَمَّر عَيْنيْهِ ذُهولاً. ثم نادى |
| -: دَمُ مَنْ هذا؟ وأيْنَ الْمُنْتَهى؟ |
| سَمِعَ الوادي يُنادي |
| -: يوسُفُ الْعَظْمَةُ أَلْقى دَمَهُ |
| قَبْلَ الزَّفافْ |
| لِيُرَوِّي الأَرضَ حتى الْمَسجِدِ الأَقْصى |
| وفي حَيْفا نِهاياتُ الْمَطافْ |
| أَوْصِلِ الصَّوْتَ |
| وبَلِّغْ مَنْ تَرى هذا الْهُتافْ |
| * * * |