شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السَّادِسُ مِن أيَّــــار
السادس من أيار عيد وطني في بلاد الشام واسمه: عيد الشهداء، احتفاء بذكرى أكثر من ثلاثين عالماً ومفكراً وزعيماً سياسياً، قام السفاح جمال باشا، بإعدامهم شنقاً بين دمشق وبيروت عام 1916. وكانت آخر دفعة منهم علقها السفاح على أعواد المشانق، قد وقفت هذا الموقف الوطني صبيحة يوم السادس من أيار عام 1916 في كل من ساحة المرجة بدمشق، وساحة المدفع في بيروت. وأطلق على كلتا الساحتين اسم: ساحة الشهداء.
وفعل السفاح ذلك رداً على هزيمته كقائد للجيش الرابع في غزوه مصر واندحار قواته على ضفة السويس. وليزرع الرعب في قلوب عرب الشام – 1978.
قالَ: فُكُّوا الْقُيودَ عَـنْ مِعْصَمَيَّـا .
لأكُنْ صُبْحَ هـذا الزَّمانِ النَّدِيَّـا
عِفْتُ إِطْراقَةَ الْجُفونِ، وَوَجْهـي
كادَ يَنْسى مَسارَهُ الفِضِّيَّا
لم أَعُدْ أُبْصِرُ الْمَواقِعَ إِلاَّ،
مَلْمَساً جافِياً ونُطْقاً عَيِيّاً
لَكَأَنَّ الزَّمانَ شُلَّتْ خُطاهُ
فامْتطى الليلَ مَرْكَباً أَبَدِيّاً
صامِتٌ مَقْلَعُ الشُّروقِ وَإِني
سَوف أَنْسى بِصَمْتِهِ شَفَتَيَّا
والظَّلامُ الَّذي تَغَلْغَلَ فيكُمْ
كِدْتُ أَنْسى بلُجِّهِ مُقْلَتَيَّا
يَسألُ الْمُدلِجُ الْمُدْلِجـينَ وطـاغٍ
كَمَّ ثَغْرَ السُّـؤالِ أَمْـراً ونَهْيـاً
وَالْملايينُ في ذُهـولِ السُّكـارى.
عانَقوا الْخَـوْفَ مَوْئِـلاً وَدَعِيّـاً
بينَ جوعٍ وغُرْبَةٍ واسْتِلابٍ
وانْكِسـارٍ يُنْسـي الْوَفِيَّ الوَفِيَّـا .
فَالْمَساراتُ ليس فيهـا انْعِطـافٌ
يُتَّقَى مَوْقِعاً ويُرْجَى نَجِيَّا
والنِّهاياتُ ليسَ فيها وَراءٌ
يَحْضِنُ الْحُلْـمَ مُرْضِعـاً وَوَلِيَّـا
والتِّضاريسُ سُطِّحَـتْ فَتَمـادَى
في الْفَراغِ الْفَـراغُ، بُعْـداً عَمِيَّا
وتُرى الْحُـرَّةُ الْكَريمَـةُ شالَـتْ
حِمْلَها خِشْيَةً وَظَلَّ الشَّقِيّا
* * *
آنـذاكَ اصْطَفَى الْفِـداءُ رَعيـلاً
مِثْلَما يَصْطَفي الإِلهُ النَّبِيَّا
وكما يَبْـدَأُ الْهُطـولُ دِراكـاً،
صَعَدوا الْمُرْتَقى سَخِيّـاً سَخِيَّـا
كَسَّروا جامِدَ الْحَـوادثِ مَنْحـاً
وسَقونا رَحيقَهُ الْمَنْسِيَّا
لم يَكونوا ضَحِيَّةَ الظُّلْـمِ لكِـنْ،.
أَسْلَسوا مِقْـوَدَ الزَّمـانِ الْعَصِيّـَا
عانَقـوا رَهْبَـةَ الْحِمامِ غَسـولاً
لِلْخَطايا ومَطْهَراً كَوْثَرِيَّا
عَصْرَ لم تَعْـرِف الْخَطيئَـةُ مِنَّـا
سَيِّداً خانَ أَوْ حَصاناً بَغِيّاً
خَنَقوا الْيـأْسَ بالدِّمـاءِ صدامـاً
ومَحُوا الصَّمْتَ صِدْقَـهُ وَالْفَرِيَّـا
مِنْ خَلاصِ الْعُصورِ جاؤوا إلَيْنا
نُخْبَةَ الطُّهْرِ، مُبْدِعاً وَكَمِيّاً
وجُسوراً تَقُلُّ أَوْجاعَ جيلٍ
صارَ رِكْزاً لِلْمَكْرُماتِ وَلُقْيا
غَيْرُ ماءِ الشَّهيدِ مَنْ حَوَّلَ
الليلَ صُبحاً والْوُجودَ خَلْقاً سَوِيّاً؟
* * *
يا جُسوماً أَرادَها الأُفْـقُ ضَـوْءاً
والثَّرَى مِهْرَجانَهُ الْعُذْرِيّا
ونُقاطـاً في مُعْجَـمِ الثَّـأْرِ فَكَّتْ
عَـنْ دُجـاهُ الْمُعَتِّمَ الأَعْجَمِيَّـا
أَصحيحٌ كنتم ثَلاثينَ فَرْداً؟
أَمْ ثَلاثينَ كَوْكَباً دُرِّيَّا؟
أَمْ ثَلاثـينَ مُبْدِعـاً مِنْ قُرَيْـشٍ
رَسَموا الكونَ مَوْسِمـاً شِعْرِيّـا؟
أَمْ زَغاريدَ أُمَّةٍ مَزَّقَتْها
لَحْظَةُ الْهَوْلِ دانِياً وَقَصِيَّا
فَارتدَتْ مِئْزَرَ الْعَـروسِ وماسَـتْ
تَتَخطَّى حِدادَها التُّرْكِيَّـا
فكأنَّ الشَّآمَ تُزْهِرُ مَجْداً
مثلما كانَ فَوْحُهُ يَعْرُبِيّا
أَوْ قَصيداً بـِ"الْمَرْجَتَيْنِ" تَهـادى
نَغَماً مُلْهِماً وَحَرْفاً شَجِيَّا
مُخْصِبَ الْوَقْـعِ والْقَوافي وُفـودٌ
غادَرَتْ عَبْقَـرَ الْجَزيـرَةِ وَحْيـا .
* * *
أَيُّها الْواهِبونَ، أَيُّ انْتِماءٍ
قد كَتَبْتُمْ تاريخَهُ السِّرِّيَّا
وأَعَرْتُـمْ قَوافِـلَ الضّـادِ فَتْحـاً
أَلْبَسَ الكَوْنَ ثَوْبَهُ الوَرْدِيَّا
ما عليكُـمْ إذا الْحُروفُ اسْتَكانَتْ
لِسُيـوفِ الطُّغـاةِ قَسْـراً وَغَيَّـا
ما عليكـم فالواهِبـونَ عُصـورٌ
أَبَدَ الدهرِ مَوْلِداً وَمُضِيَّا
قَدَرٌ أَنْ تَمُدَّ بالْمَنْحِ كَفّاً
ثم تَلْقـى الجُحـودَ أَجْـراً وَفِيَّـا
أُمَّةُ الْمَنْـحِ أَنْجَبَتكـمْ فَطُوبـى
لِشَهيدٍ يَرْقى الْمَكانَ الْعَلِيَّا
أُمَّةٌ تَحْمِـلُ الْحضـاراتِ مَنْحـاً
دونَ أَجْرٍ ومُجْتَنىً أَرْيَحِيَّا
حاصَرَتْها الْفُلولُ مِـن كُلِّ لَـوْنٍ .
واتِّجاهٍ يُسْقي الدَّنِيُّ الأَبِيَّا
وتَبارَوْا إلى الْخَنا في سِباقٍ
أيُّهُمْ يَحْرِقُ السِّجِلَّ النَّقِيَّا
حاصَروا ثَوْرَةَ الشَّآمِ اتِّقاءً
وانْتَقوا القـدسَ لِلْغُـزاةِ سَمِيَّـا
وسَقَوْا خَمْرةَ الضَّـلالِ صِغـاراً
مِـنْ بـني يَعْـرُبٍ فَخَرُّوا جِثِيَّـا
لُعْبـةُ الْغّدْرِ هـل تَصيرُ قَضـاءً
فوقَ تاريخِ أُمَّةٍ مَقْضِيَّا؟
* * *
سائلوهم، هـل كانَ طَقْساً حَفِيَّا
أَمْ خَيالاً راوَدْتُموهُ وَرُؤْيا؟
أمْ سِتاراً مزقتموهُ عَـنِ الْكَـوْنِ .
لِتَحْلو على ذِراعَيْهِ دُنْيا
أَمْ رَحيقـاً مـنَ الْفَراغِ تنَـزَّى
عابِرَ الْوَقْـعِ في دِنـانِ الْحُمَيَّـا
أمْ دماءُ الشَّهيدِ تُمْسـي سُـؤالاً .
حائِراً تارَةً، وأُخْرى غَبِيَّا
فإذ مَرَّ طَيْفُ أَيُّ شَهيدٍ
مِنْ ثَلاثينَ واهِباً عرَبِيَّا
باعِدوا بينَ وَجْهِ الشَّهيدِ والْحُلُـمِ
وارْحَموا طَيْفَهُ الْعُلْوِيَّا
قـد يـرى الْغَزْوَ حَوْلَنـا موْسِمِيَّا
ويَرى الْقتْلَ بَيْنَنا باطِنِيَّا
بأْسُهُمْ بينَهُمْ شَديدٌ شَديدٌ
وظُهورُ الْفُرْسـانِ تَقْطُـرُ عُرْيـا
باعِدوا بَيْنَهُ وبَيْنَ كبارٍ
صَنَعـوا الرُّعْبَ شاهِـداً وَرئِيَّـا
لا صِيالاً، ولا فَيالِقَ فَتْح
تزْحَمُ الأُفْقَ بُكْرَةً وعَشِيَّاً
لا هَوىً حانَ لا مَواسِمُ طيبٍ
تَفْرُشُ الأَرْضَ مِئْزَراً قُرَشِيَّا
وكأنَّ الترابَ بَدَّلَهُ الدهرُ
فانْحَلَّ.. ليس يُنْبِتُ شَيَّا
وكأَنَّ الْحِسانَ مِنْ عَبْدِ شَمسٍ
أَلِفَتْ عُقْمَها فَأَمْسى النَّجِيَّا
* * *
1978
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء السابع - الكشاف الصحفي لحفلات التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج