لَجَلالِ وَجْهـكِ أشـرقَ التَّنْزيلُ. |
والكَوْنُ حولَكِ ظلمـةٌ وطُلـولُ . |
فإذا ابتـدأتِ فَلِلوجـودِ بدايَـةٌ |
وإذا نطقتِ اسْتيقظَ التَّرْتيلُ |
وبناظريْكِ الخلدُ يغسـلُ وجهَـهُ. |
والأَنْبِياءُ على رُؤاكِ حُلولُ |
والواهِبونَ مَواكِبٌ دَفَّاقَةٌ |
كالْفَتحِ يَقتحـمُ الرعيـلَ رعيـلُ |
أَإِذا رقدت هُنيهةً في مُدْلِجٍ |
قَنُطَ السُّراةُ، وأورقَ التَّأْويلُ؟ |
حَسِبوا الْجـراحَ براحتيكِ نِهايَـةً |
للْمَجْدِ. ساعَةَ جَمْجَـمَ التَّخْييـلُ |
واسْتَنْجَدوا بالْخالِعينَ جُلودَهُمْ |
واسْتَهْدَفاك: مُضَلِّلٌ ودَخيلُ |
وَرُميتِ بالسَّبْعِ الْعِجافِ |
فأَزْهَرَتْ سَبْعٌ بعمرِكِ والْحيَاةُ فُصولُ |
والسرُّ سرُّكِ حيثُ حزنُكِ ثورَةٌ |
والشاهِدان: مُبَشِّرٌ، وقَتيلُ |
فإِذا تَنَخَّلْتِ الزَّمـانَ تَجـاوزي |
عَصْراً. حِـوارُ طُغاتِـهِ التَّقْتيـلُ |
مِنْ فِتنةٍ حمَـلَ الـردى وَقَّادُهـا |
وضَلالَةٍ يَرْتادُها الْمَهْزولُ |
عَلَّمْتِنا حَمْلَ الأَسى مُتَكَبِّرينَ |
على الأَسى ونِضالُنا مَوْصولُ |
مِلْءُ الْحَياةِ نَعُبُّ مِنْ غَمَراتِها |
فَرَحاً. ويَنْشُرُنا الْهَوى فَنَصولُ |
فَالْمَنْحُ نَحْنُ قَديمُهُ والْمَجدُ |
نَحْنُ حُماتُهُ اَلْخَلْقُ، وَالتَّأْصيلُ |
* * * |
ماذا أَصابَـكِ بَعْـدَ أَلْـفِ ثَنِيَّـةٍ |
أَخْصَبْتِهـا. والْعُقْمُ فيهـا غـولُ . |
فَصَمدتِ للطُّغيانِ كيـف تدفَّقَتْ |
أَرْتالهُ، أَو هَيَّجَتْهُ طبُولُ |
حتى إذا الْمُتوَحِّشـونَ تَساقَطـوا. |
مِنْ حولِ عرشِكِ خانَكِ التَّأْميـلُ . |
ولَبستِ أَبْرادَ السَّوادِ وأنتِ |
في شَتَّى بُرودِكِ لِلْجَمالِ هُطولُ |
رَجَمَتْكِ ناكِرَةُ الْجَنى ومُحَلَّفٌ |
زورٌ وأَشْهادُ الضَّلالِ عُدولُ |
فَمتى يُزاحُ السِّتْرُ عَنْ رَأَدِ الضُّحى |
ويَعودُ كَوْنُ فُتوحِـكِ الْمأْهـولُ |
وتَنامُ حاديَـةُ الضَّـنى مَكْفوفَـةً |
مِن حيثُ يُرفعُ جفنُكِ الْمَسْبـولُ؟ . |
* * * |
لاذت بأَقْدامِ الْعُصـور صَحـائِفٌ |
خُضْرٌ. وأَورق في الذُّهـولِ ذُهولُ |
وسَرى على الأكبادِ مِنْ وَضَرِ الأَسى. |
صَدَأُ الْمُكوثِ. ورانَ ثَـمَّ ذُبـولُ. |
والرَّكْبُ مِنْ سَكَـرِ الْمتَاهَةِ مُتْرعٌ |
كاساتِهِ. يَهْـدي الْقَبيـلَ قَبيـلُ |
أَسْيافُ تَغْلِبَ في صُدورِ هَـوازِنٍ . |
وقُريشُ كُـلُّ سِفارِهـا تَأْجيـلُ |
وخلودُ حُسْنِكِ مَوْسِـمٌ مُتَجَـدِّدٌ |
والعاشِقونَ طَوائِفٌ وفُلولُ |
أَتنامُ عينُـكِ والوجـودُ طُلـولُ؟ . |
والكونُ أجمعُ قاتِلٌ وقَتيلُ؟ |
عودي ليَغْتَسِـلَ الزَّمـانُ بِنُبْلِنـا |
بـدءاً. ويومِئَ ضاحِكـاً جِبْريـلُ |
مـاذا أصابَـكِ بعْدَ ألـفِ ثَنِيَّـةٍ |
ضَوَّأْتِها. وتُراثُكِ الْقِنديلُ؟ |
أَتَرَكْتِنا للْحُزْنِ ساعَـةَ لَمْلَمَـت |
أَشْتاتَها أُمَـمٌ. وَحـانَ رَحيـلُ؟ |
أَيطولُ مَكْثُ الضائعينَ وحُلمُهـمْ. |
بدماءِ ألْفِ مُبَشِّرٍ مَغْسولُ؟ |
ما بيْنَ شَرْقِ السّالفـينَ وغَرْبِهِـمْ |
جُرْحٌ. يُسَلِّمُهُ لِجيلٍ جيلُ |
والْمُتْعبونَ لهم بكُلِّ خَليفَةٍ |
وَطَرُ الْغَريقِ يَميلُ كيفَ يَميلُ |
سَئِموا منادَمَة الْفُصولِ فهلْ |
لَهُمْ؟ في عَوْدِ سَيِّدَةِ الْوُجودِ بَديلُ؟ |
* * * |
يا أُمَّ يَعْرُبَ تحتَ كل هُنَيْهَةٍ |
يَنْمو شَهيدٌ سَيْفُهُ مَسْلولُ |
وبكُلِّ فَجٍّ يَصْطَفيكِ مُتَيَّمٌ |
عِشْقاً ويولدُ عُرْوَةٌ وَجَميلُ |
ما مَرَّ عَصْـرٌ دونَ قابِسِ جَـذْوَةٍ . |
يَغْتالُهُ التَّغْريبُ والتَّجْهيلُ |
فإذا تَعَثَّرتِ الْخُطا أو أَظْلَمَتْ |
خَطَأً بركْبِ الْمُدْلِجينَ سَبيلُ |
لاَ الْيَأْسُ يَغْتالُ الرُّؤى، لا ريبَةٌ |
توهي الْهَوى لم يُعْجَمِ التَّوْصيلُ |
ما بينَ مَكَّةَ والْجِهاتِ مَساحَةٌ |
للْحُلْم. يُخْصِبُها الْغَدُ الْمَأْمولُ |
* * * |