ما كانَ.. لَوْ تَرْجمـتِ لي حُلُمـي |
ونَزَعْتِ مُـرَّ الطَّعْمِ عـن قَلَمـي |
ومَنَحْتِني في رِحْلَتي قَبَساً |
مِنْ صُبْحِ وَجْـهٍ أَوْ هُطـولِ فَـمِ |
فأنـا بلَيْـلٍ مـا قَطَعْتُ سِـوى |
خمسينَ عاماً منهُ في الْعَدَمِ |
بَيْني وبيْنَ الصُّبْحِ حادِيَةٌ |
عَمْياءُ تَقْرَأُ سورَةَ النَّدَمِ |
أيُخيفُ حُسْنَـكِ حُـبُّ مُغْتَربٍ |
خانَتْهُ كُلُّ مَواطِئَ الْقَدَمِ |
فَمَوانِئُ التاريخِ تُنْكِرُهُ |
والْحاضِـرُ الْمَسْفـوحُ في الْوَرَمِ |
والْمُقْبِلُ الْمَجْهولُ أَرَّقَهُ |
مِنْ بينِ مُتَّهِمٍ ومُتَّهَمِ |
وَهَواهُ عُذْرِيٌّ ومُهْجَتُهُ |
عَضَّتْ علـى الأَفْـراحِ بِالأَلَـمِ |
وارَتْهُ بَعْدَ التيهِ وجهته |
ما خَلَّـفَ الإِعْصـارُ في القِمَـمِ |
حتى نَجِيُّ الْحُـبِّ يَمْنَحُـهُ |
مِنْ أَلْفِ: لا. |
الْبَعْضَ مِنْ نَعَمِ |
* * * |
ما عُدْتُ تَوَّاقاً لِخاصِرَةٍ |
تُطْوى وثَغْرٍ مُتْرَفِ النَّغَمِ |
لكنَّ هذا العَصْرَ خائنَةٌ |
تَزْني.. وتَتْلو طاهِرَ الْقَسَمِ |
ما أَنْجَبَتْ شَيْئاً حَرائِرُهُ |
إلاَّ كُؤوساً أُتْرِعَتْ بِدَمِ |
أرأيـتِ كَيْفَ اسْتَخْلفـوهُ علـى |
ذَبْحِ الرُّؤى وإِقالَةِ الْقِيَمِ |
وبَنو الْعُمومَةِ في مَضارِبِهِمْ |
غَنُّوا الْهَوى بِرَطانَةِ الْعَجَمِ |
فُكِّـي وِشـاحَ الصَّمْتِ فاطِمَـةٌ |
واسْتَقْبِلي بَوْحي وَمُكْتَتَمي |
فأنا بدونِكِ بَعْضُ أُمْنِيَةٍ |
لاذَتْ بِحضْنِ الصَّمْتِ |
كَالصَّنَمِ |
قد يُتْقِنُ الحَدَقانِ.. |
خَضْبَ دُجىً |
بِعناقِ مَحْزونٍ ومُبْتسِمِ |
ما زال بي تَوْقٌ لِمَرْحَلَةٍ |
تُرْجى وحُلْمٌ مُرْجَأٌ بِدَمي |
وَفَصاحَةٌ تَغْلي مَراجِلُها |
نَسِيَتْ قُرَيْـشٌ بَعْضَهـا بِفَمـي |