| المبدعون – وكيف لي أن أُبدعا..؟ |
| قطفوا الروائع لم أجد لي مَطْلعـا |
| ضفـروا لسُدَّتِك النجومَ فزاحموا |
| فيها، فما تركوا هنالك مَوْضعـا |
| ذهبوا بمدحك حيثما ذهب الهوى |
| فحسبتُهـم أهدوا إليك روائعـا |
| ولقـد ظننتُ بأنهم بلغوا الـذُّرا |
| فإذا بمجـدِك لا يـزال مُمَنّعـا |
| وإذا هُمُ في السفح منك جميعُهـم |
| وأنا المهيضُ أتى لَمدْحِكَ ظَالِعـا |
| أنت الثريـا، بل مَجرَّات المـدى |
| قـد فُقتَهـن جميعَهـن مطالِعـا |
| جاؤوك في الزمنِ البطئ فأسرعوا |
| وبرغم عصريَ ما أتيتُك مُسرِعـا |
| الحب يَشفع إن حبـوت مقصِّراً |
| ورجوتُ في الدارين لي أن يشفعا |
| عِيِّي –وإن عَظُمتْ به البلوى– وعى من فيض حبك –مُلْهَماً– ما قد وعى |
| ولقـد مدحتُك صادقاً لا سابقـاً |
| والعاشقون لكل قلب ما ادّعـى |
| ولقد زعمتُ بأنني لـك عاشـقٌ |
| والعشق يستهدي القلوبَ مسامعا |
| فـإذا تدفـق خاطري فبفضلِـه |
| وإذا تحجّر، لـن أكـفّ تطلّعـا |
| والقلب شفّاف إذا صدق الهـوى |
| يجتاز بالنـور المشـعِّ الأضلعـا |
| يا خَيـرَ خلـقِ اللهِ مالي حيلـةٌ |
| إن لم أَصُغْ معنًى فريـداً بارعـا |
| أعطيتُ من جَدْبي، وخِصْبُكَ شاسعٌ |
| أنّى يجارِي الجدبُ خصباً شاسعـا |
| * * * |
| ماذا يقول المادحوك؟ وإن يكـن |
| بلغُوا الذرا، فلأنت أسمى مَهْيَعَـا؟ |
| أثنى العظيمُ عليـك فـي آياتـه |
| بعظيم خُلْقِك.. ما أجلَّ وأروعـا |
| النّاس إنْ مُدِحوا استطاروا فرحةً |
| والمادحُ المصنوع ليس الصانعـا! |
| ومديحُ ربِّك، هو أنفسُ مِدْحَـةٍ |
| قد زاد فيك تعبّـدا وتـواضعـا |
| الشكـر فيـك منـارة قدسيـة |
| تهدِي من اتبعَ السراجَ الساطعـا |
| * * * |
| هل نالت الرُّسُلُ الهـداةُ جميعـاً |
| قمماً لغيرك قد أبتْ أن تخضعـا؟ |
| من كلِّ صاحبِ آيـةٍ لك آيـةٌ |
| حبَّات تَاجِـكَ يأتَلِقْـنَ لوامِعـا |
| والكوكبُ الدُّريُّ سِـرُّ سَنَائـه |
| من كوكبين على جبينِك شعشعا |
| نهران من نُـور، فَنَهْـرُ رسالـةٍ |
| كَمُلَتْ، فَلَمْ تتركْ لشكٍّ مَنْزَعـا |
| أشرعتَها للظامئين، على الدنـى |
| فسقيتهـم رِيّــاً زلالاً مُشْبِعـا |
| والحوضُ، في الأخرى، شريعةُ شافعٍ |
| في الهَوْل للعطشـى، حنانا مُتْرعا |
| * * * |
| جزتَ الطباقَ السبعَ بل ما فَوقَّها |
| من حيثُ قد وقفَ الأمينُ مُرَوَّعا |
| ولقد صعدتَ من المكارِم سبعـةً |
| من قبلِها، واجتزتَ حتى السابِعـا |
| * * * |
| بنَت الملائكُ في ذُراهـا كعبـةً |
| ظلُّوا لديهـا الطائفـين الرُّكّعـا |
| وبَنـى أبوك كَمِثْلهـا معمـورةً |
| فـي ظلِّها، صلةً ورمـزاً رائعـا |
| والرمـز توحيـدُ الإلـهِ بِقِبْلـةِ |
| جـاء الخليلُ يعدُّها لـك رافعـا |
| الكعبتـان: وشيجــةٌ أَبَديَّـةٌ |
| تُدني من الأرضِ السماءَ مَرابعـا |
| وحججتَ للقدسِ الشريفِ تَؤُمُّهُ |
| بل أنتَ كنتَ به الإمامَ الجامَعـا |
| هذِي القداساتُ الثلاثُ جَمَعْتَهـا |
| وامتزتَ حين أضفتَ قُدساً رابعا |
| المسجدَ النبـويَّ، مُـذ باركتـه |
| حرماً، لـه الإيمـان يَأرزُ طائعـا |
| حَرَمان في مهـدٍ ولحـدٍ جُمِّعَـا |
| ولغيرِ أرضِك قطُ لـم يَتَجَمّعـا |
| كان الختـام بدايـةً مرسومـةً |
| جبريـلُ أدَّاهـا وعـادَ مودِّعـا |
| ما بعده تُهْدِي السمـاءُ رسالـةً |
| ما كان أسعدَه بها فيمـا سعـى |
| بكتابِ رَبِّك قد تتابـع سعيُـه |
| حتى غدا الفرقان عنـدك أَجْمعا |
| * * * |
| لـك في كياني ذرةٌ أدنـو بهـا |
| إنْ لم أَفِدْ طبعاً رجـوتُ تطبّعـا |
| أبتي: إذا ابتلَّت بها شَفَتِي ارْتَوَتْ |
| وشعرتُ أنِّي لـن أكون مُضَيَّعـا |
| رُدَّ السلامَ فـإنْ وهبتَ زيـادةً |
| فلأنتَ أَهْلٌ أنْ تَزِيـدَ وتُشْفِعـا |