نحِّ المدامَ، ونحِّ الكـاس والطاسـا |
واستمطر اللهَ غيثـاً يُحْـي أنفاسـاً |
أين الطّهورُ الذي تُحييـك رَشْفَتـُه |
من العُقار تَغُول القلـب والراسـا |
وما عشِقـتُ حميّاهـا.. ونَشوتَهـا |
ولا لثمـتُ لها ثغـراً ولا كاسـا |
وذاتِ دَلٍّ كأن الشمـس طلعتهـا |
مادتْ بقدٍّ كغُْصـن البـانِ ميّاسـا |
ترنو بطرْف مهـاة البيـد ساحـرةً |
وَسْنَى، ومـا رمداً تشكو ولا باسـا |
فحاسبتْني ذات الـدَّلِّ إذ خطـرت |
وأسمعتْ من صليلِ الحلْي وَسْواسـا |
ليلايَ في مصرَ حاشا أن أخونَ لهـا |
عهدَ الوفاءِ إذا ما صاحـبٌ خاسـا |
سليلةُ البيتِ والطُّهـر التي كرُمـت |
وأبرمتْ من حبال العهـد أمراسـا |
صحبتُها العمرَ في حبٍّ وفي ثقـة.. |
رعـتْ بَنِيَّ وآمـالي فمـا آسَـى |
صاروا رجالاً، يصـونُ الله قدرهـمُ |
وأسلفتْ من جميل الرفق ما واسَـى |
مالي وللشِّعر! قالـوا: إنـه نكِـدٌ |
يقوَى مع الشرِّ كالشيطان خنّاسـا؟ |
قالوا: وأعذبُ هذا الشعـرِ أكذبُـه |
فـنُّ الغِوايـة فيـه يفتـنُ الناسـا |
وما تقولُ سِـوى صـدقٍ تصعِّـده |
مـرآةُ قلبـكَ أنغامـاً وأنفاسـا! |
مالي وللشعـرِ! تَسْبيـني عرائسـه |
وما أقمـتْ لهـا حفْلاً وأعراسـا؟ |
خلّ القريضَ لأهل الشعـر يُنْشِـدُه |
ذوُو اللبانـةِ أشـكـالاً وأجناسـا |
فما مدحَت رئيساً هانَ ما ملكـتْ |
كفّـَاه إنْ فاضتــا دُرّاً وألماسـا |
الفـنُّ للفـنِّ لا للجيْـب يملـؤُه.. |
فيضُ الدنانـير أكياسـاً وأكداسـا |
والعلمُ للعلم يحيـا فـي ذُرا أنـفٍ |
وإن شكا حاملوه الدهـرَ إفلاسـا |
فلستُ من معشرٍ باعـوا مواهبَهـمْ |
أبيتُ أضـرب أخماسـاً وأسْداسـا |
العزُّ في جَنَبات النفسِ، ما شهـدتْ |
نفسِي سـواهُ، وما أبقـاه مقياسـا |
قالوا "الرياض" ريـاضٌ في نضارتهـا |
يلقَى بها الوردَ والنّسريـن والآسـا |
مـا روضةٌ غيرُ هذا الروض يعرفـهُ |
أهلُ المـروءات أشكـالاً وأجناسـا |
ما روضةٌ غيرُ هذي الـدار يَعْمرُهـا |
من يَقْدر العلمَ عرفانـاً وإحساسـا |
عبدُ العزيز الرفاعي شيـخُ ندْوَتَهـم |
أكْرِمْ به كيِّسـاً قـد بـزّ أكياسـا |
تسعى إليه وفودُ الفضل ما برحـتْ |
في دارة الفضـل زُوّاراً وجُلاّسا |
دنوتُ منهم فمدُّوا كـفَّ حبِّهـمُ.. |
توزِّعُ الحبَّ بين الصحْب قسطاسـا |
وفي "الرياض" ترى داراً يحـجّ لهـا |
ركـبُ الفضائل رُعيانـاً وسُوّاسـا |
يلقُونْ فيهـا نجيبـاً ضـمَّ شملَهـمُ |
وألمعيَّـا وفَـى بــرًّا وإيناسَـا.. |
عبدَ العزيز، وهذا الـروضُ يجمعنـا |
فـي دارةِ مُلِئَتْ شُهْبـاً وأشماسـا |
أعدْتَ مجدَ كِرام العرْبِ قد سلفـوا |
أفنتْ مآثرهـمْ حـبراً وقرطاسـا |
خُذهـا من القلب أبياتاً سينشدهـا |
أهـلُ الإبـاءِ نواميسـاً وأقباسـا |
ومـا درَوْا أنها من وَحْي فَضْلِكُـمُ |
عشتم لركْبِ الحِجا والعلم حرّاسـا |