لو أردنا أن نتفيأ ظلال الرفاعي الوارفة، ونحاول خلال وقوفنا بها، أن نقطف زهرة، أو نظفر بثمرة نغذي بها عقولنا، أو نسمح لعيوننا أن تتمتع بالجمال والحسن والبهاء في كل منها، لطال بنا المقام، بل ربما دفعنا إلى أن نجعل من مرورنا السريع إقامة دائمة بإحدى تلك الظلال لكنني لم أصطحب في هذه الرحلة أحداً من أولى الخبرة والمعرفة، الذين يحتاج إليهم في مثل هذه الرحلات للاهتداء بهم في الليالي غير المقمرة.
وما دام الأمر كذلك فقد قررت أن تظل حقائبي محزومة طوال الرحلة، وأن تكون وقفاتنا بكل محطة قصيرة قدر المستطاع.