أ- التعريف بآثاره الأدبية النثرية |
1- أصدر – رحمه الله – في مطلع شبابه بالاشتراك مع أعزّ أصدقائه، وأحبهم إلى قلبه أحمد محمد جمال – رحمه الله – كتاب "إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام" تحقيقاً، والكتاب من تأليف عبد الكريم بن محب الدين القطبي. كان ذلك عام 1369هـ. |
2- بعد أن أنشأ دار الرفاعي للطباعة والنشر والتوزيع أصدر سلسلة المكتبة الصغيرة، وكان نصيب مشاركاته فيها الكتيبات التالية: |
(أ) "توثيق الارتباط بالتراث العربي" وهو عبارة عن محاضرة ألقاها في مؤتمر الأدباء العرب السابع الذي انعقد في بغداد عام 1389هـ وصدر الكتيب في صفر عام 1389هـ ثم أعيدت طباعته عدة طبعات حملت كثيراً من الإضافات والزيادات. |
(ب) "جبل طارق" وهو عبارة عن مقال طويل نشر بمجلة "قافلة الزيت" وكان صدوره في شهر شعبان عام 1389هـ. |
(جـ) "خمسة أيام في ماليزيا" وهو من أدب الرحلات وقد صدر عام 1390هـ. |
( د ) "كعب بن مالك" وقد عُني – رحمه الله - في هذا الكتيب بشعر الصحابي الجليل ونثره وقد صدر هذا الكتيب 1390هـ. |
(هـ) "أم عمارة" صدرت الطبعة الأولى منه عام 1392هـ وقررت الرئاسة العامة لتعليم البنات جعل هذا الكتيب كتاباً للمطالعة الإضافية للفتيات في الشهادة الابتدائية. بناء على إعجاب الشيخ ناصر الحمد الرئيس العام لتعليم البنات في تلك الفترة، ورغبته في تشجيع الطالبات الصغار على قراءة مثل هذه الكتب القيمة النافعة. |
( و ) "من عبد الحميد الكاتب" وهذا الكتيب يشتمل على رسالة عبد الحميد الكاتب التي وجهها إلى الكتاب، وشرحها، والاهداف النبيلة التي تضمنتها، وقد أشار المؤلف إلى أن الاهتمام بهذه الرسالة ونشرها يرجع الفضل في ذلك إلى الشيخ ناصر الحمد السالف ذكره، وقد ورد هذا القول في الصفحة الثالثة والثلاثين من كتيبه الموسوم بـ "رحلتي مع التأليف". |
( ز ) "الحج في الأدب العربي" وهو عبارة عن محاضرة ألقيت في المؤتمر الأول للأدبـاء السعوديـين |
الذي أقيم في مكة المكرمة وتبنته جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1394هـ. وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتيب عام 1395هـ. |
(حـ) "ضرار بن الأزور" وهو عبارة عن محاضرة ألقيت في نادي عنيزة الرياضي بالقصيم عام 1394هـ وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1397هـ. |
( ط ) "خولة بنت الأزور" وهو كتيب أثبت فيه المؤلف – رحمه الله – أن هذه البطلة التي دَوَّت شهرتها، ليس لها وجود حقيقي في كتب التاريخ المعتمدة. صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 1397هـ. |
( ي ) "أرطأة بن سهية" بيَّن الكاتب في هذا الكتيب صحة نسب أرطأة بن سهية إلى أبيه ضرار بن الأزور، وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1399هـ. |
3- بعد أن قرر ترك المكتبة الصغيرة لغيره من الكتاب قام بإصدار كتيبه المرسوم بـ "الرسول كأنك تراه حديث أم معبد" ويتضمن وصف أم معبد للرسول صلى الله عليه وسلم مع تحقيق موضع خيمة أم معبد وشرح غريب مفردات الحديث وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1403هـ. وله في هذه السلسلة "الرسول كأنك تراه" كتيب آخر يحمل عنوان "الرسول كأنك تراه: حديث ابن أبي هالة" لكنه لم يصدر حتى الآن وهو عبارة عن مقالات نشرت تباعاً بمجلة "التضامن الإسلامي" التي كانت تسمى مجلة "الحج" ثم عاد لها الاسم بعد تولي معالي الدكتور محمود سفر وزارة الحج. |
4- وصدركتيب صغير خارج السلسلتين السابقتين عنوانه "يوميات مئذنة مكية" وهو قصيدة شعرية تتحدث عن أحداث الحرم المكي التي وقعت في غرة المحرم 1400هـ، وقد استطاع أولو الأمر القضاء عليها بحكمة وحزم. ثم نشرت بعد ذلك ضمن محتويات ديوانه الوحيد. "ظلال ولا أغصان" بالصفحة 93 وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الديوان عام 1413هـ. |
5- وفي غير مجال دار الرفاعي أصدرت له تهامة كتيباً عنوانه "زيد الخير" لا "زيد الخيل" هادفاً من وراء ذلك إلى انصاف الشعراء الذين لم ينالوا حظاً كافياً من عناية الباحثين. |
6- أشار عبد العزيز الرفاعي – رحمه الله – في كتيبه "رحلتي مع التَّأليف" صفحة 43 إلى أن له عدة محاضرات أعدها أو ألقاها في عدة مناسبات نشرت نشراً عاماً منها محاضرة عنوانها "تلميحات شواهد ابن زيدون" ويقصد بها شواهده التي جاءت في رسالته الجدية التي بعث بها وهو في سجنه بقرطبة إلى أبي الحزم بن جهور سنة 433هـ يستعطفه، قد أعدها لإلقائها ضمن "الذكرى الألفية لميلاد ابن زيدون" ولكنها لم تلق لعدم انعقاد المؤتمر المقرر انعقاده في أكتوبر 1975م ولكن الجهة المنظمة قامت بطبع المحاضرة. |
وهناك محاضرة ثالثة ألقاها – رحمه الله – في قاعة "ليلتي" بجدة بدعوة من بنك الرياض عنوانها "ابن جبير في الحرمين الشريفيين". كان ذلك في شهر رجب عام 1410هـ وقد قام البنك بطباعة المحاضرة وتوزيعها إهداء. |
7- بعد اختياره عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1989م أعد رسالتين عن شاعرين مغمورين مخضرمين عاشا بين عصرين إسلاميين "العصر الأموي والعصر العباسي" وقد ألقى الرسالة الأولى من هاتين الرسالتين في دورة مؤتمر المجتمع في فبراير 1989م بالقاهرة تناولت فيها حياة الشاعر "عبد الله بن عمر بن أبي صبح المزني" وسلط على سيرته الأضواء بما ضمته دراسته من إشارات مفيدة وقيِّمة للنماذج التي اختارها من شعره. |
أما الرسالة الثانية فكانت عن الشاعر "خارجة بن فليح المللي" وقد سار فيها على النهج الذي سار عليه في الرسالة الأولى، وكان يهدف من قيامه بهذا العمل انصاف هذين الشاعرين اللذين لم يحظيا من الشهرة، وذيوع الصيت ما حظي به سواهم، وكان يأمل أن يكتب عن سواهم من أمثالهم، ولكن الله اختاره إليه، فرحمة الله عليه. وقد قامت دار الخانجي بطباعة الرسالتين بالقاهرة على حساب دار الرفاعي. |
8- في بداية عام 1416هـ، قام أبناء الشيخ عبد العزيز الرفاعي – رحمه الله – بجمع ما ضمته كناشة أبيهم في كتاب، سموه "كناشة الرفاعي" ويمثل مجموعة المقالات التي كان يوالي نشرها تباعاً في المجلة العربية، وقد أحسن أبناؤه صنعاً في ذلك، وهذا بعض برّهم به، وإنهم لعازمون على مواصلة آثاره الأخرى التي ما زالت قيد الأضابير والأدراج، ومن ذلك: في حراسة النبي، وللحديث شجون، واليوميات، وفكرة، وهو عنوانٌ لمقال إذاعي مختصر واصل إذاعته يومياً لدورة إذاعية كاملة، فضلاً عن المواضيع الأخرى التي تناولها بالبحث والدراسة، وفق الله القائمين على هذه المهمة إلى ما هو خير. |
هذه مجموعة الآثار الأدبية في مجال النثر، التي صدرت لعبد العزيز الرفاعي في حياته وبعد مماته، وقرَّاء عبد العزيز، وعشاق أدبه يدركون جيداً أن هذه الآثار لا تمثل إلا جزءاًً بسيطاً من تراثه الأدبي، وهنا ينتصب سؤالٌ يدعونا أن نبحث عن إجابة له صادقة، السؤال هو: |
لماذا لم يقم عبد العزيز الرفاعي بجمع ما في جعبة نشاطه الأدبي من المقالات الصحفية، والمؤتمرات، والمؤتمرات الأدبية والإذاعية، وينشرها في كتيباتٍ أو كتب إلا بعد أن بلغ من العمر سبع وأربعين، علماً أنه قد مارس الكتابة الأدبية منذ يفاعة سنه، وساهم في الكتابة الصحفية والإذاعية بعد أن جاوز الثانية والعشرين، وكانت كتاباته تلقى إعجاباً من القراء والمتابعين لها؟. |
فما هي أسباب عدم قيام عبد العزيز الرفاعي بنشر جميع ما كتب ؟ هل أحجم عبد العزيز عن النشر لسبب مادي؟ أي عدم توفر المال الكافي لطباعة هذه الحصيلة الكبيرة، من المقالات المفيدة ذوات المشارب المختلفة؟ قد يكون هذا سبباً مقنعاً في بداية حياتة الوظيفية، ولكنه غير مقنع فيما بعد تلك الفترة، وحتى خلال تلك الفترة فإننا نجد الشاعر طاهر زمخشري يقوم بطبع باكورة إنتاجه الشعري. وهو في أمس الحاجة إلى المال، إذن فحجة المال حجة واهية، لا تجد أرضية صلبة تستطيع الوقوف عليها. |
إذن قد يكون السبب شعور عبد العزيز الرفاعي الخاص بأن ما يكتبه لا يعدو عن كونه خواطر عابرة لا تمثل مواضيع لها مكانتها في الساحة الأدبية، لأنها كتابات في غالبها صحفية أو إذاعية، ومثل هذه الكتابات لا يحتفظ بها أحد، ولا يقيم لها وزناً، وكان مأواها الأخير أحضان صناديق القمامة، أو ألسنة النيران. |
وهذا السبب قد يكون واقعياً من الناحية العلمية، فمعظم الكتّاب في شبابهم لا يهتمون بجمع الأوراق التي يدونون بها تلك المقالات أو القصائد التي يقومون بنشرها، ويحتل هذا السبب مساحات كبيرة من حياة الأدباء الشباب الذين لا يملكون مكتبات ولا ملفات منتظمة تصون عطاءاتهم الأدبية من التمزق والضياع، وكثير منهم يشكون ذلك ولا سيما إذا كانت حياته العملية متنقلة من بلد الى آخر وفي فترات متقاربة مما يجعل الاحتفاظ بتلك الثروة القيمة نهب الضياع. وقد أظهر عبد العزيز الرفاعي مثل هذه الشكوى في عدة مناسبات، ولكن الأيام أظهرت بعد وفاته حرصه الشديد على بنات أفكاره التي كان يحدب عليها، ويصونها فهي جزء منه، لها من الحب ما لبقية أبنائه، وبلغ به حرصه أن يبعدها عن الاختلاط بالآخرين خشية تلفها، فقد وجد الكثير منها راقدة مطمئنة داخل صندوق حديدي أو خشبي ترعاها عناية اللّه، وهذا السبب وإن كان مقبولاً مبدئياً، فلن يكون كافياً لتبرير عدم قيامه بطباعة آثاره. |
في قرارة نفسي اعتقاد بأن من الأسباب التي دعته إلى الإحجام عن نشر ما كتبه في شبابه هو أنه كان يرى أن كتاباته الأُول التي تخص الفترة من 1363هـ إلى 1389هـ كتابات لا ترقى إلى درجة الإبداع المنشود، وأولى بها أن تظل بعيداً عن أعين القرّاء، وأعتقد أن هذا السبب هو أقوى الأسباب، ويدعم اعتقادي هذا نص قرأته في رسالة جوابية كتبها الشيخ عبد العزيز الرفاعي وبعث بها الدكتور وديع فلسطين علّق فيها ـ رحمه اللّه ـ على ما طرحه الدكتور وديع في رسالته فيما يتعلق بجمع كتابات الأدباء في باكورة حياتهم الأدبية وإخراجها في كتيبات فقد ورد في رسالة الدكتور وديع التي حملها البريد إلى معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي والمحررة بتاريخ 15/12/1984م العبارات التالية: |
"أياً كان رأيي ورأيك في كتب طه حسين التي ينشرها سيد كيلاني، أعتقد أن نشرها يريح الباحثين من التنبيش في الصحف القديمة لمعرفة آراء طه حسين في باكورة عمره، وأول شبابه، وقد فعل صديقنا إسماعيل مظهر نفس الشىء مع نسيبه أحمد لطفي السيد باشا، إذْ استخرج مقالاته الصحفية القديمة، ونشرها في مجلدين، وزِّعا باعتبارهما هدية "المقتطف" السنوية، ولولا ذلك لظلت هذه الفصول مطوية الى اليوم، ثم إن الصحفي توفيق دياب بك ـ وقد أدركته وقابلته ـ أصدر بدوره كتاباً جمع فيه حصيلة مختارة من افتتاحياته في جريدته "الجهاد"، وهذا الكتاب هو الأثر الوحيد الذي يدل على توفيق دياب، وأسلوبه وتفكيره، لأنه لم يؤلف كتاباً واحداً، وأمضى عمره في الصحافة وفي الخطابة. فهذا الجمع التاريخي ضروري للباحثين". هكذا كان رأي الدكتور وديع فلسطين في الاهتمام والعناية بالبدايات الأُوَل للأدباء الكبار غير أن الأستاذ الرفاعي - رحمه الله - كان له رأي آخر اتخذه مبدأ له، وسار عليه وبنى قراره في عدم نشر كتاباته خلال فترة طويلة من عمره استناداً منه لهذا الرأي الذي صرح به في رسالته الجوابية التي بعث بها إلى الدكتور وديع فلسطين رداً على رسالته التي سبق ذكرها فقد جاء في رسالة الرفاعي قوله: |
"لا أماري في قيمة نشر مقالات الأدباء الكبار.. على ما فيها من تفاهة أو غثاثة، من وجهة نظر تاريخية محض.. وهو عمل يهم الباحثين في الأعماق.. ولكنه لا يصلح للقارئ العادي. من جهة أخرى، ألا ترى أنه يذهب بالق الكاتب من عامة القرَّاء؟". |
وإذا تركنا القلم أن يستريح ويريح، وأعدنا قراءة هذا النص المقتطف من رسالة عبد العزيز الرفاعي المؤرخة بتاريخ 13/12/1984م التي أبردها إلى الدكتور وديع فلسطين، وتركنا لأذهاننا فرصة قراءة هذا النص بتمعن وفحص دقيقين، لوجدنا، رغم صغره، يتألف من عدد نقاط هامة هي: |
الأولى: أن الكتابات الأُوَل للأدباء الذين بلغوا درجات عالية من الإبداع الأدبي، ونالوا من الشهرة والذيوع، مكانة مرموقة لا تخلو من التفاهة والغثاثة. |
الثانية: أن هذه الكتابات لا تهم إلا الباحثين بالدرجة الأولى. |
الثالثة: لا مكان لهذه الكتابات في نفوس القراء العاديين. |
الرابعة: أن نشر هذه الكتابات يذهب بألق الكاتب عند عامة الناس. |
وحري أن مثل هذه الأسباب تدفع عبد العزيز الرفاعي إلى الإحجام عن نشر بواكيره الأدبية، ولكنه لم ينكرها، ولم يمنع أحداً من البحث عنها، والإطلاع عليها بقصد الدراسة والمقارنة، ولعل هذا هو السبب الذي انتهجه الرفاعي وتمسك به، رداً لمن يحاول أن يعرف السبب الذي منع الرفاعي من نشر مقالاته الصحفية وأحاديثه الإذاعية فترة طويلة. |
|