أشرت في الحديث عن بدايات عبد العزيز الرفاعي أن الرسالة التي بعث بها إلى مجلة الرسالة عام 1363هـ كانت حجر الأساس الذي وضعه عبد العزيز الرفاعي لسيرته في عالم الكتابة الصحفية والاتصال بمنابع الأدب والثقافة في تلك الفترة ثم تبعتها أو سبقتها رسالة أخرى بعث بها إلى مدير المعارف بالمملكة العربية السعودية السيد محمد طاهر الدباغ.
لقد كانت الرسالة هي الدرجة الأولى من سلم النجاح في المجال الصحفي التي وضع قدمه عليها وصعد بعدها إلى أعلى سلم الحياة الأدبية وشغل منها مكاناً يليق به، وأصبح يقف في الصفوف الأولى من الرواد الذين نالوا إعجاب قرائهم فكانوا أعلاماً مشعة يهتدي بضيائها الطامحون، ويتسابق عشاق الأدب في الاقتداء والسير على خطاهم والبحث عن آثارهم، والتنقيب في أعماقها عما تكتنزه من خيرات كثيرة ومنافع جمة.
ولقد عثرت على عدد كبير من الأضابير التي جمعت من الرسائل المتبادلة بين عبد العزيز الرفاعي وغيره من الأدباء داخل المملكة وخارجها فضلاً عن الرسائل الشخصية التي أوردت عدداً لا بأس به منها في الجزء الأول.
ويهمنا في هذا الباب أن نذكر بعض هذه الرسائل لنقف على أسلوب الرفاعي في كتابة رسائله الأدبية، وهل تحمل تلك الرسائل سمات معينة يمكن أن تضعه يسير في ركاب أديب سابق معين أم أن له أسلوبه الخاص به، ومفرداته الذاتية وصوره وخيالاته المنبثقة من جداول وجدانه، ومن منابع أفكاره ويستمد عباراته من قاموسه اللغوي الخاص به الذي ألفه من إطلاعه وقراءاته القديمة والحديثة.
سنبدأ باختبار رسائل متبادلة بينه وبين بعض أدباء المملكة: