أضاء ظلام الموت إشعـاع مبـدع |
ورنح أعطاف الردى شـدو شاعـر |
وعطر أحزان الأحبة ذكره |
فهم معـه في كـل نـاد وسامـر |
بعثت على – شط المزار – عواطفي |
على سابح من عاصف الوجد ضامر |
وجئت بأشواق تعثر بعضها |
ببعض إليه في زحام المشاعر |
حضرت بأحزاني ويـا رُبَّ غائـب |
أشد حضـوراً من غيـاب لحاضـر |
أنا فيض أحزان سقـى كل مجـدب |
من الأنفس العطشى سحابة ماطـر |
نجئ لكي نمضـي ففيـم انتحابُنـا؟ |
ونحن جميعاً سائر إثر سائر |
نسافر في الدنيا وتضحـك حفـرة |
من الأرض غرثى في انتظار المسافـر |
ونحسب أنا قادرون ويا له |
حساب جهول عاجـز غـير قـادر |
خبرتُ شؤونَ الناس حـتى رأيتهـم |
عرايا علـى علاتهـم دون ساتـر |
حياة الفتى نومٌ فـإن جـاء حتفـه |
أفاق فماذا خلـف تلك السواتـر |
يطوقني إحسان مـن قـال مرحبـا |
ومن هـمَّ بالحسـنى وإن لم يبـادر |
ولست بناس حيث بات على النوى |
يشاركـني حزن القريب المشاطـر |
يهاتف من خلف البحـار مواسيـا |
يثير دواعي الصبر في نفـس صابـر |
فأسمع نبض القلب في نـبر صوتـه |
بروضته مهـوى النهـى والنواظـر |
سلوا الندوة الغراء هـل في فنائهـا |
مكان لشادٍ أو مجال لناظر |
وهل لم يزل بين الحجون إلى الصفـا |
حديث أنيس أو ترنم سامر؟ |
تعزى النهى والشعر نـدوة راشـد |
ندي العقـول النـيرات الزواهـر |
تضئ – على زهو – بعرفان حاضـر |
وتختال كالنعمى بحكمة غابر |
وتعرض من كنز الجزيـرة عقلهـا |
وذلك أغلى ما حـوت من ذخائـر |