| أحقاً صوَّح الروض الجميلُ |
| وآن لبلبل الروض الرحيل |
| وتلك عنادلٌ طارت حيارى |
| تساءل أين يمكنها النزول |
| واين عرائس الشعر المصفى |
| أيجلوها الخميس ولا خميل |
| ويهتف بالعنـادل رجـع صـوت |
| إذا مات العميد فلا مقيل |
| * * * |
| أحقاً غُيَّب الرجل النبيل |
| وهُدِّم ذلك الصرح الجليل |
| توارى مثلما الأحلام تمضي |
| فلا مرأى ولا حلم جميل |
| ولست مبالغاً فأقول مادت |
| بنا الدنيا وزلزلت العقول |
| ولكني فقدت أخا وداد |
| وما يجدي بكاء أو عويل |
| لعمـري كيف وسِّـدت السجايـا |
| يتوجها نداك فلا تحول |
| وأين مواكب الأدباء تترى |
| إلى دار يطيب بها النزول |
| ترى وداً يخصك مستديما |
| كأنك ضائف وهو النزيل |
| وتلكُمْ دارةٌ بالفنِّ تزهو |
| تساءل كيف يمحوها الأفول |
| وفي حلباتها سبق عجيب |
| تنافس في جوانبها الفحول |
| لها مـن خـرّد الشعـر العـذارى |
| ومن در الكلام لها القبول |
| ستبكيك المروءة يا فتاها |
| ويسقي تربَك المزن الهطول |
| لعلك في جوار الله راض |
| ويشفع في خطاياك الرسول |