لا تقولي رحل الفارسُ، لا لم يرحلِ |
إنَّه يشرقُ نوراً |
في حنايا المنزلِ |
إنه ما زال دفَّا |
قاً تعالي وانهلي |
أوَ ما كان هنا |
كوكبةً مـن شُعَـلِ |
وعلى أكتافنا يخطبُ فينا من عل |
هاهنا مقعده بالعلم والفضل مَلي |
ما خـلا يومـاً وإن |
يوماً أبصرتِه شبه الخلي |
هذه صورتُه باسطةُ الكفِّ سلي |
زهرة باسمة في رَوضة لم تذبل |
أقبلي لا ترهبيها |
قبليها أقبلي |
إنَّها تـروي كفـاحَ |
الطامح المستبسلِ |
وقفي خاشعةَ الطِرف لها وابتهلي |
إنَّها تنبض بالطهر وبالقولِ الجلي |
ما رأتها مقلتي إلا وطابت عللي |
تتلاشى غيمة الحُزْنِ وليلي ينجلي |
* * * |
جئته أسعى بآلامي ودائي المعضل |
جئتُ أستفتيـه عن نظمـي وشعـري المرسـل |
جئت أزجيه وفائي بعض ما أسداه لي |
جئته في نفس ميعاد اللقاءِ الأول |
فإذا الدارةُ غرقى في خميس معول |
وتعثرت فما أدركت بابَ المدخل |
وتلمست ممراتي إلى مُسْتَقْبَلي |
راعني رجع صدى الماضي بقلبي يختلي |
ثم غامت نظراتي بالدم المنهمل |
قلت يا عينُ أضرمتِ نار المقل |
كفكفي الدمع فما يجدي بكاءُ المثكل |
وعزيز كوكبٌ في الخلد لما يأفلِ |
يمنح النور لمن يلقى وإن لم يسأل |
إنني في الحبَّ مولى وهو لي نعم الولي |
* * * |
جئت والقوم يعزون وحزني يغتلي |
ومكاني لم يعد كالأمس يهُدي الحبَّ لي |
صامتا ألفيته منكفئاَ في معزلِ |
قلت يا نفس انسجي ثـوب حـدادي واغـزلي |
أنا أصبحـت يتيمـاً |
في رحاب المنزل |
ليس لي أمٌّ تواسيني ولا والدٌ لي |
كيف أغفو بـين أطيـاف الأمـاني كيـف لي |
كيف أشـدو ولساني |
بأنيني يقتلي |
كيف أمشي ثابت الخطو بروحٍ أعزل |
* * * |
سيدي إن جئتُ للمكـتب مـن ينصت لـي؟ |
من تُرى يا سيـدي يرعـى خُطـا مستقبَلـي |
من تُرى يحضن قلبي بالجناح المخضل؟ |
من تُـرى يـروي غليلـي بالـزلال السلسـل؟ |
وإذا أقبلت ُ للدار فمن مستقبِلي؟ |
سَجَّلي يا نفس في سفر اغترابي سجلي |
أنني أصبحت في الأرض غريب المنزل |