طال الترقب أن يجيء الموعد |
وعلى الأماني يستطاب تجلد |
وغدا الخميس كـأي يـوم آخـر |
ومساؤه ما عاد فيه توقد |
إذ قمت في جمع الصحـاب مودعـا |
والوعد من بعد "المصيـف" يجـدد |
وعلى التعِلَّة نرتَجي أيامنا |
ونهز البشرى جوانح تسعد |
وأستبشر الأصحـاب أنـك قـادم |
هشت نفوس إذ تأذن موعد |
تحدوهمُ الآمالُ أن خميسنا |
ألق نديٌّ ضَوْعُه يتأكد |
نفح الطيـوب الزاكيـات أريجُهـا |
قلب يفيض ولفتة وتودد |
حتى إذا طال البعاد وهاجَنا |
نأي الأحبة والبعاد يسهد |
فزعت إلى الآمال تذكـي وقدهـا |
ترجو وتأمل والدعاء يردد |
يا واسط "العقد الفريـد" توجعـت |
لما عييت جوانح تتسهد |
عُصِرتْ قلوبٌ واستجاشت أكبـدٌ |
وتفطرت تأسى ولا تتجلد |
وإذا تأذن أن تعود وديعة |
ربٌّ أراد فأمره متفرد |
هز الرحيل جوانحاً مفؤودة |
هيضت إذا ما قيل غـاب السيـد |
أستاذ: ترحـل؟ والليالـي عتمـة |
من للدجنة والظلام يبدد؟ |
من للأصالـة أن تـراد حياضهـا |
والزيف صار مذاهباً تتعدد |
أستاذ ترحل؟ والركـاب حداؤهـا |
رجعٌ تقطَّع لاتَ حينَ مردِّدُ |
أستاذ ترحل؟ والخميـس مسـاؤه |
ظلم ومسرى مدلهم أسود |
إنا يتامـى مـذ رحلـت مودعـا |
يُتمُ الكبار مواجع تتجدد |