حُمَّ القضا فتهاوت الأسباب |
يـا شاعـر السبعـين مم تـهاب؟ |
الموت حق والحقيقة أننــا |
متشاغلون معلق ومصاب |
ثكلت بفقدك أمة مـرزوءة |
للموت فيها جيئة وذهاب |
وقاد فكـرك والسماحـة والرضـا |
في الشمس من هذا الوجود تجـاب |
ما غاب إلاَّ ما وهبت مـن الثـرى |
أما العزيـز فليـس فيـه غيـاب |
يا شاعر السبعين فكـرك ظـاهـر |
وقرارك الأعلى دمٌ غلاَّب |
ضحيت بالجهـد الكبـير ولم تـزل |
حتى تدانى شاخص وصواب |
تبكي الجزيرة كلها ولربما |
دوَّت فعمَّ الثكل والتنحاب |
أبكيك أبكي الطهر أم أبكي الـذي |
في الصدر يزحف والخشوع خطاب |
يا ابن الأثـيرة رب عـزم ثابـت |
أودعته الدنيا عليه تثاب |
لو كان للشمـس المضيئـة واحـد |
لهوت إليك معاصر وثياب |
أو كان للنجم العزيز منادم |
هبطت إليك مجامر أتراب |
لكنك الإنسان أرفع رغبة |
والمجد بذل والخلود حساب |
لا يبعدنك الله كل بلية |
تبلى ومـا فـوق التـراب تـراب |
والفكـر أرفـع ما يخلـد صاحبـا |
ما اهـتز مرتفـع ومـاد حجـاب |
يا ابن الكبير الشعـر كيف تركتنـا |
ولمن يهيج المنبر الوثاب |
ولمن تبختر بالقصيدة فكرة |
خضراء فيها لوعة وشباب |
حمراء مترعة بكل بريئة |
للخالدين زمانها الإعجاب |
ولمن لقارعة البيان وفضله |
وبلاغهِ الأبدي حين يهاب |
أرثي صديقي بالـذي يـدري بـه |
حبا وعهد الصادقين كتاب |
ولقد علمـت بأننـا قـد نلتقـي |
يوماً على دربِ عليه تراب |