يمثل الحوار في أدب عبد العزيز الرفاعي لوناً له سمات خاصة تتمثل في اختيار الإجابة التي تقنع السائل وترضيه، دراسة نفسية السائل من مفردات سؤاله، ومن ثم إطفاء ثورة السائل إذا أحس أن في سؤاله ما يدل على تشنجات داخلية في نفسه فيطفئها بإجابته الهادئة التي تنسكب على مفردات السؤال فتطفىء جمرها، وتسكن ثورة سؤاله.
ويحرص في إجابته دائماً أن يكون صادقاً ولكنه لا يمنح لنفسه أن يبوح بما يجب الاحتفاظ بسريتـه، أو يفتح عليه باباً لا يستطيع أن يسده، وعبد العزيز الرفاعي يميل إلى الإيجاز في إجاباته، ويختار من الكلمات ما يفي أقلها بالغرض، ولا يتصنع الهدوء لأنه هادىء بطبعه، ولا يميل إلى الكبر أو التظاهر بالمعرفة، لأنه يعرف قدر نفسه فيضعها في المقام الذي يراه لها مناسباً مقدراً لكل ذي حق حقه، وسأختار حواراً واحداً لأقدمه للقراء الكرام، مع يقيني أن له حوارات جمة، وكلها جديرة بأن تأخذ مواقعها في هذا الكتاب، لكنني رغبت في الاختصار عن الإطالة، وأرجو الله أن يهيء الفرص لابنيه البارين عمَّار وعلاء أن يجمعا ما خلفه أبوهما – رحمه الله – من تراث كبير ويسعيا في نشره، لأنه خدمة للأمه وللوطن وللمواطنين.
وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.