شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مجَـلّة عَـالم الكُتب
إحدى منجزات عبد العزيز الرفاعي الثقافية، والتي تقف شاهدة ناطقة بإصراره، على أن يقدم لأمته كل يوم دليلاً صادقاً، على إبداعه ورسوخ قدمه، فوق أرض المعرفة والأدب، ومن الأدلة الناصعة الوضوح إنشاء مجلة "عالم الكتب" وهي إنجاز ثقافي، من المنجزات العظيمة، التي تولت إصدارها دار الرفاعي للنشر والتوزيع والتي تؤدي رسالتها إلى عشاق الأدب والتراث، والذين يتابعون كل جديد في مَيْدان العلم والمعرفة والتأليف في العالم العربي والإسلامي، بل في كل بلد يهتم بهذه الناحية، ويرجع إنشاؤها إلى افتقار كثير من البلاد العربية إلى مثل هذا النوع من المجلات المتخصصة، ويعد الأستاذ عبد الرحمن المعمر الشريك الوحيد للشيخ عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - في دار ثقيف للنشر والتوزيع، ودار الرفاعي للنشر والتوزيع، فهما المؤسسان الوحيدان لمجلة عالم الكتب، وقد كفاني الأستاذ المعمر مؤونة البحث عن الأسباب التي كانت وراء تأسيس مجلة عالم الكتب، إذ ذكر في الحديث الذي أدلى به إلى مندوب جريدة الندوة عقب وفاة الشيخ عبد العزيز الرفاعي بما يلي: إن فكرة مجلة عالم الكتب، نشأت في صالون عبد العزيز الرفاعي الأدبي، الذي ينعقد مساءَ كل خميس، حيث استشعرنا الحاجة إلى مثل هذه المجلة، التي ترصد صدور الكتاب في مختلف أنحاء العالم العربي وغيره، في أي موقع يصدر كتاباً عربيّاً، كما أنها تهتم بالتحقيق حيثُ يكتشف الكثيرون من محققي كتب التراث بالمشرق العربي أنّهم حققوا كتباً، قام آخرون في المغرب العربي، بتحقيقها، أو العكس لعدم معرفة أي من الفريقين بما يقوم به الآخر، حيثُ تنعدم المجلاتُ المتخصصة التي تهتم بهذه الأمور، وتضع الحقائق بين أيدي القراء والمتابعين للحركة الثقافية والأدبية، وإحياء التراث وصيانته.
وقد تم تأسيس المجلة عام 1400هـ واختير الدكتور يحيى ساعاتي ليكون رئيس تحريرها، أما الإدارة فقد أنيطت مهامها بالسيد عبد الرحمن المعمر، وأصدرت بشكل دوري، كل عدد يصدر بعد انقضاء شهرين من العدد الذي يسبقه، وتقوم بإصدارها دار الرفاعي للنشر والتوزيع، وقد استكتبت عدداً كبيراً من الكتاب السعوديين والعرب في المشرق العربي والمغرب، ويساهم في الكتابة فيها كثير من الدكاتره ذوي التخصصات الأدبية والعملية والثقافية، وتعد المجلة رائدة ومقبولة في التحكيم للترقيات الأكاديمية، من أستاذ مساعد، إلى أستاذ مشارك، أو إلى أستاذ كرسي، ولا شك أننا نعلم أن ترقية الأستاذ الجامعي، تتوقف على مؤلفاته وبحوثه المنشورة في مجلات محكمة، ومجلة عالم الكتب إحدى هذه المجلات، ولقد بذل الجهاز التأسيسي والإداري للمجلة جهوداً مضنية في سبيل توسيع دائرة انتشارها ولاقوا الأمرين في سبيل ذلك، واستأنسوا بآراء كبار الأدباء ورجال الصحافة الذين لهم سابق خبرة في هذا المضمار، وفتحوا صدورهم وقلوبهم وآذانهم للنصائح التي تردهم من ذوي الألباب الحكيمة، فهذا الدكتور علي جواد الطاهر أحد قراء مجلة "عالم الكتب" والمعجبين المخلصين وأحد الذين يسرهم أن تصل المجلة المستوى اللائق بها، وأن تحقق أهدافها التي رسمها المؤسسان لها، يبعث في رسالة خاصة من رسائله العديدة التي كان يتبادلها مع الأستاذ عبد العزيز الرفاعي - يرحمه الله - بنصائحه التي يراها تخدم المجلة، هذه الرسالة تاريخها 4/11/ 1402هـ أي في نهاية السنة الثانية من تأسيس المجلة، يقول في رسالته:
الأخ الكريم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي
تحية وراجياً أن تكون بصحة وبخير، وأن تكون دار الرفاعي في نجاح وعالم الكتب في تقدم.
هل فكرتم جدياً في توزيع المجلة، ولو بعدد محدود في الأقطار العربية أو في مصر على الأقل لدى مكتبات مهمة مطروقة مثل مدبولي - شارع طلعت حرب في القاهرة.
تسلمت العدد الأخير من المجلة، ولعله أكثر الأعداد انطباقاً إلى ما يحسن أن تكون عليه "عالم الكتب" أي التخصص قدر الإمكان بالكتاب خبراً وتعريفاً ونقداً، ثم طبعاً وتوزيعاً وبحثاً وتأليفاً في الحاضر أولاً ثم في نظرة إلى الوراء مما جرى له في الماضي القريب، وفي الماضي البعيد، ويا حبذا لو تتشبث المجلة بالكاتب الذي يبلغها مقالة مناسبة.
لوحظ لدى الإعلان عن الاشتراك في المجلة استخدام كلمة "بادر" والفعل يقلل من وقار المجلة.
الإخبار بمحتويات المجلة جيد، ويا حبذا لو توسعت دائرته. وأحسب أن اختيار موضوعات معيَّنة لا يخدم المجلة كثيراً وقد يثير حساسية الذين لم تختر لهم المجلة موضوعاً من موضوعاتهم.
تصدر في الهند "مجلة المجمع الهندي" حبَّذا لو أرسلتم إليها "عالم الكتب" على سبيل المبادلة، فالمبادلة مادة مهمة للمجلة، فوصول عدد منها "إليكم، يعتبر ضرباً من وصول رسالة مفصلة من مراسل".
والدكتور مصطفى الشكعة تطرق إلى مجلة عالم الكتب، في رسالة بعث بها إلى الشيخ عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - بتاريخ 14/4/1401هـ قال فيها: شكراً لأخي الجليل على العمل الكبير، المتمثل في مجلة "عالم الكتب" فلقد سعدت بتسلّمِ العددين الثاني والثالث من المجلد الأول وربما فقد العدد الأول في البريد وقضيت ليلتين ممتعتين في قراءتهما، وإنني لعلى ثقة من أنَّ هذا الجهد الطيب سوف يصادف مزيداً من التقدم والازدهار، بإذن الله وسوف أسعد نفسي بإسهام، متواضع قريب بالكتابة فيه إن شاء الله".
ومن تونس بعث الدكتور نور الدين صمود، رسالة مطولة إلى الأستاذ عبد العزيز الرفاعي - تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته - نقتطف منها هذه العبارة الموجزة، التي عبّر فيها عن إعجابه بما لمسَه في مجلة "عالم الكتب" حيثُ ورد في رسالته ما يلي: "وبالمناسبة أحب أن أبدي إعجابي بمجلتكم "عالم الكتب" التي تعد مرجعاً خاصة في الأعداد المركزة على موضوع معين، وأحب أن أسجل تقديري، لما تقوم به دار الرفاعي من نشاط في نشر الكتب".
أما الدكتور إبراهيم السامرائي من بغداد، فقد استهل رسالته التي بعث بها إلى الشيخ عبد العزيز الرفاعي- وسع الله له في قبره وجعله روضة من رياض الجنة - بالعبارة التالية: "إنها من أجمل الفرص أن أقف مصادفة على مجلة "عالم الكتب" فوجدتها مجلة سامية القدر، جليلة الفائدة، وأنها من الفرائد في عالمنا العربي".
وإذا اكتفينا بهذا القدر من الرسائل التي يحملها بريد عبد العزيز الرفاعي وتضمنت الإشادة بجهده وجهد العاملين معه في مجلة "عالم الكتب" والتي وصلت إليه من عشاق المجلة وقرائها من خارج المملكة العربية السعودية ثم فتحنا النوافذ لآراء الإخوة الأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين داخل المملكة لنستطلع ما يدور بخلَدهم وألبابهم من معاني الإعجاب والإكبار بهذه المجلة، لقرأنا للدكتور منصور الحازمي عضو مجلس الشورى هذه الكلمات التي أدلى بها لمندوب جريدة عكاظ 24/3/1414هـ في رثاء عبد العزيز الرفاعي - يرحمه الله - حيث قال: "كذلك أسس مجلة عالم الكتب التي سدت فراغاً في المطبوعات المحلية، وهي مطبوعة جادة تتناول الإصدارات المحلية بشكل علمي رزين".
أما الأستاذ عبد الله القرعاوي عضو مجلس الشورى فقد جاء في مقال كتبه بالأربعاء الأسبوعي الصادر بتاريخ 29/3/1414هـ تحت عنوان "الرفاعي وتواضع العلماء" فقرة تناولت "مجلة عالم الكتب" فأحببت أن أضمها إلى أخواتها من العبارات التي تحمل في طياتها الذكر الحسن لمؤسس هذه المجلة، فقد قال الأستاذ عبد الله: "وقد تعاون - أي عبد العزيز الرفاعي - مع الأديب المعروف عبد الرحمن المعمر، بنشر مجلة "عالم الكتب" وهي مجلة متخصصة أسندت رئاسة تحريرها إلى أحد الأساتذة المتخصصين، وهو الدكتور يحيى ساعاتي، فخرجت بصورة رائعة واستمر صدورُها منذ سنوات، بالرغم من أنها تماثل المجلات الثقافية الأخرى، باعتمادها على مبيعاتها ودعم قرائها، ومع هذا ظلت صامدة حتى الآن".
والدكتور غازي زين عوض الله أحد أعضاء قسم الإعلام، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، كتب مقالة رثى بها عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - جاء فيها: "لقد كان طموح عبد العزيز الرفاعي لخدمة الأدب والفكر في بلادنا غير مقتصر على المكتبة، وعلى الأمسيات الأدبية، بل تجاوز هذه الحدود إلى "عالم الكتب"، تلك المجلة المتخصصة التي أصدرها مع بعض زملائه والتي ساهمت - ولا زالت - بدور علمي وفكري، استفادت منه المكتبات المتخصصة والعامة، لأنها فريدة في موضوعاتها العملية لغة وأدباً.
واستطاعت أن تغطي فراغاً كبيراً في مجال التخصص وأن تسد النقص فيه، وكلنا يعلم أن المجلة كانت - ولا تزال - تعاني من خسائر مادية ولا تغطي نفقاتها، لا في البيع ولا في الاشتراكات، التي لا يدفعها بعض المشتركين في المجلة، ومع ذلك كان يتحمل العبءَ الكبيرَ من مصاريفها عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - لأنه كان يسعى إلى استمرارية صدورها، وحتى لو أدى به الأمر أن يصرف آخر قرش في جيبه، لأنه كان مؤمناً بالرسالة التي تؤديها المجلة في خدمة الأدب والعلم والفكر، فكان يرى أن وجودها ضرورة حتمية لا تقاس بالمال ولا بالخسارة المادية، ولكنْ بالربح الفكري والمعنوي، وهذا ما أدى به أن يضحي بالمال في تغطية الخسارة المادية لعالم الكتب لكي تحيا ولا تموت، وتكون رمزاً للفكر والأدب في بلادنا، ليستفيد منها أجيال الحاضر والمستقبل".
الأستاذ الدكتور عيّاد الثبيتي بقسم اللغة العربية بجامعة أم القرى، قال في الكلمة التي أدلى بها لمندوب جريدة الرياض والتي رثى بها عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله -: "كما كان لإشرافه واشتراكه في تأسيس مجلة متخصصة في عالم الكتاب، هي مجلة "عالم الكتب" التي تنفرد بقواعد خاصة لا تشاركها فيها مجلة سعودية أخرى، فيما أعلم ما ينبغي أن يشيد به كل مهتم بشؤون الكتاب ولعل ذلك جاء من خلال مشاركة الرفاعي - رحمه الله - في صناعة ثقافة هذا الجيل، خلال معاناته الكتابية تأليفاً ثم نشرا، من خلال دار الرفاعي التي أدت دوراً مشكوراً".
وللأستاذ عبد الرحمن صالح الشبيلي كلمة طيبة عن مجلة "عالم الكتب" جاءت ضمن مقال كتبه ونشره بجريدة الشرق الأوسط الصادرة بتاريخ 13/9/1993م أعرب فيها عن مكانة تلك المجلة إذ قال:" وأبو عمار - رحمه الله - متميز في سعة معرفته وإطلاعه، واشترك مع زميله عبد الرحمن المعمر، والدكتور يحيى ساعاتي، في نشر أول مجلة سعودية متخصصة في عالم الكتب والبليوجرافي، وكافحوا سنواتٍ عديدةً في سبيل استمرارها وبقائها، حتى أصبحت علَماً من أعلام الحركة الفكرية السعودية الحديثة.
وللشِعْر مشاركة
لم يقتصر الثناء على مجلة "عالم الكتب" ودورها في خدمة الكتاب وتعريف القُرّاء بالإصدارات الجديدة والمحقَّق من كتب التراث وإعطاء نبذة موجزة عنها على مَيْدان النثر، بل ساهم الشعر في ذلك بلسان أحد فحول الشعراء وأحد رواد الحركة الفكرية الأدبية والشعرية في المملكة العربية السعودية، وفي العالم العربي، ذلكم هو معالي الشيخ عبد الله عمر بلخير، وإذا قلت أحد رواد الشعر في العالم العربي فإنه جدير بذلك وقمين؛ أَلَيْسَ هو القائل:
بلاد العرب أوطاني
من الشام لبغدانِ
ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان
هذه الأنشودة التي تغنى بها أبناء العالم العربي من المحيط إلى الخليج، بل أصبحتْ الأنشودة التي يفتتح بها الطلاب يومهم المدرسي في البلاد العربية.
لقد شارك معاليه في الثناء على المجلة "عالم الكتب" بقصيدة من روائع شعره، وكل شعره رائع، سماها "يا مرحبا بسفيرة الأدب" وقد نظم دررها وجواهرها في عقود بديعة تأسر الألباب، وتشدُّ إليها العيون، بما كساها من الجمال والفتون، وذلك بتاريخ 14/7/1400هـ وهو تاريخ إصدار العدد الأول من مجلة "عالم الكتب".
 
يا مرحباً بسَفيرة الأدب
يا مرحباً بسفيرة الأدب
ظهرتْ لنا في "عـالم الكتـب"
بزغت على قمم السَّـراة علـى
"وادي ثقيف" كالسَّنـا الذهـبي
رفَّافة الصفحات عابقة
النفحات في أثوابها القشب
ولدت بليل البـدر مـن رجب
تزهو كما يزهو علـى السحـب
فكأنها فجرٌ لمنتظِر
وكأنها أمل لمرتقِب
أهلاً بـ "دار ثقيـف" تَنشرهـا
صحُفاً تُنـيرُ غياهـب الحجـب
ضوء من أضـواء الجزيـرة قـد
شعت به السـروات كاللهـب
تتلقَّفُ الأيدي مشاعلَه
وتسير نحو المجد في أدب
"عبد العزيز" وقـد عَنَيْتُ بمـن
سميتُ، منشـئ "نـدوة الأدب"
ذا النبل يلمـع فـوق جبهتِـه
بالفضل والأخـلاق والحسـب
و "ابن المعمَّر" مَـنْ سمعـت بـه
زين الشباب الناهـض الـذرب
قاما بما قاما، فَحَيّ هلا
بهم وليس بـذاك مـن عجـب
سيظل ما قاما به مثَلاً
يزجـى لغيرهمـا علـى نصـب
ناداهما الوطنُ المهابُ بما
نادى شباب "جزيـرة العـرب"
فتقدما لنداه في رغَب
يتباريان بغير ما رهَب
شَتّانَ بـين مجيبِ دعـوة مَـنْ
نادى ومن نـودي فلـم يُجِـب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :927  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 30
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.