شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النَـماذج المخـتَارة
1- تحية الندوة الرفاعية:
يعتبر الأستاذ المهندس عصام الغزالي أول من كتب شعراً يحيي به الندوة الرفاعية، والمهندس عصام كان يطلق عليه لقب "شاعر الندوة" لما يتمتع به شعره من قوة ورصانة، ولأنه من المحافظين بصفة مستمرة على حضور الندوة، ويطرب ضيوفها وزوارها ومرتاديها كل خميس بشيء من شعره الجميل، الذي يستحوذ على إعجاب المستمعين إليه، وهذه الأبيات تعبر عن شعوره تجاه الندوة الخميسية وقد سمّاها "تحية لندوة الرفاعي" وهي من مجزوء الكامل:
هيا بنا قد أشرقت
داري ودارك بالملز
حسناء ضاعفَ مهرَها
عبدُ العزيزِ ولا يُبز
لبستْ جميعَ ثيابِها
للعُرسِ من نورٍ وخز
وتعطرت بالفكر والآراء
عطراً مستفز
عمّار يسقي وردَها
وضيوفها نحل وقز
طربت فهزّتْ رأسَها
والشعر مفتون فهز
والشعْر معتز بها
والبيت بالأبياتِ عز
2-الندوة الرفاعية:
وعندما انتقل عملي إلى الرياض 1398هـ وزرت ندوة عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - تعلقها قلبي كما تعلقتها قلوب غيري، وكيف لا؟ وهي الفاتنة الندية الغانية الغنية، تحمل من دلائل الجمال والفتنة والدلال، والعظمة والكبرياء والأنفة والعزة، ما يجعل القلوب تذوب هوى في عشقها، وتركض إلى لقائها، بل تسعى إليها بوسائل أسرع كثيراً من الركض والهرولة، ويتزاحم للاقتراب من قلبها الجموع التي تظفر بلقائها، لا بالأكتاف والأجساد وإنما بالحب والولاء.
في حي الملز وجدت ما كنت أتعطش إليه لأرتوي منه، وأروي عواطفي ومشاعري، وأتزود مما به من خير وفير وعلم وأدب وأخلاق فاضلة، ورجال هم النجوم الزاهرة والرياض الناضرة والبحور الزاخرة، كلُّ في تخصصه قدير وبأسباب الحياة بصير ولا ينبئك مثل خبير، فألقيت بساحتها رحلي، وتركت بقاعتها قلبي وسمعي وبصري، وما إن بصرت بالمقطوعة الشعرية التي كتبها المهندس عصام الغزالي حتى وجدت نفسي تدفعني دفعاً أن أعرب عن حبي لهذه الفاتنة التي تأخذ بالألباب ولا تهمها الأنساب والألقاب، وإنما الخلق وحب الكتاب، وشحذت فكري وسللت قلمي من جيبي وأخذت أصول وأجول في أجواء خيالي، وأسرج عاطفتي وشعوري، وأنتقل من روضة إلى أخرى، لعلي أستطيع أن أقدم لمعشوقتي باقة من الزهور هي بها جديرة، وعندما أحسست أنني استطعت أن أقتطف لها باقة أو طاقة كما ينبغي أن يقال، أحضرتها معي وقدمتها إلى سيدها وراعيها معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله عام 1400هـ فقبلها مني مهراً لها على أن أشهد الحاضرين عليها، فنثرتها بين أيديهم لا مزهواً ولا مغروراً ولكني كنت بذلك مبتهجاً ومسروراً، وعندما احتفل الأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجة في إحدى اثنينياته في دارته بحي الروضة بجدة بمعالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي عام 1403هـ جئت بصحبته، وأعلنت على الملأ الحاضرين المحتفين به الهدية التي قدمتها إليه رمزاً للحب والوفاء وعربوناً لقَبولي عضواَ في ندوته الخميسية، ولقد سمع الحاضرون منه بقلوبهم وعقولهم قبوله لها.
تلك القصيدة كانت تحمل عنوان" الندوة الرفاعية " وهي من بحر الكامل التام:
نبع تدفـق في الريـاض سنـاء
ينساب سمحاً رائعاَ وضاء
تتعانق الأرواحُ فيه طروبة
وتطيب في ثغـر الزمـان غنـاء
تسري النسائم منه عاطرة الندى
تروي الليالي الخالـدات عطـاء
نبع به ابتسمت مصابيح النهّـى
يسقي النفوس سعـادة وهنـاء
يا جدولاً للخير جئتـكَ لاهثـا
كي أرتوي ولكم رويت ظمـاء
آنست أكمـامَ القلوب تفتَّحتْ
في شاطئيك محبة وإخاء
ووجدت في أحضان عطفك ضالتي
زادا يقيني عثرتي وشفاء
ووجدت أنفاس البلاغة والحجى
تضفي عليك مـن الفتـون رواء
نقضي الخميس إلى الخميس تلهفا
وجداً يمزقنا صباحَ مساءَ
حتى إذا ما ضم صـدرك عقدنـا
أرخى السرور على النفوس رداء
يا روضة الحسنات صانك مخلصٌ
فعظمت إشراقـاً وطبت رجـاء
بانيك لم يبخـل عليـك بجهـده
جاوزت في أكنافه الجوزاء
عشرون عاماً أنت قد أمضيتهـا
صرحاً يتوجه الفخار بهاء
قد كنت فيهـا للثقافـة مَنْهَـلا
ولعاشقيك حديقة غنّاء
شاخ الزمان على خطاك ولم تزل
قنواتُ فضلك ثَرّةً مِعْطاء
وتطاولت بك في المحافل أنفـس
ما ضاع جهـد العاملـين هبـاء
يا أيها الرجـلُ الـذي في قلبـه
للحب ينبوع يشع ضياء
أنا ما نسجت الكذبَ يوماً حلـة
ًللشكر تبلى والمديح رياء
أنا سوف أنظم بالوفاء عواطفـي
عقداً وأنثره عليك ثناء
وأصوغ إحساسي ومحض مشاعري
تاجاً وأحمله إليك وفاء
الحلم في برديك لملم شمله
والحب يشرق في الجبـين حيـاء
أقسمت أنك في الفضائـل قمّـةٌ
خُلُقٌ يضوع شهامة وإباء
3- الندوة الغراء:
وعندما أصبح الدكتور عبد القدوس أبو صالح أحد عشاق الندوة الرفاعية والشغوفين بحضورها، بل أحد المواظبين على حضورها والمشاركين بصورة فعالة، وقعت عيناه على أبيات الأستاذ عصام الغزالي التي كتبت بخط جميل، ووضعت داخل إطار ذهبي، ثم عُلَّقت على أحد جدران قاعة الندوة وكأنها عقد تدلى من عنق حسناء تصدر جواهره إشارات براقة تجتذب الأنظار، راقت في نفسه معارضتها، كان ذلك في عام 1403هـ في حين أن أبيات المهندس عصام الغزالي كتبت في عام 1398هـ وفي إحدى أمسيات الخميسية من عام 1403هـ شدا الدكتور عبد القدوس بمعارضته التالية والموسومة بـ " الندوة الغراء" وهي من بحر الكامل التام:
قالوا هواك فقلت في حـيّ الملـزْ
دار ترى فيها الأديب هو الأعـزْ
كالنخلـة المعطـاء آتت أكلهـا
رطباً تساقـط جنيهـا إما تهـز
الشعر مفتون بأخـت عكاظـه
والفكر مجلو يصـاب بـه المحـز
وضرائر الحسنـاء قد يحسدنهـا
لكنها أبداً تبزٌّ ولا تُبَز
يتسابق الأدباء نحو نديَّها
من كرخ بغداد لقاهـرة المعـز
والمجد ما فتئت تصـون عهـده
ولواءه المعقود من غـارٍ وخـز
فإذا سألت عن العلى وملاذهـا
فالندوة الغـراء في حـيَّ الملـز
وشعر الدكتور عبد القدوس شعر راق ورقيق، ويحمل من سمات الشعر ومؤهلاته ما يجعلـه يحتـل إحدى الدرجات العلى، وإن كان يدعي في كل مناسبة أنه ليس بشاعر، وما ذلك إلا من تواضع الفضلاء، ويمثل الدكتور عبد القدوس أبو صالح والأستاذ حيدر الغدير والأستاذ البراء بن عمر بهاء الدين الأميري ثالوثاً شعرياً في الندوة الرفاعية، ينال صدارتها في الشعر يتعاونون فيما بينهم بكرة وعشياً يزوقون أشعارهم وينقحونها ويتداولون الآراء فيما يبرز محاسنها حتى تأسر قلوب من يراها أو يسمعها .. فالأذن تعشق قبل العين أحياناً.
4- دارة عبد العزيز الرفاعي:
وهذه قصيدة أخرى سبك كلماتِها ونظم لآلئها وصاغها شعراً الشاعر الدكتور زاهر عواض الألمعي عضو مجلس الشورى وجعل عنوانها: "دارة عبد العزيز الرفاعي" وألقاها مساء الخميس 18/3/1407هـ بقاعة الندوة بحي الملز بالرياض وهي من البحر الطويل:
أطلتْ بوجه الحسن وازدان جيدُها
فتاق لها من عِلْية القوم صِيدُهـا
وذاعت مزاياها وفـاح أريجهـا
وحل على عرض القلوب عميدها
فطارفها يمتـد كالبحـر زاخـرا
ويبلغ أوج المكرمـات وليدهـا
وتعبق بالذكـرى سنـين تقدمت
وينمو على مر الليالي رصيدهـا
وتزهو بها الآداب والفضل والنهى
ويزري بمأوى (حاتم) الجود جودها
هي الروضة الغناء فواحة الشـذا
تميس اختيالا بالعطـور ورودهـا
هي الغيث هطالا سخيا متى اغتدت
به ممحلات العود أورق عودهـا
هي الدارة الشماء والمنتدى الذي
بدا فيه من أسمى الفعال حميدهـا
ويرتادها من كل قطـر فطاحـل
فكل خميس جاء باليمن عيدهـا
تحدثك الأنبـاء عنهـا فتنتشـي
ويأتيك بالذكر المزيـد حميدهـا
وتحفل بالأشعـار في كل جلسـة
فينساب في الأسماع حلواً نشيدها
كأن عكاظ الشعر عـاد مجـدداً
و"حسان" و" الأعشى" و"كعب" شهودها
و "قس" يباري بالفصاحة "أكثما"
و "عمرو" يغذيها ويشدو "لبيدها"
فيا دارةً بالعلم والفضـل توجت
وعبد العزيز بن الرفاعي عقيدهـا
وهبتك من أبيات شعري قلائـدا
وإن جاد عن درب البيان قعيدها
وعذراً سَراةَ القوم إن نَدَّ بي النوى
وحال من الأسفار عنكم بعيدهـا
وقد أسعفتني دولة الشعر بعدمـا
تَوارَت وأضناني كثيراً صدودهـا
فدمت "أبا عمـار" للـدارة التي
حوتنا وأنت - العمرَ - فينا عميدها
5- رعاك الله يا ندوتنا:
وفي خميسية يوم 21/4/1409هـ ألقى الأستاذ المحامي محمود بعاج قصيدة طويلة بمناسبة توديع الندوة لأحد عشاقها، الذي انتقل إلى مدينة جدة، وحيث إن ما يهمنا من القصيدة هو الجزء الخاص بالندوة فقد أثبتُّه في دراستي، وتركت ما سواه، فقد جاءت الأبيات الآتية التي اختتم بها قصيدته خاتمة صادقة معبرة، يقول فيها وهي من بحر الرمل:
يا رعاك الله يا ندوتنا
وسقـاك الغيـث فيض القـرب
نتعاطى فيك أنماط الرؤى
و نُجيل الفكـر بـين الكتـب
دمتِ في بيت الرفاعـي روضـةً
"لأبي عمار" شيخِ الأدب
ناشر العلم ندي طبعه
خادم الضـاد لسـان العـرب
كلما جئنا خميساً عنده
نرقب التالـي بشـوق رحـب
6- روضة الرفاعي:
ونشر الأستاذ حسين جبران الكريري بجريدة الجزيرة بتاريخ 5/6/1409هـ الأبيات التالية بعد حضوره إحدى ندوات الرفاعي الخميسية، وهي من بحر المتقارب جاء فيها:
إذا كنتَ تهوى السهرْ
وأحلى المعاني وصـدق الخـبر
فعند الرفاعـي يَـروق الحديث
وفي منتداه يَطيب السمر
يفوح نداه بطيبِ الشَّذا
وعَبق الخُزامـى ونفْـح الزهَـر
بديع المعانـي فصيـح اللسـان
يصوغ الكـلام كنظـم الـدرر
فلو أسمع الطير أنشودةً
لهزَّ الجناحَ لوقع الأثر
ولو أنشـد المـزنَ مـن شعـره
لحنتْ إليه وهَلّ المطر
ولو خاطـب الروضَ في دوحـه
لمالت إليه غصون الشجر
فكـم جاد للحرف من جهـده
لترقى المعاني أعالي القمر
أيا رائد الشعر قـد جـاء بـي
صديق وشـوق فنلـت الوطـر
فشكـراً جزيلاً لذاك الصديـق
وشكراً جزيلاً لمـن قـد حضـر
7- دارة الشعر:
ومن أروع وأجود ما قيل في الندوة الخميسية الرفاعية قصيدة معالي الشيخ عبد الله بلخير وهي من البحر الخفيف قالها ليلة زار الندوة الشاعر اليمني أحمد الحضراني رحمه الله.
ندوة الشعر في الريـاض ليالـي
الجمع النيرات دار الرفاعي
تلق فيهـا أفـلاذ أكبـاد دنيـا
العرب من كل ذي يراع وبـاع
أشرقت من كواكب الأدب العالي
وأقمار أفقهِ في شعاع
دار الملتقى بمنفوحـة الأعشـى
ما حولـها وترهـا مـن تـلاع
يتباهى بها ويزهو جرير (1)
فهي في حيه بتلك البقاع
جئتها أمس خائضاً بحرها
الطامي بمجداف زورقي وشراعي
وبها المنشآت تجـري كأكنـاف
ثبير على خضم مشاع
هبتها حـين رأيـت صواريهـا
عليها ذخانها في اندلاع
وترددت في حيـاء فمـا أكثـر
بين الأبـواع في الشعـر باعـي
كان في صدر ندوة الشعر قيـل
من ملوك القريض من ذي كلاع
ذو الثمانين والثلاثين ما طاولـه
شاعر ولا ذو يراع
في أهازيجه وأسماره سـوق عكـا
ظ يسعى له كل ساع
فهو أعجوبة العروبـة في الدنيـا
تباهي به بغير نزاع
لست أدري هل ضاع في العرب أم
ضاع وهم في زمانهم في ضياع (2)
والذي أدري أنه اليوم
في العارض ملء الأنظار والأسماع
نازل بين أهله في سيوف
ورماح نجدية ودراع
كان لي مـن لقائنـا إذ تلاقينـا
بنجد وفي عرين السباع
فرحة العمر يوم شنفتُ
آذاني بأشعاره فكـان اجتماعـي
ما تمنيت في حياتـي أن أطفـي
لظى لهفتي به والتياعي
فاح غصني في ظله بشذا شعـري
فأصغى مـن عرشـه لسماعـي
وحباني بحبه فتعاليـ
ــتُ إلى ظل عرشه في ارتفاع
والتحيات للذي جمـع الشمـل
نداه عبد العزيز الرفاعي
8- في ندوة الرفاعي:
ونشرت جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 19/2/1984م قصيدة لمعالي السيد أحمد بن محمد الشامي عنوانها: "في ندوة الرفاعي" وهي من البحر الخفيف يقول فيها:
حيها ندوة الشريـف الرفاعـي
الزكي النِجار سجـح الطبـاع
المجلي في كل فن رفيع
والفصيح اللسان عـف الـيراع
حيها "روضـة" لكـل أديـب
ألمعي أو ذي يراع صَناع
ثمرات العقول فيها وفيها
شهوات الأبصار والأسماع
وقطوف الآداب قـد أنضجتهـا
لهفات الإتقان والإبداع
كلما جئت لاجئـاً من ذنوبـي
مستجيراً أزور خيرَ البقاع
أرتجي رحمة وأنشد غفرانا
وأشوي تفاهتي بالتياع
طار شوقـي إلى ريـاض بقلـبي
ودعاني لرؤية الشيخ داع
وهو صِنْوي مبادئاً وودادا
ووثوقاً بالواهب المناع
لست أشكو نوائب الدهر إذ قد
قومت كل مائـل مـن طباعـي
علمتني أن الحياة متاع
لغرور أو فتنة أو متاع
يا رفاق اليراع والعقل والديـن
وما كرم الـورى مـن دواعـي
ما فتئتم أنـي توجهـت أنسـى
وحديثي في وحـدة واجتمـاع
وأنا في مناكـب الأرض أجـري
ثلث قرن ومـا طويت شراعـي
وإذا ما نزلت يوماً بقوم
كان يومُ اللقـاء يـومَ الـوداع
9- النادي الخميسي:
وعندما زار الشاعر العربي المهجري زكي قنصل، الندوة الرفاعية عند زياراته للمملكة بدعوة من وزارة الإعلام حياها بقصيدة رائعة صفق لها الحضور لما اشتملت عليه من معان نبيلة، وصور خلابة جذابة، وهي من بحر الوافر، يقول فيها:
صبوت إليك يا يـومَ الخمـيس
صبـوَّ الحقـلِ للمطـر الحبيس
وحمتُ عليك مـن دار اغترابـي
بشوق بـين أضلاعـي رسيـس
لقد نُبّئتُ أني سوف ألقى
كرامَ عشـيرة الأدب النفيـس
فهـا أنا بينكـم لكـنْ لأروي
غليلي مـن حديثكـم الأنيـس
قطعت إليكم براً وبحراً
لأملأَ من ثمـار الفكـر كيسـي
أحيي صاحب النـادي الخميسي
فقد مـلأت مكارمُـهُ طروسـي
وأحني الرأس إجـلالاً لشعـب
بقربته شمًختُ علـى الشمـوس
أحن إلى زغاليلي ولكن
سأحمل منكم أحلـى الـدروس
10- الندوة الرفاعية:
ونختتم هذه المختارات الشعرية التي تعبر بإخلاص عما تراه مشاعر قائليها في مسيرة ندوتهم "الخميسية" وما يلمسونه من محاسنها ومزاياها، وما يقع تحت سمعهم وبصرهم من مكرمات لراعيها ومؤسسها عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله - تجل عن الوصف. نختمها بهذه القصيدة التي جاءت بها عاطفة جياشة، وشعور نبيل، وأحاسيس فياضة، للندوة وعميدها، وجعل عنوانها "الندوة الرفاعية" وقد ألقاها الشاعر حيدر الغدير في إحدى خميسيات عام 1409هـ وهي من بحر الكامل التام، جاء فيها:
يا دار لكل مجد موئلا
يهفو إليـك الصحب والخـلان
وتلذ فيـك خمائـل وجـداول
ويضوع فيك الفـل والريحـان
وتجود فيـك قرائـح وبلابـل
هم للأصالة والـهدى فرسـان
ولكل معنى عبقري منبع
فيه التلاقـي والوصـال جمـان
ولأمَّنا الفصحى عكـاظ يلتقـي
فيه النبوغ الثر والأقران
عُمَـرٌ هنا وهنا لبيـد وحاتـم
وهناك شوقيٌ وذا حسان
وهناك عنتـرة ومعجـز أحمـد
والبحتري يزينه الإيوان
وأبو البقـاء ودمعـة في رنـدة
ما شاب أشعـاراً لـه نقصـان
وابن المعرة شيخهـا وحكيمهـا
في راحتيه الزند والغفران
إن شك آونـة فسائـر عمـره
الزهد والتسبيح والإيمان
يا دارة الصحب والكرام ملكتني
وسبيت قلبـاً ما سبتـه حسـان
كم أسعدتني في الأصائل والضحى
رباك باكرها الحيا الهتان
دومي -وقيتِ السوء- بستاناً لنا
يحميك من غدراتـه الرحـمان
 
طباعة

تعليق

 القراءات :699  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 15 من 30
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

سوانح وآراء

[في الأدب والأدباء: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج