أطلتْ بوجه الحسن وازدان جيدُها |
فتاق لها من عِلْية القوم صِيدُهـا |
وذاعت مزاياها وفـاح أريجهـا |
وحل على عرض القلوب عميدها |
فطارفها يمتـد كالبحـر زاخـرا |
ويبلغ أوج المكرمـات وليدهـا |
وتعبق بالذكـرى سنـين تقدمت |
وينمو على مر الليالي رصيدهـا |
وتزهو بها الآداب والفضل والنهى |
ويزري بمأوى (حاتم) الجود جودها |
هي الروضة الغناء فواحة الشـذا |
تميس اختيالا بالعطـور ورودهـا |
هي الغيث هطالا سخيا متى اغتدت |
به ممحلات العود أورق عودهـا |
هي الدارة الشماء والمنتدى الذي |
بدا فيه من أسمى الفعال حميدهـا |
ويرتادها من كل قطـر فطاحـل |
فكل خميس جاء باليمن عيدهـا |
تحدثك الأنبـاء عنهـا فتنتشـي |
ويأتيك بالذكر المزيـد حميدهـا |
وتحفل بالأشعـار في كل جلسـة |
فينساب في الأسماع حلواً نشيدها |
كأن عكاظ الشعر عـاد مجـدداً |
و"حسان" و" الأعشى" و"كعب" شهودها |
و "قس" يباري بالفصاحة "أكثما" |
و "عمرو" يغذيها ويشدو "لبيدها" |
فيا دارةً بالعلم والفضـل توجت |
وعبد العزيز بن الرفاعي عقيدهـا |
وهبتك من أبيات شعري قلائـدا |
وإن جاد عن درب البيان قعيدها |
وعذراً سَراةَ القوم إن نَدَّ بي النوى |
وحال من الأسفار عنكم بعيدهـا |
وقد أسعفتني دولة الشعر بعدمـا |
تَوارَت وأضناني كثيراً صدودهـا |
فدمت "أبا عمـار" للـدارة التي |
حوتنا وأنت - العمرَ - فينا عميدها |