فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
أُعبوثة!! أيهما هو الأصل: الدجاجة أم البيضة؟ في شوال/ 1406 = حزيران/ 1986م كنت زائراً عند ابني الأكبر نوفل، وهو مهندس في الكيمياء الصناعية يعمل في فرع شركة آرامكو (Aramco) الأمريكية للبترول في مدينة (ينبع) من المملكة العربية السعودية. فاعتراني في إحدى الليالي أرق شديد، فلم أستطع أن أنام حتى يئست من النوم، وبقيت أستعرض في ذهني مختلف الذكريات. فجاء إلى ذهني موضوع (الحلقة المفرغة) أو (الدور) كما يسميه المناطقة في علم المنطق، أو (الدائرة الفاسدة) كما يسميه الفلاسفة الفرنسيون باللغة الفرنسية (Vice Cercle). وتذكرت عندئذ المسألة التي يضرب بها المثل في هذا الشأن: هل الدجاجة من البيضة، أو البيضة من الدجاجة؟ وقول بعض الشعراء الظرفاء في تمثيل ذلك، بين شيبه وهجر محبوبته إياه: لـولا جفـاه لـم أشـب لـولا مشيبـي مـا جفـا!! فأخذت من حقيبتي القلم والورق، وكتبت هذه الأبيات أعبث بها، لعلي أتخلص بها من أحبولة الأرق، فتنفرج عني، وأنام بعدها ملء جفوني: يـا فيلسـوفَ العصـر، يـا أهـلَ العقـول والنَّظـرْ هـل مـن جـواب مقنـع فيمـا بـه حـار البَشَـرْ؟ أَيٌّ هـو الأصـل، وأيٌّ بعـدَه منـه صَـدَرْ: هـل الـدجـاج الأصـل منـه البيـض وافـى وانتشرْ أم إنـه البيـض الـذي لـولاه مـا دِيـكٌ نَبَـرْ قـد قيـل فـي تمثيلـه شِعـرٌ لطيـف واشتهـرْ وصـار عنـوانـاً علـى دائـرة بـلا ثَمَـرْ تـدور فيهـا عـائـداً كمـا بـدأْتَ وتَكُـرّ: حبيـبُ عمـري صَـدَّنـي والشيـبُ فـي رأسـي استعـرْ لـولا جفـاه لـم أَشِـبْ لـولا مَشيبـي مـا هجـرْ!! إن شئتَهـا فلسفـة فـاسْـأَلْ بهـا أهـلَ البَصَـرْ: أَيُّهمـا مُـؤَثِّـر؟ أَيُّهمـا هـو الأَثَـرْ؟ أو مُلْغـزاً فـي النحـو قـل لأهلـه بـلا حَـذَر: يـا قـومُ أيـن المُبْتـدا؟ وأيـن يـا قـومُ الخَبـرْ؟ يَنْبُع - جُدَّة، في 20 من شوال 1406هـ = 28/6/1986م
طباعة تعليق  القراءات :894  التعليقات :0
صفحة 49 من 56

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج