جاءني العيد حاملاً ليَ بُشرى |
جامعاً لي من الأَمانيّ زَهرا |
قال لي يا هداي، يا زينة الأترا |
ب، أنتنّ بهجة ليَ كبرى |
إنني العيد جئتكنّ، وعندي |
تجدُ الآنساتُ أُنساً وبِشْرا |
جئت أهديكِ، يا هدايَ، ثياباً |
وأساويرَ مثلَ وجهكِ زُهْرا |
إنني العيد قد مُلئتُ سروراً |
وحبوراً، كما يرام، وفخرا |
أملأُ الأرض زينةً وابتهاجاً |
واغتباطاً، أَعْظِمْ بقَدْريَ قدرا |
إن عندي للغانيات حُليَّاً |
وحريراً جَمَّاً وكُحلاً وعِطرا |
يلبس الناسُ فيَّ كلَّ جديد |
وعلى نشوتي يقيمون دهرا |
ويميسون كالطواويس تيهاً |
فكأني خَمْرٌ بها الناس سَكْرى |
ويُراعون مَقْدمي باشتياق |
راقبين الهلال شهراً فشهرا |
فإذا ما الهلالُ غُمَّ عليهم |
لا يكادون يستطيعون صبرا!! |
فاهنئي يا هُدايَ حين قدومي |
بهَدايايَ، وافرحي بي جهرا |
واذكريني بغبطةٍ كلَّ عامٍ |
واحفظي لي في القلب أجملَ ذكرى |
أنتِ بين الأطفال بُلبلُ أُنْسٍ |
فاصْدَحي إن رأيتِ منّيَ فَجْرا |
* * * |
قلتُ، يا عيد، كيف يفرح قلبي |
وبلادي من بؤسها اليومَ حَسْرى؟ |
فربوعٌ قد خيّم الظلم فيها |
وحقوق أصبَحْنَ قَتْلى وأسْرى |
لستَ، يا عيد، بهجةً لي ولو أن |
ي بملقاك أعتلي عرشَ كِسْرى |
قبل أن تَفرح البلادُ بما تبغ |
ي، وتلقى من بعد ذا العُسْر يُسْرا |
كلُّ عَرشٍ مزيَّفٍ أنشؤُوه |
هو نعْشٌ منه سننزل قبرا!! |
إنما العيد يوم تُحْرِزُ أوطان |
ي حقوقاً ينالُها الهضمُ قسرا |
* * * |
أيها السامعونَ والسامعاتُ اليو |
مَ مني قولاً جميلاً، وفِكْرا |
إن تروني لديكُم الآن طفلاً |
فشعوري النبيل أكبر عُمْرا |
إن أكنْ كالبنات أضفر شَعْراً |
فغداً أضفر القريحةَ شِعْرا |
إن يكن مَنْطقي الغَداة أضاحي |
كَ فإني لسوف أَنطِق دُرّا |