شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يا بني الفرنسيس
ضحايا مقاومة تزوير الانتخابات النيابية في سورية عام 1932م
في عام/ 1932م قررت السلطة الفرنسية المحتلة في سورية إجراء انتخابات نيابية تحت سيطرتها، وإقامة مجلس نيابي وحكومة ملائمة للسلطة الفرنسية وذلك لإلباس الوضع القائم في البلاد صفة الشرعية الصورية.
وقد رأى حزب الكتلة الوطنية التي تقود النضال الوطني ضد المستعمرين الفرنسيين أن لا يعلنوا مقاطعة الانتخابات، بل يخوضونها، خشية أن يستغل الفرنسيون خلو الساحة، فيخرجون في الانتخابات من يشاؤون من عملائهم ومواليهم. وإذ كان الفرنسيون مصممين على التدخل بقوتهم وعملائهم لتزييف الانتخابات وقع الاصطدام الدامي المتوقع، وسقط قتلى وجرحى في جميع البلاد السورية برصاص السلطة ولا سيما في دمشق وحلب.
وقد كنت أنا إذ ذاك طالباً في كليتي الحقوق والآداب بالجامعة السورية، فأرقت تلك الليلة تأثراً من أخبار الضحايا الوطنية.
وفي اليوم الثاني أنشأت هذه القصيدة، وقدمتها إلى جريدة (اليوم) وكان يرأس تحريرها الأستاذ عارف النكدي عضو المجمع العلمي العربي بدمشق، فنشرها فيها:
لله مـا نبـأ طـار البـريـد بـه
يسير في النفس سير النار فـي الحطـبِ
ما ليلنـا نـائـم مـن هـول وقعتـه
فكيف ليل ضحايا الظلـم فـي حلـبِ؟
قد أمطروا فيك مـن نيـرانهـم شُهبـاً
وارحمتا لك، يا شهبـا، مـن الشُهُـبِ
كم من مخـدرَّة كـادت تمـوت أسـى
تبكي صريعـاً بكـف البغـي والغَلَـبِ
يمـجّ بين يديها عَنْـدمـاً علقـاً
ويلفظ الروح بيـن الـويـل والحَـرَبِ
لـم يأت ذنباً سوى أن لجّ فـي طلـبٍ
يبغي انتخاباً سليماً، جـلّ مـن طلـبِ
قالوا دم الحرّ يشفـي مـن بـه كَلَـب
أما شفتهم دمانا اليـوم مـن كَلَـبِ (1) ؟
حِلاًّ، ففي ذمـة الأوطـان مـا لقيـتْ
أبناؤك الغُرّ يـا شهبـاء مـن شَجَـبِ
لـك التأسي بما لاقـت دمشـق فقـد
آخاكما نسـب مـن أعـرق النسـبِ
* * *
بنـي الفـرنسيـس، إنا معشـر صُبُـر
وإنمـا دمنـا ذاك الـدم العـربـي
أليس قـد أَعلنت من قبـلُ ثـورتُكـم
حـق الشعوب، وصـانته مـن اللعـبِ
فما لكم بعدهـا داسـت مطـامعكـم
حق الحيـاة، فلم ترحـم ولـم تَهَـب
أتستبيحـون ما حرّمتمـوه علـى
ناب البُغـاة، ولا تخشـون مـن عتَـبِ
كـانت فظـائـع تيمور جـرت مثـلاً
من بعد نيرون فيمـا مـرّ مـن حِقـبِ
فـاليوم قـد نسختـه قسـوةٌ لكمـو
فينـا، وسيَّـرتم الأمثـال بـالنُّـوَبِ
إذا استغثنـا عَثَـت فينـا بنـادقكـم
وإن سكتنا فكيـف الـريّ باللهـبِ؟!
إن تنصفـونـا فأحبـاب لنـا وإذا
صَـدَفتمـو فلنـا ميثـاق كـل أبـي
هـذي مَحَجَّتنـا بيضـاء فاستمعـوا
بيانهـا من فم الشيـخ الفتـى الحلبي (2)
دمشق، 25/ 12/1932م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :684  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 38 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.