لله مـا نبـأ طـار البـريـد بـه |
يسير في النفس سير النار فـي الحطـبِ |
ما ليلنـا نـائـم مـن هـول وقعتـه |
فكيف ليل ضحايا الظلـم فـي حلـبِ؟ |
قد أمطروا فيك مـن نيـرانهـم شُهبـاً |
وارحمتا لك، يا شهبـا، مـن الشُهُـبِ |
كم من مخـدرَّة كـادت تمـوت أسـى |
تبكي صريعـاً بكـف البغـي والغَلَـبِ |
يمـجّ بين يديها عَنْـدمـاً علقـاً |
ويلفظ الروح بيـن الـويـل والحَـرَبِ |
لـم يأت ذنباً سوى أن لجّ فـي طلـبٍ |
يبغي انتخاباً سليماً، جـلّ مـن طلـبِ |
قالوا دم الحرّ يشفـي مـن بـه كَلَـب |
أما شفتهم دمانا اليـوم مـن كَلَـبِ
(1)
؟ |
حِلاًّ، ففي ذمـة الأوطـان مـا لقيـتْ |
أبناؤك الغُرّ يـا شهبـاء مـن شَجَـبِ |
لـك التأسي بما لاقـت دمشـق فقـد |
آخاكما نسـب مـن أعـرق النسـبِ |
* * * |
بنـي الفـرنسيـس، إنا معشـر صُبُـر |
وإنمـا دمنـا ذاك الـدم العـربـي |
أليس قـد أَعلنت من قبـلُ ثـورتُكـم |
حـق الشعوب، وصـانته مـن اللعـبِ |
فما لكم بعدهـا داسـت مطـامعكـم |
حق الحيـاة، فلم ترحـم ولـم تَهَـب |
أتستبيحـون ما حرّمتمـوه علـى |
ناب البُغـاة، ولا تخشـون مـن عتَـبِ |
كـانت فظـائـع تيمور جـرت مثـلاً |
من بعد نيرون فيمـا مـرّ مـن حِقـبِ |
فـاليوم قـد نسختـه قسـوةٌ لكمـو |
فينـا، وسيَّـرتم الأمثـال بـالنُّـوَبِ |
إذا استغثنـا عَثَـت فينـا بنـادقكـم |
وإن سكتنا فكيـف الـريّ باللهـبِ؟! |
إن تنصفـونـا فأحبـاب لنـا وإذا |
صَـدَفتمـو فلنـا ميثـاق كـل أبـي |
هـذي مَحَجَّتنـا بيضـاء فاستمعـوا |
بيانهـا من فم الشيـخ الفتـى الحلبي
(2)
|