شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أعدتَ حياةً للبراء بن مالك
في ربيع الأول من عام/ 1362هـ الموافق شهر أيار/ 1943م أقامت جمعية البر والأخلاق الإسلامية في حلب احتفالاً بذكرى المولد النبوي، فحضر من حماة إلى حلب للاشتراك في هذا الاحتفال أخونا القاضي الأديب الشاعر إبراهيم العظم فألقى فيه قصيدة جيدة، وسجل في قصيدته تلك صورة ممتعة لبطولة الصحابي الجليل البراء بن مالك في حرب اليمامة مع مسيلمة الكذاب وقومه، حيث تسلق البراء رضي الله عنه جدار الحصن الذي تحصن به الكذاب وقومه وكان حصيناً منيعاً، ورمى البراء بنفسه في الحصن بين الأعداء ليفتح بابه، وظل يجالدهم بسيفه ويرمي بهم يميناً وشمالاً حتى خلص إلى الباب ففتحه للمسلمين الذين كانوا يحاصرونه.
وبعد مدة أرسلتُ إلى أخينا إبراهيم العظم رسالة ختمتها بهذه الأبيات في 8 من جمادى الأولى/ 1362هـ الموافق 12/5/1943م. وكان قبلاً قد عين مديراً للأوقاف بحلب قضينا معه فيها أنا والأستاذ معروف الدواليبي في فترة اُنْسٍ ممتعة:
نـأيتَ فـأدنتنـي إليـك ركـائـب
مُديماتُ وصل، يا لهـا مـن نجـائـبِ!
وخير المطايا للمحـب خيـالـه
يُظَن مقيمـاً وهـو فيـه كـراكـبِ!
إذا أنا كدّتنـي المتـاعـب سـافـرتْ
إليـك خيـالاتي فزالـت متـاعبـي!
ففي كل معنى مـن مـزايـاك جـاذب
لمن هـو مفتـون بعشـق المـواهـبِ
وكتبـك تـأتينـي فتسحـرنـي بهـا
فحـولـةُ كتـاب ودَلُّ كـواتـبِ
عرفتُ بـك الآداب والعلـم والحجـا
وأدركـت في لقيـاك أسمـى المطـالبِ
* * *
أأذكر في الشهبـاء بـالأمس نـاديـا
طلعت به كالبدر بيـن الكـواكـبِ!!
تُشيـد بميـلاد النبـي محمـد
رسول الهدى، جم النـدى والمنـاقـبِ
وأفْـرغتَ فـي الآذان عنـه قصيـدة
فـأمطيتهم منهـا بُـراق العجـائـبِ!
كـأن معـانيهـا وصـوبَ خيـالهـا
سحائـبُ غيـثٍ تهتـدي بسحـائـبِ
تجلـى بهـا فيـض مـن الله نـازل
علـى عبقـري مـالـه مـن مقـاربِ
كـأن بها حسّانَ فـي فيـك نـاطقـاً
وكعباً وعبد الله مـن كـل جـانـبِ (1)
عرجت على حـرب اليمـامة عنـدمـا
تـولّى بها الكـذاب رأس الأشـائـبِ
وأبـدعت فيهـا صـورة مـن بطـولة
سَمَتْ أن تُبالي قاصمـاتِ العـواقـبِ
أعـدت حيـاةً للبـراء بـن مـالك
يصول كليثٍ فـي قـراع الكتـائـبِ
رمـى نفسه في الحصـن فـوق عـدوه
ليفتح بـابـاً دونـه ألـف قـاضـبِ!
هبـوطَ مظلّـي بغيـر مظلـة
على المـوت نـزّال، وفـي الله راغـبِ
هبـوطـاً تسـامـى ذكـره وخلـوده
وأزرى بـأبطـال الهـواء الأجـانـبِ
* * *
أم أذكـر أيـامـاً لنـا وليـاليـا
تقضين فـي الشهبـاء نهـبَ المَطـاربِ
ألا ليت شعري، والأمانـي مَـراجـم،
هل الدهـر قـاض بيننـا بالتقـاربِ؟
فننعـم فـي ظـل مـن الأنـس وارفٍ
نعيـمَ المعـالـي لا نعيـم المـلاعـبِ
يُطيـف بنـا فيـه اتحـاد مشـارب
وأي نعيـم كاتحـاد المشـاربِ؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :573  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج