نـأيتَ فـأدنتنـي إليـك ركـائـب |
مُديماتُ وصل، يا لهـا مـن نجـائـبِ! |
وخير المطايا للمحـب خيـالـه |
يُظَن مقيمـاً وهـو فيـه كـراكـبِ! |
إذا أنا كدّتنـي المتـاعـب سـافـرتْ |
إليـك خيـالاتي فزالـت متـاعبـي! |
ففي كل معنى مـن مـزايـاك جـاذب |
لمن هـو مفتـون بعشـق المـواهـبِ |
وكتبـك تـأتينـي فتسحـرنـي بهـا |
فحـولـةُ كتـاب ودَلُّ كـواتـبِ |
عرفتُ بـك الآداب والعلـم والحجـا |
وأدركـت في لقيـاك أسمـى المطـالبِ |
* * * |
أأذكر في الشهبـاء بـالأمس نـاديـا |
طلعت به كالبدر بيـن الكـواكـبِ!! |
تُشيـد بميـلاد النبـي محمـد |
رسول الهدى، جم النـدى والمنـاقـبِ |
وأفْـرغتَ فـي الآذان عنـه قصيـدة |
فـأمطيتهم منهـا بُـراق العجـائـبِ! |
كـأن معـانيهـا وصـوبَ خيـالهـا |
سحائـبُ غيـثٍ تهتـدي بسحـائـبِ |
تجلـى بهـا فيـض مـن الله نـازل |
علـى عبقـري مـالـه مـن مقـاربِ |
كـأن بها حسّانَ فـي فيـك نـاطقـاً |
وكعباً وعبد الله مـن كـل جـانـبِ
(1)
|
عرجت على حـرب اليمـامة عنـدمـا |
تـولّى بها الكـذاب رأس الأشـائـبِ |
وأبـدعت فيهـا صـورة مـن بطـولة |
سَمَتْ أن تُبالي قاصمـاتِ العـواقـبِ |
أعـدت حيـاةً للبـراء بـن مـالك |
يصول كليثٍ فـي قـراع الكتـائـبِ |
رمـى نفسه في الحصـن فـوق عـدوه |
ليفتح بـابـاً دونـه ألـف قـاضـبِ! |
هبـوطَ مظلّـي بغيـر مظلـة |
على المـوت نـزّال، وفـي الله راغـبِ |
هبـوطـاً تسـامـى ذكـره وخلـوده |
وأزرى بـأبطـال الهـواء الأجـانـبِ |
* * * |
أم أذكـر أيـامـاً لنـا وليـاليـا |
تقضين فـي الشهبـاء نهـبَ المَطـاربِ |
ألا ليت شعري، والأمانـي مَـراجـم، |
هل الدهـر قـاض بيننـا بالتقـاربِ؟ |
فننعـم فـي ظـل مـن الأنـس وارفٍ |
نعيـمَ المعـالـي لا نعيـم المـلاعـبِ |
يُطيـف بنـا فيـه اتحـاد مشـارب |
وأي نعيـم كاتحـاد المشـاربِ؟! |