أَبُنَـيَّ، مَـا نَبَـأٌ أتـانـا حينَمـا |
كنَّـا عَلى وَشَكٍ إليـكَ سَنَـرْحَـلُ؟! |
كنّـا مَعـاً فَسَبَقْتَنَـا فـي رِحلـةٍ |
لِلشَّـرْقِ قـاصِيَـةٍ، وأنـتَ تَهَـلَّـلُ |
وَتُـرَاقِبُ السَّـاعَـاتِ قَبْل مَسيـرنَـا |
نَحـوَ المطَـارِ، وَكُـلُّ شـيءٍ مُكْمَـلُ |
مُسْتَشـرِفيـن إلـى اللّحـاقِ بلهْفَـةٍ |
فـإذا به يـأتـي النَّعـيُّ المُـذْهِـلُ!! |
جَمَـدَتْ لـهُ أبصَـارُنـا وعقـولُنـا، |
وَعُيـونُنا سَـالـتْ دُمـوعَـاً تَهْمُـلُ |
غـادَرْتَنـا بإجـازةٍ مُستبشِـراً |
لِتعـودَ جُثمـانـاً إلينـا يُحمَـلُ!! |
يَبْنـي كمـا يَهْـوى الفَتـى أحلامَـه |
جَهـلاً بِمـا يُخفـي لـهُ المستقبَـلُ |
* * * |
كـان التَّيَتُّـمُ للصِّغَـار بفقـدِهـم |
آبـاءَهُـم فـإذا الأُمـورُ تَبَـدَّلُ!! |
فاليـومَ فَقْـدُك يـا بُنَيَّ أضـاعنـي |
وَأراكَ قـد يَتَّمْتَنِـي يـا نَـوْفَـلُ |
كُنـتَ الأَنيـسَ لِـوحْـدَتـي إنْ زُرتَنـي |
وَالبَـرَّ كُـلَّ البَـرِّ فيمـا تعمَـلُ |
وَأُحِـسُّ روحـاً قـد سَـرَى فـي أضلُعـي |
لمّـا أراك وأنـتَ نحـوي مُقْبِـلُ |
ومعـانقـاً إيّـايَ تسألنـي الدُّعـا |
إذْ تَبتغـي التـوديـعَ أو تَستَقبِـلُ |
تبغـي المَسَـرَّةَ لـي بكُـلّ وَسيلـةٍ |
وهـواكَ فيمـا أبتغـي وأُؤَمِّـلُ |
يَهْفُـو فـؤادي إذْ أَراك علـى الهُـدى |
مُتَـوازِنـاً فـي القَصْـدِ لا تَتَـزَيَّـلُ |
أُرْجِـي إليـكَ مَصـاعبـي لِتَحُلَّها |
لمّـا تـزورُ، وكُـلَّ أمـرٍ يَثْقُـلُ |
فمتـى أَتيـتَ حَصَـدْتَ كـلَّ مَصَـاعِبـي |
فـإذا العَصِـيُّ مـن الصِّعـابِ مُذَلَّـلُ!! |
ومتـاعبـي تخشـاكَ، إمّـا جئتنـي |
مَـا إنْ تُفـارقُنـي وعنـديَ مُشْكِـلُ |
* * * |
خَلَّفْـتَ خَلْفَـك هُـوَّةً فـي أُسْـرةٍ |
حَـارتْ لهـا الألبـابُ فيمـا تفعـلُ |
هَـذا الفَـرَاغُ تَـركـتَ فيهـا مـن لـه؟ |
يـا ربّ أنـت لـه، فأنـت المَـوْئِـلُ |
أنتَ الخَلِيـفُ لأهلـهِ وصِغـارِه |
مَـنْ ذا سِـواكَ الكـافـلُ المتكفِّـلُ |
يـا رَبّ بـاركْـهُ، وزدْ حسناتِـهِ |
وأفِـضْ عليـهِ رِضـاك يـا مُتَفَضـلُ |