أعنـكِ، ضيـاءُ، ذا النبـأُ الـوجـيعُ |
صُعِقـتُ لـه، وغيّبنـي الهُلـوعُ؟ |
أفـاطـمُ، لـو شهـدتِ وقد أتـانـي |
نَعِيُّـكِ، واستبـدَّ بـيَ الْخُشـوعُ |
وكنـتُ علـى انتظـارٍ أن تـزوري |
فيسعـدنـا بـكِ الشَّمْـلُ الجميـعُ |
بكيـتكِ، يـا ضيـاءُ، بـدمـع قلبـي |
فـزادت نـارَ أحشـائـي الدمـوعُ |
أشـمُّ روائـح الأبـويـن لمّـا |
أراك وتلتقـي منـا الضلـوعُ |
وإمّـا كنـتُ أكبـرَ منـك سنّـاً |
فإنـي في رضـاكِ حَـفٍ سـريـعُ |
* * * |
أجِـدَّكَ لـن أرى أبـداً ضيـاءً |
ومهمـا اشتـدَّ بـي شـوقٌ نَـزُوعُ |
أحقـاً إنهـا ذهبـت فِجـاءً |
وبعـد اليـوم ليـس لهـا رجـوعُ؟ |
ولـن أحظـى برؤيتهـا وضـمٍّ |
لأَعْطـافٍ لهـا طِيبـاً تضـوعُ |
تضـيء بناظـريَّ إذا التقينـا، |
لمنظـرهـا وبهجتهـا، شُمـوعُ |
* * * |
لَنِعْمَ الأُخـتُ كنتِ، أيـا ضيـاءٌ، |
ونعـم الحُـبُّ والمَثَـلُ الـرفيـعُ |
ونعـم الأمُّ والـزوج التـي مـا |
بمثـل حنـانهـا رُعِيَـتْ رُبـوعُ |
وإن يـك زوجُـك الأوْفـى طبيبـاً |
فقـد خلَّفْتِـهِ وهـو الفجـيعُ |
غـدا دَنِفـاً تقـاعـد مـن ضَنـاه |
وفـي إبّـان خِبْـرتـه قطيـعُ |
وأحـوج مـا يكـون لمـن يُـداري |
ومـن يحنـو، وعـن حـبٍّ يطيـعُ |
* * * |
أبـا عبـد اللطيـف، عليـكَ لَهْفـي |
فقـد لاقيـتَ مـا لا تستطيـعُ |
ونـاءَ بـك المصـابُ فكـن صبـوراً |
ولا تَجْـزَعْ، فمـا يغنـي الجُـزُوعُ |
فمـا للصبـر عنـدك مـن بـديـلٍ |
وعنـد الله أََجْـرُك لا يضيـعُ |
فهـذي الـدار مفتـرِقٌ بنـوهـا |
وفـي الأخـرى سيجتمـع الجميـعُ |
فـأَمْطِرْهـا دعـاءً مـن جـريـح |
فـإن الله للجـرحـى سميـعُ |
ويـا رحمـانُ آنِسْهـا بـرُحْمـى |
تـؤمّـن روحَهـا مما يَـرُوعُ |
وأَسْكِنْهـا بفضلـك فـي جنـانٍ |
بهـا إيمـانُهـا نِعْـمَ الشفيـعُ |