شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رثاء الأخت
بكيتك يا ضياء بدمع قلبي
الشقيقة العزيزة الحبيبة الفقيدة فاطمة ضياء الزرقاء أم عبد اللطيف الأميري، فوجئتُ بنبأ وفاتها الفجائية وأنا أؤدي مناسك العمرة في مكة المكرمة في المسعى يوم الخميس الخامس عشر من ذي القعدة/1400هـ = 25/9/1980م وفي اليوم الثاني لم أستطع أن أنام حتى صعّدتُ هذه الزفرات. وكانت من خير ربات البيوت وكان والدنا يحبها حباً جمّا رحمهما الله:
أعنـكِ، ضيـاءُ، ذا النبـأُ الـوجـيعُ
صُعِقـتُ لـه، وغيّبنـي الهُلـوعُ؟
أفـاطـمُ، لـو شهـدتِ وقد أتـانـي
نَعِيُّـكِ، واستبـدَّ بـيَ الْخُشـوعُ
وكنـتُ علـى انتظـارٍ أن تـزوري
فيسعـدنـا بـكِ الشَّمْـلُ الجميـعُ
بكيـتكِ، يـا ضيـاءُ، بـدمـع قلبـي
فـزادت نـارَ أحشـائـي الدمـوعُ
أشـمُّ روائـح الأبـويـن لمّـا
أراك وتلتقـي منـا الضلـوعُ
وإمّـا كنـتُ أكبـرَ منـك سنّـاً
فإنـي في رضـاكِ حَـفٍ سـريـعُ
* * *
أجِـدَّكَ لـن أرى أبـداً ضيـاءً
ومهمـا اشتـدَّ بـي شـوقٌ نَـزُوعُ
أحقـاً إنهـا ذهبـت فِجـاءً
وبعـد اليـوم ليـس لهـا رجـوعُ؟
ولـن أحظـى برؤيتهـا وضـمٍّ
لأَعْطـافٍ لهـا طِيبـاً تضـوعُ
تضـيء بناظـريَّ إذا التقينـا،
لمنظـرهـا وبهجتهـا، شُمـوعُ
* * *
لَنِعْمَ الأُخـتُ كنتِ، أيـا ضيـاءٌ،
ونعـم الحُـبُّ والمَثَـلُ الـرفيـعُ
ونعـم الأمُّ والـزوج التـي مـا
بمثـل حنـانهـا رُعِيَـتْ رُبـوعُ
وإن يـك زوجُـك الأوْفـى طبيبـاً
فقـد خلَّفْتِـهِ وهـو الفجـيعُ
غـدا دَنِفـاً تقـاعـد مـن ضَنـاه
وفـي إبّـان خِبْـرتـه قطيـعُ
وأحـوج مـا يكـون لمـن يُـداري
ومـن يحنـو، وعـن حـبٍّ يطيـعُ
* * *
أبـا عبـد اللطيـف، عليـكَ لَهْفـي
فقـد لاقيـتَ مـا لا تستطيـعُ
ونـاءَ بـك المصـابُ فكـن صبـوراً
ولا تَجْـزَعْ، فمـا يغنـي الجُـزُوعُ
فمـا للصبـر عنـدك مـن بـديـلٍ
وعنـد الله أََجْـرُك لا يضيـعُ
فهـذي الـدار مفتـرِقٌ بنـوهـا
وفـي الأخـرى سيجتمـع الجميـعُ
فـأَمْطِرْهـا دعـاءً مـن جـريـح
فـإن الله للجـرحـى سميـعُ
ويـا رحمـانُ آنِسْهـا بـرُحْمـى
تـؤمّـن روحَهـا مما يَـرُوعُ
وأَسْكِنْهـا بفضلـك فـي جنـانٍ
بهـا إيمـانُهـا نِعْـمَ الشفيـعُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :589  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.