| لَحَظـاتٌ يطيـش فيهـا الـرشـادُ |
| حيـن تُطـوى وتقبـر الأمجـادُ!! |
| والسجـايـا والمكـرماتُ اللـواتـي |
| جَسَّـدتْهـا تجـاربٌ وارتيـادُ |
| لَيْتَهـا ليتَهـا تُخَلَّـف دون المال |
| إرثـاً، إذ تـذهـب الأجسـادُ |
| * * * |
| أيـن منـا أخٌ نَمَتْـه خصـالٌ |
| هـنَّ فضـلُ الحيـاة، هـنّ العَتـادُ |
| غـاب مـن كـان فـي المـآزق رأيـاً |
| ثـاقبـاً لا يغيـب عنـه السَّـدادُ |
| غـاب مـن كان في الملمَّـات عَـزْمـاً |
| صـادقـاً يُستطـاب منـه العنـادُ |
| غـاب مـن كـان في المروءات شهمـاً |
| ولهـا منـه عـزةٌ واعتـدادُ |
| غارَ لُجٌّ من المحامد إذ غاب |
| فأنَّى يُوْفي به التَّعدادُ؟ |
| كـم تَحَـدَّوه فـي سبـاق المـزايـا |
| لكـنِ انْبَتَّ فـي اللحـاق الجيـادُ!! |
| يـا وفـاءً، ويـا نقـاءً، وصـدقـاً |
| قلمـا ضـمّ مثلَهـن الـوِدادُ |
| ثـروةً كنـتَ في الصـداقـة لا يُغـ |
| ـنـي غَنـاهـا كنـزٌ، ولا أولادُ |
| يـا جواداً فيمـا يَـزيـن المـروءاتِ، |
| بخيـلاً فيمـا يُعـاب الجـوادُ |
| أربعينـاً مـن السنيـن قضينـا |
| فـي إخـاءٍ يَعْيـى بـه الحُسّـادُ |
| قد تَداعـتْ في طـرفة العين فـانظـر |
| كـيف تَهـوى الأجيـالُ والآبـادُ |
| * * * |
| كم سرحنـا فـي الغـوطتيـن ربيعـاً |
| نحـن والأسـرتـان والأولادُ |
| في الليالي القمراء كم قـد بسطنـا الـ |
| ـزاد، والبـدر ضيفنـا المعتـادُ |
| نتسـاقـى حرّ الأحـاديث والنجـوى |
| سُـلافـاً حتـى يضـجّ السُّهـادُ!! |
| * * * |
| يا مقيماً فـي النفـس لا يَبرحُ القلـبَ |
| وإن أيـأسَ العيـونَ البعـادُ |
| الشـآم الحبيـبُ بَعـدك ليـلٌ |
| مكفهـرٌ، والغُـوطتـان رمـادُ |
| يَطَّبِينـي
(1)
البكـاءُ فـي كـل ذكـرى |
| لـك فـي ذمـتي، ويَـدمـى الفـؤادُ |
| وسنبكيـك كلـما جَـدَّت الأحـداثُ |
| فـي الهـزل، واستَحـرَّ
(2)
الفسـادُ |
| كلمـا أَعـوزَ القـويُّ الأميـنُ العَـفُّ |
| يـومـاً، وأعـوزَ النَّقَّـادُ |
| وأتـاهـا يستـام كـلُّ هـزيـلٍ |
| وتَنـادى الأخيـارُ: أيـن نهـادُ؟ |
| حُـقَّ أن يبكـي الـرجـال عليـه |
| مـن جُـزوعٍ، وأن يـدوم الحـدادُ |