مضـى فاستعبـر الأدب الغَـريـضُ |
وجفـن العلـم منكسـر مـريـضُ |
ينـازعنـا الـرثـاء لـه قـريضـا |
ودون قـريضنـا حـال الجَـرِيـضُ
(1)
|
بـه آمـالنـا قـد كـنّ أوجـاً |
فهـن اليـوم مـن ثكـلٍ حضيـضُ |
تَقـوّض شـاهـق، وانهـدّ ركـن |
بفقـدك، يـا أميـن، ولا مُعيـضُ |
بنفسـي، لـو لنفسـك مـن فـداءٍ، |
نُهـىً بِكْـرٌ، وفكـر لا يغيـضُ |
وعلـم تُشـرق الآراء فيـه |
علـى جَنَبـاتـه عقـل يَفيـضُ |
تشـفّ بـه الحقـائـق عـاريـاتٍ |
ويُعجـزهـا بسـاحتـه الغمـوضُ |
* * * |
وجـدنـا فيـك مـا تهوى المعـالـي |
ومـا يصبـو لـه الأمـل العـريـضُ |
تفجّـر منـك فـي الشهبـاء فضـلٌ |
كمـا يـرمـي بـزبـدتـه المَخِيـضُ |
بيـانٌ يَفغـم الأسمـاع طِيبـاً |
يجـفّ سـواه وهـو نـدٍ مُفيـضُ |
وحـذْقٌ فـي السيـاسـة ألمعـيٌّ |
علـى منـوالهـا مـرِنٌ مَـروضُ |
* * * |
هبطـتَ معـاهـد الشهبـاء شهمـاً |
فـأدهـش مـن مـزايـاك الومـيضُ |
وأصبـح كـل ذي لَسَـنٍ وعُجْـبٍ |
لـه بـإزائـك الطَـرْفُ الغضيـضُ |
يعـضّ علـى فضـائلـك احتيـاج |
وصبـرك لا يليـن لمـا يَهيـضُ
(2)
|
أفَضْـتَ علـى الكفـاف عفاف نفـسٍ |
كـأن نقـاءهـا البُـرْد الـرحيضُ
(3)
|
وللحـر الكـريم إبـاءُ نفـس |
إلـى سلطـانـه أبـداً يَئيـضُ |
لـه فـي نفسـه الشمّـاء كنـز |
وعـزٌّ دونـه المُلـك العضـوضُ |
* * * |
نهضـت أيـا أميـن بعـبء قـومٍ |
حُمـاة الـديـن يُعْـوزهـم نهـوضُ |
فبـان بـك التفـاوتُ فـي المـزايـا |
وغـار بـأهلـه العقـل المـريـضُ |
وأَنّـى مـن مـواهبـك العـوالي |
عقـول لا تبـضّ ولا تبيـضُ
(4)
|
دَهـى بـرحيلـك الإصـلاحَ داهٍ |
ٍوهـدّ رجـالَـه الحـدثُ المَضِيضُ |
وأَنْقـضَ رحلَهـم عـبء ثقيـل |
فيـا للِـرحْـل زعـزعـه النقيـضُ
(5)
|
* * * |
ألا فـي ذمـة الأقـدار منـا |
جنـاح مُـوهَـنٌ واهٍ مَهِيـضُ |
وطُـلاّب تَفتّـح فـي حجـاهـم، |
بمـا ثقّفتهـم، روضٌ أَرِيـضُ |
غـذوتَ عقـولهـم نـوراً فضـاءت |
ورُضْتَهمـو، ومثلـك مـن يـروضُ |
تـركتهمـو، وأنـت لهـم حبيـب، |
فبَعـدك أُنْسُهـمْ لهمـو بغيـضُ |
ستبكيـك المنـابـر، يـا أميـنٌ، |
وآثـار علـى الأيـام بيـضُ |