| فهل تُبْلغنّي دارَكم عَجْرفيّةٌ |
| من اليَعْمَلات السُّحم، لا الأَيْنُقِ الأُدْمِ
(1)
|
| لها حينما تغدو هدير كأنه |
| زئير يجلّي وقعُه صَمَمَ الصُّمِّ |
| وما رعت السَّعْدانَ يوماً ولا الغضا |
| ولكن تُغذَّى بالبُخار وبالفحمِ
(2)
|
| وما نَضَخَتْ ذِفْرى لها من كلالةٍ |
| ولا احتاجت الأضلاع منها إلى اللَّدمِ
(3)
|
| وأخفافُها صلْب الحديد كأنها |
| محالات بئرٍ نُظِّمت أيَّما نَظْمِ
(4)
|
| على طُرق الفولاذ تجري إلى المدى |
| كمثل هجوم الأفعوان على الخصمِ |
| سواءٌ لديها الحرّ والقرّ والدجى |
| وقربٌ وبُعدٌ، فهمي دائمة العزْمِ |
| تُنَصّ فلا تَحفى، وتسري فلا تني |
| ولا تشتكي الإعياء من قلة النومِ
(5)
|
| وليس عليها من خِطامٍ ولا بُرىً |
| سوى مِقْومٍ أو مِيقفٍ مُحكَم الأَزْم
(6)
|
| يوجّهها القَطّارُ وهي تطيعه |
| كما شئت من حسٍّ رهيفٍ، ومن فهمِ
(7)
|
| إذا رام منها التَّقْـدُمِيَّـةَ أقدمـتْ، |
| أو القهقرى ردَّت خُطاها على علمِ
(8)
|
| بعينٍ كعين الشمس تُجلى بها الدجى |
| ولكنها عميا في نظر القومِ!! |
| وليس يضلّ الركبُ ما دام خلفها، |
| بها الركب يستغني عن الشمس والنجـمِ |
| عقيمٌ ولا تبغي الفحـولَ وإن جَرَت |
| تَجُـرُّ مـن الأولاد أكثـر من أُمِّ |
| وتقتحم الأنفاق لا تختشي أذًى |
| ولا تتَّقي خصماً ألَدَّ سوى الصَّدْمِ |
| فهاتيك، إبراهيـمُ، مَوْصِل بينِنا، |
| فَكم حقَّقتْ بيـن المحبيـن من حُلْـمِ! |