وليلةِ أُنسٍ بالجزائر كان لي |
بها مجلس ضمَّ الأَفارِقةَ الغُرّا |
لقاءٌ بظهر الغيب غيرُ مؤمَّل |
على مطعمٍ في أرزيو توَّج البحرا |
أفاضوا علينا في الضيافة جودَهم |
ومدُّوا به مِن حولنا الكَرَم الغَمْرا |
تلاقى به شرقٌ وغربٌ كأننا |
نعانق في عليائها الأَنجم الزُّهْرا |
على رأسه المهديُّ بو عبدلي الذي |
سما فضله في قومه وسما قدْرا |
وفتيةُ صدقٍ بالجزائر سادةٌ |
رجالُ جهادٍ ألبسوا هامَه فخرا |
وقد زاننا الشيخ الزُّبير بلطفه |
وكان نظام العِقد أكرِمْ به حرّا |
أصيل بأعباء الأصالة ناهض |
بوَهْرانَ أضحى جِدُّه الآية الكبرى |
هُمام دؤوب مخلص لرسالةٍ |
حَبَاها ووفّاها الأمانة والصبرا |
* * * |
وداعاً أيا وهرانُ من قلب معجَبٍ |
بسحر مَغانيك التي تبعث الشعرا |
وداعَ فتى أبقى من الحب والهوى |
على أرضك الغنّاء مهجتَه الحَرَّى |
إذا دَرَستْ في أَنْفُسٍ ذكرياتُها |
ستخلد في نفسي لكم هذه الذكرى |